سائح فرنسي مسجون في إيران يضرب عن الطعام

السائح الفرنسي بنجامين بيرييه في صورة نشرها محاميه سعيد دهقان على «تويتر»... (أ.ف.ب)
السائح الفرنسي بنجامين بيرييه في صورة نشرها محاميه سعيد دهقان على «تويتر»... (أ.ف.ب)
TT

سائح فرنسي مسجون في إيران يضرب عن الطعام

السائح الفرنسي بنجامين بيرييه في صورة نشرها محاميه سعيد دهقان على «تويتر»... (أ.ف.ب)
السائح الفرنسي بنجامين بيرييه في صورة نشرها محاميه سعيد دهقان على «تويتر»... (أ.ف.ب)

بدأ السائح الفرنسي بنجامين بيرييه، المحتجز في إيران بتهمة «التجسس» منذ ربيع عام 2020، إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقاله، حسبما أفاد به محاميان وأخته أمس.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن السفارة الفرنسية لا تزال على اتصال مع بيرييه، وإنه تمت زيارته يوم 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، كما جرى اتصال معه أمس.
واحتجزت السلطات الإيرانية بيرييه (36 عاماً)، منذ مايو (أيار) 2020، بعدما أطلق طائرة «هليكوبتر» صغيرة يتم التحكم فيها من بُعد (هيليكام) في الصحراء قرب حدود تركمانستان، ووجهت له تهمة «التجسس» بسبب التقاطه صوراً في «مناطق محظورة»، وكذلك يواجه تهمة «الدعاية ضد النظام» على خلفية منشور على شبكات التواصل الاجتماعي، أشار فيه إلى «الحجاب الإلزامي» في إيران بخلاف دول أخرى في جوارها زارها قبل إيران. وهي تهم وصفها فريق الدفاع عنه بأنها «باطلة ولا أساس لها»، لكنها تثير في الوقت نفسه مخاوف من إصدار أحكام قضائية بالسجن لفترة طويلة. وبحسب القوانين الإيرانية، فإن المدان بـ«التجسس» يواجه عقوبة تصل إلى الإعدام.
وقالت شقيقته بلاندين لوكالة الصحافة الفرنسية إن «بنجامين بدأ إضراباً عن الطعام في 25 ديسمبر الحالي؛ لأنه لم يسمح له بالاتصال بنا في عطلة عيد الميلاد، وتنديداً كذلك بسوء المعاملة التي يعانيها منذ 20 شهراً».
ونقلت «رويترز» عن بيان محاميه فيليب فالين وشقيقته بلاندين قولهما إن «الشعور بالتخلي والبؤس دفعا بنجامين بيرييه لبدء إضراب عن الطعام لتنبيه السلطات الإيرانية والفرنسية إلى عبثية‭‬‬ اعتقاله».‬
وأعربت شقيقته عن أسفها «لعدم وجود أي تغيير في وضعه». وأضافت: «إنه محتجز رهينة من دون سبب. إنه أمر غير قانوني، ولا نعرف عنه شيئاً. يحتاج بنيامين إلى مزيد من الدبلوماسية الفرنسية».
في طهران؛ كتب محاميه الإيراني سعيد دهقان على «تويتر»: «على ما يبدو ليس مهماً أن يقضي سائح أجنبي ثاني عيد لـ(الكريسماس) في سجون إيران، لكنه بسبب حرمانه من الاتصال مع الأسرة في هذه المناسبة، أضرب عن الطعام». وتساءل: «ماذا تنتظر (محكمة الثورة) للنظر في التهم السياسية الموجهة إلى بنجامين بيرييه. إنه رهن الاعتقال منذ 570 يوماً».
وتعتقل إيران أكثر من 10 غربيين؛ معظمهم مزدوجو الجنسية، وهو ما تندد به منظمات غير حكومية بوصفه سياسة احتجاز رهائن بهدف الحصول على تنازلات من الدول الغربية، فيما تؤكد عائلاتهم أنهم ضحايا لعبة سياسية لا دخل لهم فيها.
وفي السنوات الأخيرة، أجرت طهران عمليات تبادل عدة للمعتقلين مع دول أجنبية.
وفي مايو (أيار) 2020، حكم على الباحثة الفرنسية - الإيرانية فريبا عادلخاه، الموقوفة منذ يونيو (حزيران) 2019، بالسجن 5 سنوات «للتآمر على الأمن القومي»، وسنة «لنشر الدعاية الكاذبة ضد النظام». وهي رهن الإقامة الجبرية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020.
كما اعتقل شريكها الباحث رولان مارشال معها؛ قبل الإفراج عنه في مارس (آذار) 2020، بعدما أفرجت باريس عن المهندس الإيراني جلال روح الله نجاد الذي طالبت الولايات المتحدة بتسليمه لتصديره معدات مخصصة للاستخدام العسكري والبرنامج النووي إلى إيران؛ في خرق للعقوبات الأميركية.



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.