ناشدت مجموعة منظمات دولية، بينها منظمة الصحة العالمية، جميع الحكومات التي تمكّنت من بلوغ مستويات عالية في التغطية اللقاحية، الإسراع في الوفاء بتعهداتها لمساعدة البلدان الفقيرة والنامية من أجل الحصول على كميات كافية من اللقاحات، وذكّرت بأن التطورات الوبائية الأخيرة التي شهدت ظهور المتحور الجديد أوميكرون، يجب أن تكفي لإقناع الجميع بأن الشرط الأساسي للسيطرة بشكل نهائي على الفيروس هو التصدي له في جميع البلدان بصورة متزامنة وتدابير منسّقة على الصعيد الدولي.
وكان الرؤساء التنفيذيون لمنظمة الصحة وصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية واليونيسيف والتحالف العالمي للقاحات عقدوا اجتماعاً بهدف زيادة توزيع اللقاحات في البلدان الفقيرة والمتدنية الدخل، ودعمها بالموارد التقنية والمادية اللازمة لمواجهة الوباء.
وشدّدت المنظمة الدولية على «أن التدنّي الخطير في مستوى التغطية اللقاحية الكاملة، الذي ما زال دون 5 في المائة في البلدان الفقيرة، ولا يتجاوز 30 في المائة في البلدان المتدنية الدخل، يجعل السيطرة على الوباء بشكل كامل ونهائي مستحيلة في القريب المنظور». وأشار البيان الذي صدر عن الاجتماع إلى أن ظهور متحور أوميكرون يسلّط الضوء على الحاجة الملحّة لتوزيع اللقاحات بشكل واسع وعادل، وتعزيز القدرات على إجراء الاختبارات والتسلسل الوراثي والعلاجات، للتغلّب على الجائحة، قبل أن تظهر متحورات أخرى قد تخرج عن السيطرة، وتعيد المعركة ضد الوباء إلى المربّع الأول.
يذكر أن منظمة الصحة كانت أعلنت عند إطلاق برنامج «كوفاكس» لتوزيع اللقاحات في البلدان الفقيرة والنامية أن الهدف هو تحصين 40 في المائة من سكان العالم بنهاية العام الحالي، وبعد أن تبيّن عجزها عن تحقيق هذا الهدف أعلنت أنها تسعى لتلقيح 70 في المائة من السكان قبل حلول منتصف العام المقبل.
ويقول خبراء المنظمة الدولية إن تحقيق هذا الهدف يقتضي زيادة الإمدادات اللقاحية عن طريق برنامج «كوفاكس»، وتشجيع البلدان الفقيرة والنامية على شراء مزيد من الجرعات اللقاحية، وتحسين قدرة هذه البلدان على توزيع اللقاحات، فضلاً عن تيسير التدفقات التجارية لتعزيز إنتاج اللقاحات الطبية الأخرى وتوزيعها، ورفع جميع القيود المفروضة على تصدير المستلزمات الطبية.
وتفيد بيانات منظمة اليونيسيف أن كثيراً من البلدان الفقيرة والنامية تواجه صعوبات كبيرة في توزيع اللقاحات بسبب من ضعف قدراتها على التخزين بالشروط اللازمة، وعدم توفّر المهارات التقنية، فضلاً عن أن كميات كبيرة من اللقاحات وصلت إلى هذه البلدان في تواريخ قريبة جداً من انتهاء صلاحيتها، أو غير مرفقة المستلزمات الصحية لتوزيعها.
وشدّد رؤساء المنظمات الدولية على ضرورة الإسراع في الوفاء بالتعهدات المقطوعة «لأن الوقت يجري بشكل مـأساوي لصالح الفيروس»، وإعفاء الشركات المنتجة في البلدان النامية من قيود براءات الاختراع، وإعطاء الأولوية في الإمدادات لبرنامج «كوفاكس» والبلدان التي زالت التغطية اللقاحية فيها متدنية.
وحضّ البيان الذي صدر عن الاجتماع، الدول الفقيرة والنامية، على التعاقد الفوري لشراء كميات إضافية من اللقاحات عن طريق برنامج «كوفاكس»، أو مباشرة مع الجهات المنتجة، ووضع خطط لزيادة معدل الإقبال على التطعيم تأهباً لوصول الجرعات الإضافية. كما دعا إلى التنسيق بين السلطات الصحية والمالية من أجل زيادة استخدام موارد بنوك التنمية الإقليمية والدولية المتاحة لشراء اللقاحات وتوزيعها.
وشدّدت المنظمات على تعزيز التنسيق بين الشركات التي تنتج اللقاحات والدول المانحة وبرنامج «كوفاكس»، لوضع جداول زمنية واضحة حول إمدادات اللقاحات ومواصفاتها، ومساعدة الدول النامية لتعزيز قدراتها على تخزينها وتوزيعها.
وأعلنت منظمة الصحة أنه من المتوقع وصول كميات كبيرة من اللقاحات إلى البلدان الفقيرة والنامية في الأشهر المقبلة، مشددة على أن التنسيق الوثيق بين جميع الأطراف المعنية لزيادة القدرات على توزيع هذه اللقاحات سيكون حيوياً في هذه المرحلة التي قد يتوقف عليها مصير المعركة ضد «كوفيد».
في موازاة ذلك، نبّه المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية، من التفاقم السريع للمشهد الوبائي خلال الأيام الأخيرة في إسبانيا وإيطاليا، اللتين سجّلتا أرقاماً قياسية في عدد الإصابات الجديدة، تجاوز فترات الذروة في المراحل السابقة، وشدّد في بيان أمس (الخميس) على ضرورة عدم التراخي في قيود الاحتواء والوقاية، «لأن البيانات الواردة من الدول الأعضاء تظهر سرعة غير مسبوقة لسريان المتحور الجديد، الذي لا يُعرف بعد مدى خطورته وقدرته على التهرّب من الحماية المناعية التي توفّرها اللقاحات المتداولة».
وكانت وزارة الصحة الإيطالية قد أفادت أن عدد الإصابات التي سجلها إقليم لومبارديّا في الـ24 ساعة المنصرمة تجاوز 13 ألفاً، وهو رقم لم يشهده بعد هذا الإقليم الذي كان البؤرة الرئيسية لانتشار الفيروس في إيطاليا طوال المراحل الصعبة من الجائحة. وأفادت السلطات الإقليمية أن 40 في المائة من الإصابات الجديدة هي بالمتحور الجديد، علماً أن هذه النسبة كانت 0.2 في المائة منذ أسبوعين فقط.
ومن جهتها، أعلنت الحكومة الإسبانية أمس فرض ارتداء الكمامات الواقية في الشوارع والهواء الطلق، بعد أن حطّم عدد الإصابات الجديدة جميع الأرقام السابقة على مدى 5 أيام متتالية، وبدأت بوادر الاكتظاظ تظهر على النظام الصحي الذي يعاني أيضاً من نقص حاد في الموارد البشرية. ووصفت الأوساط العلمية هذا التدبير بأنه «غير كافٍ وسطحي ولن يؤثر في مسار الفيروس».
مناشدات دولية لتوزيع عادل للقاحات مع الدول الفقيرة
إسبانيا فرضت ارتداء الكمامات في الهواء الطلق
مناشدات دولية لتوزيع عادل للقاحات مع الدول الفقيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة