العالم يستعد لقضاء عيد ميلاد ثانٍ في ظل الوباء

رجال الإطفاء والإنقاذ الروس الذين يرتدون زي سانتا كلوز في موسكو (إ.ب.أ)
رجال الإطفاء والإنقاذ الروس الذين يرتدون زي سانتا كلوز في موسكو (إ.ب.أ)
TT

العالم يستعد لقضاء عيد ميلاد ثانٍ في ظل الوباء

رجال الإطفاء والإنقاذ الروس الذين يرتدون زي سانتا كلوز في موسكو (إ.ب.أ)
رجال الإطفاء والإنقاذ الروس الذين يرتدون زي سانتا كلوز في موسكو (إ.ب.أ)

مع تسارع تفشي المتحورة «أوميكرون»، يلقي وباء «كوفيد – 19» بظله على ملايين الأشخاص الذين يتطلعون، الجمعة، للاجتماع مع أقربائهم وتبادل هدايا عيد الميلاد وسط قيود وتحذيرات.
وللسنة الثانية على التوالي، تنعكس طفرة الإصابات على احتفالات عيد الميلاد عبر العالم من سيدني إلى إشبيلية، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ففي بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، يبدي أصحاب الفنادق خيبة أملهم بعدما كانوا ينتظرون تدفق السياح والزوار. فبعد قضاء العيد العام الماضي في ظل إغلاق تام، عادت إسرائيل وأغلقت حدودها هذه السنة أيضاً.

وبدأت فرق الكشافة عند التاسعة مسيراتها التقليدية في البلدة القديمة، فأضفت أصوات الطبول والمزامير بعضاً من البهجة في محيط كنيسة المهد، حيث ولد الطفل «يسوع» وفق المعتقدات المسيحية.
وفي الساحة، حيث ترتفع شجرة ميلادية ضخمة، يلتقط عدد ضئيل من المارة من فلسطينيين وأجانب مقيمين في إسرائيل أو في الضفة الغربية صوراً للموكب بواسطة هواتفهم النقالة.
وكما في 2020، سيقتصر قداس منتصف الليل على دائرة صغيرة من المصلين يمكنهم حضوره بناء على دعوة حصراً. ومن المرتقب أن يجتذب الموكب الذي يقوده بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا عدداً أكبر من الناس منه العام الماضي بفضل تليين القيود.
وفي الفاتيكان، سيحضر الآلاف قداس عيد الميلاد التقليدي الذي يحييه البابا فرنسيس، الجمعة، الساعة 19.30 (18.30 ت غ) في كاتدرائية القديس بطرس في روما، بالمقارنة مع 200 شخص فقط العام الماضي.

وسيعطي البابا، السبت، عند الظهر (11.00 ت غ)، بركته إلى المدينة والعالم من ساحة القديس بطرس. وإن كانت القيود تنتشر في العالم مع فرض هولندا الحجر وإلغاء مسارح برودواي عروض عيد الميلاد وفرض إسبانيا مجدداً إلزامية الكمامات في الخارج، فإن التجمعات ستكون أسهل بصورة عامة منها العام الماضي.
ويستعد ملايين الأميركيين للتنقل داخل الولايات المتحدة، حتى لو أن موجة «أوميكرون» تخطت الحد الأقصى لتفشي المتحورة «دلتا» من قبل، وأن المستشفيات تكتظ بالمرضى.
غير أن السفر قد يكون معقداً للعديد من الأميركيين، بعدما أعلنت شركة الطيران الكبرى للرحلات الداخلية «يونايتد» إلغاء 120 رحلة بسبب الإصابات في صفوف طواقمها.
وفي أستراليا، سمح باستئناف السفر داخلياً لأول مرة منذ بدء تفشي الوباء، ما يحيي أجواء الاحتفالات رغم تسجيل البلد حصيلة قياسية من الإصابات.
وقال رئيس أساقفة سيدني للكاثوليك أنتوني فيشر، في رسالة بمناسبة عيد الميلاد: «رأينا جميعاً مشاهد مؤثرة لأشخاص يلتقون في المطارات بعد أشهر من الفراق»، مضيفاً: «في فترة قاتمة كهذه، عيد الميلاد هو شعاع نور، بصيص أمل».
وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون أن شهادة تلقيح ستكون أجمل هدية تحت شجرة عيد الميلاد. وصرح «رغم أن الوقت المتاح لشراء الهدايا بات معدوداً نظرياً، هناك شيء رائع يمكن إهداؤه لعائلاتكم وللبلاد برمتها، وهو تلقي هذه الجرعة، سواء كانت الأولى لكم أو الثانية، أو الجرعة المعززة، حتى تكون احتفالات العام المقبل أفضل من هذه السنة».

وفي موسكو، طلب الرئيس فلاديمير بوتين من «ديد موروز» أو «جد الصقيع»، أي سانتا كلوز الروسي، أن يساعد روسيا على تحقيق مشاريعها، وذلك في ظل التوتر المخيم مع الدول الغربية حول مسألة أوكرانيا.
وقال بوتين: «آمل ألا يكتفي بإعطائنا هدايا، بل أن يحقق مشاريع البلد وكل مواطن»، شاكراً «ديد موروز» لمساعدته على أن يكون رئيساً.
وفيما كان الناس يأملون في استعادة حرياتهم بفضل اللقاحات، جاء تفشي المتحورة «أوميكرون» شديدة العدوى ليلقي بظله على أجواء الأعياد هذه السنة.
فمع اقتراب عيد الميلاد، يتصدر «نتفليكس» فيلم أبعد ما يكون عن أجواء العيد هو «أنفورغيفابل» (لا تسامح) يروي قصة امرأة تواجه صعوبة في الاندماج داخل مجتمع يرفض أن يغفر لها جريمة قتل ارتكبتها في الماضي بعدما قضت سنوات في السجن.

وعلى منصة «سبوتيفياي» لقيت أغنية لا علاقة لها بالميلاد رواجاً أكبر من «أول آي ونت فور كريسماس إز يو» لماريا كاري.
غير أن إغلاق الحدود والقيود المفروضة لن تمنع مزلاجاً شهيراً تجره الرنة من أن يجوب العالم كما في كل سنة، بعدما فتحت كندا له مجالها الجوي... بشرط أن يبرز شهادة تلقيح واختبار «كوفيد» نتيجته سلبية.
هذا ما أكده وزير النقل في أوتاوا عندما أعطى الضوء الأخضر للموكب، مؤكداً أن حتى رودولف، أشهر رنة عيد الميلاد، «تثبت من أنه لا يُظهر أياً من أعراض كوفيد - 19 قبل الإقلاع».
وأبدت أستراليا الحرص نفسه، فأعلنت هيئة السلامة الجوية أن «مراقبينا الجويين سيرشدون بابا نويل بسلامة تامة في المجال الجوي الأسترالي، باستخدام تقنيتنا للمراقبة لمتابعته مرتين في الثانية».
وأكدت «سمح له بالتحليق على ارتفاع 500 قدم حتى يتمكن من ملامسة السطوح وتسليم هداياه بسرعة وتكتم. فمزلاجه السحري ليس طائرة عادية».


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.