مصطفى حجاج: لا أعترف بـ«الترند»

المطرب المصري اعتبر ألبوم «يا باي» نقلة في مشواره الغنائي

الفنان المصري مصطفى حجاج
الفنان المصري مصطفى حجاج
TT

مصطفى حجاج: لا أعترف بـ«الترند»

الفنان المصري مصطفى حجاج
الفنان المصري مصطفى حجاج

يواصل المطرب المصري مصطفى حجاج طرح أغنيات ألبومه الجديد «يا باي»، وقال حجاج في حواره مع «الشرق الأوسط» إن ألبومه الجديد يتضمن 5 أغنيات ما بين «المقسوم» والدراما، وكشف أنه ظهر بشكل مختلف أخيراً ليواكب انطلاقته الغنائية الجديدة.
في البداية تحدث حجاج عن تفاصيل الألبوم، قائلا «ألبوم (يا باي) هو ميني ألبوم يتضمن من 4 إلى 5 أغنيات، وجميع تلك الأغنيات إيقاعاتها جديدة ومختلفة بالنسبة لي، كذلك طريقة تسجيلها وتوزيعها، ورغبنا في أن تكون البداية بأغنية (يا باي) لأنها شكل غنائي لم أقدمه طوال مشواري الفني الممتد لأكثر من 7 سنوات».
وأضاف «الألبوم سيتضمن أغنيات درامية و(مقسوم)، من بينهم أغنية بعنوان (شكشكة) ستكون مفاجأة العمل وأعتقد أنها ستحقق نجاحا باهرا مع الجمهور فور طرحها مثلما حدث من قبل مع (خطوة) و(يا بتاع النعناع)، كما يشهد الألبوم تقديم أفكار شعرية مميزة على مستوى الكلمات، حيث يتعاون معي الملحنان محمد النادي ومحمد يحيى كشعراء لأول مرة»، لافتاً إلى أنه «رغم كونهما ملحنين بارزين فإنه لديهما القدرة الكاملة على تقديم أعمال شعرية جيدة».
وتميز مصطفى حجاج في تقديم الأغنية الشعبية، وحقق شهرة جماهيرية كبيرة مع نجاح أغنيته الأولى «يا بتاع النعناع يا منعنع» التي اختيرت عام 2014 كأفضل أغنية للعام من عدة استفتاءات، وواصل حجاج مشواره الغنائي بتقديم عدد من الأغنيات الناجحة منها «خطوة» و100 وش التي قدمها مع الفنان تامر حسني، وقدم خلال مسيرته ألبومين الأول عام 2015 بعنوان «زحمة حياتي» والثاني بعنوان «هتزهزه» عام 2019، كما شارك بالغناء مرتين أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أعياد الشرطة عام 2020 واحتفالات السادس من أكتوبر عام 2021.
وأشار حجاج إلى أن تغير مظهره وقصة شعره جاءت بالاتفاق مع منتجه هاني محروس لكي تكون دعاية قوية للألبوم «منذ البداية فضلت تغيير مظهري لكي أفاجئ الجمهور، وكان المنتج هاني محروس متخوفا من ذلك التغيير، ولكنني صممت على ذلك، خصوصاً وأن طول شعري كان يضايقني كثيراً بسبب جلوسي فترة طويلة لتصفيفه، وكنت أخشى من موقف الجمهور، ولكن مع طرح البوسترات الدعائية للألبوم، فوجئت بإعجاب الجمهور بالمظهر الجديد وحبهم له».
وأشاد حجاج بموزع أغنية «ياباي» المغربي جلال الحمداوي قائلاً «نجاح جلال الحمداوي معي في أغنية (يا باي) ليس صدفة، فهو صاحب واحدة من أهم وأنجح أغنياتي وهي (خطوة) وهو صاحب رصيد كبير من النجاحات مع جميع المطربين العرب البارزين».
وقال حجاج إنه لم يسع مطلقا طوال مشواره الفني من أجل تصدر «الترند»، مؤكداً أنه دوره هو تقديم عمل جيد وجذاب «لم أشغل نفسي بالتركيز على الترند أو تصدر محركات البحث بمواقع التواصل الاجتماعي، فأنا لا أعترف بالترند، الذي لا أعتبره أمراً أساسياً لنجاح الفنان، فالنجاح بالنسبة لي هو أن الأغنية يتم تشغيلها في الشوارع والأفراح والأماكن العامة، ويتم طلبي لغنائها، أما البحث عن الأغنية عبر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي ربما يكون مؤشر نجاح لمطربين آخرين ولكن بالنسبة لي يعد أمراً ثانوياً».
ويرى المطرب المصري أن أغنيات المهرجانات لها لون مختلف تماما عن اللون الغنائي الذي يقدمه، لكنه يعترف بأن أغلبية الجمهور تستمع حالياً لأغنيات المهرجانات: «لا أنكر أن هناك أغنيات مهرجانات جيدة وجذابة وتحبها الأذن، ولكن في الأمر ذاته هناك أغنيات لا ينبغي السماع إليها بسبب احتوائها على كلمات مبتذلة وضعيفة، وفي النهاية الأغنية الجيدة والمختلفة ستنجح». على حد تعبيره.



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».