ملحم زين يستعيد «ألبوم حياته» مع ديانا فاخوري

تحدّث في الفن والعائلة والصداقات

ملحم زين وديانا فاخوري
ملحم زين وديانا فاخوري
TT

ملحم زين يستعيد «ألبوم حياته» مع ديانا فاخوري

ملحم زين وديانا فاخوري
ملحم زين وديانا فاخوري

تقلب ديانا فاخوري الآتية من عالم الأخبار والسياسة، ألبوم حياة ملحم زين الملقّب بـ«ريّس الأغنية اللبنانية». يبتسم للصور بخجله الجميل ويستعيد الذكريات، منذ الطفولة في عائلة كبيرة إلى الاحتراف والزواج والأبوة. تتغزّل به في مقدّمتها «صاحب أجمل غمّازات»، وهذه تعني الحُفر البديعة على الوجوه الضاحكة. وتسأله ماذا كان ليُغيّر في نفسه لو شاء وتحققت الأمنيات؛ المزيد من الطول أم إنقاص الوزن؟ يجيبها بأنّ السنتيمترات الثلاثة في حنجرته كافية ليشعر بالنِعم، لكنه لو أُرغم على الخيار لفضّل وزناً أقل. غمر الحلقة بتهذيب رقيق ورقي الشخصية.
تسأله «من أنت؟»، فيختصر التعريف عن النفس «شاب طموح مشواره الفني طويل». يحضر باحترام من بداية حلقة «ألبوم حياتي» (منصة «صوت بيروت» انترناشونال ويعرض على «إم تي في» بالتزامن) إلى نهايتها، وإن صبّ غضبه على المختبئين وراء هواتفهم، ينتقدون ويتنمّرون في «السوشيال ميديا». ومنهم مَن ينتحل صفته للابتزاز والتحرّش، فينفعل الضيف الهادئ عادة في إطلالاته، وللمرة الأولى يهدّد يفضحهم وجرّهم إلى السجن. السمعة غالية، كنز الإنسان.
صبي بشعر أشقر ذهبي، أسود مع العمر، و«مندري شو صار» حتى تغيّرت الألوان. وُلد في سوريا بعد أربع فتيات، وحمل اسم جدّه. وجد فيه الأب الفنان الذي لم يكنه والصورة التي لم تتحقق عنه. أراده صوتاً يحلّق خارج الدوائر الضيقة، فيعوّض فرص الأب الضئيلة مع الانتشار والوصول. تجمع فاخوري وفريق برنامجها صوراً من ماضيه، هو المتحفّظ أمام الأضواء. تعيده إلى الطفولة حين لم ينفع في أعمال الحديقة، فدفع لعامل 15 ألفاً آنذاك ليُنجز عنه مهمّاته. يُسبّح الله «كأنه لا يريديني إلا أن أكون فناناً. هذا قدري، ولا أنفع في غير أقدار».
في الثامنة غنّى «لسّه فاكر»، من خزّان الأب في ذاكرته. أبوه لم يحترف الغناء، فغذّاه بجماليات الطرب. تحاوره ديانا فاخوري بهدوء، تسأل وتصغي، ولا تبدو دخيلة في مكان ليس مكانها. تستغرب اعترافات الضيف بحجب الغناء عن المرأة لعادات البيئة البعلبكية وتحفّظها، منذ أمه التي ردّدت أغنيات وردة بخجل، فلم توسّع أحلامها، إلى ابنته واحتمالات ميلها للغناء. جوابه واحد «الفن بركان، لا يليق بالفتاة السير بين حممه».
له أفكاره وقناعاته، واحترامه في التعبير عنها. يطل كما هو، لا كما يريده الآخرون أن يكون. فهو ليس من النوع المقنّع في الحوارات أو الزائف في الأخذ والرد. ولا من الذين يطلّون للاستعراض. يحرص على مسألتين: الصدق والخصوصية، ويحافظ عليهما بين كلماته. وهو ابن بيت، يخشى على الأولاد من أذى الأضواء والضياع في الموجة، فيحميهم على طريقته «لا (تيك توك) ولا (فيسبوك). ولا صور في السوشيال ميديا. إلا القليل، النادر».
أمام ألبوم الصور، يعترف بعيوبه «لستُ كاملاً، أنا عصبي ومزاجي. وأحياناً، أتشبث بآرائي. أم علي تتحمّلني». تحاول محاورته جمع القلوب «غازِلها على الهواء»، فيضحك لتظهر الغمّزاتان «بعلبكي، ولا أجيد الإكثار من الورود والشموع. أحبها على طريقتي، ربما بأغنية أو بفعل يسعدها قيامي به. كلام الحب يدخل في خصوصية العائلة». وإن فاجأته فاخوري بصورته وزوجته، مصدرها حسابه في «إنستغرام»، استغرب بطرافة «أحقاً وردت على حسابي؟ سأعالج الموضوع!».
يقسم بأن لا علاقة مباشرة له بصفحته الرسمية في «فيسبوك»، وثمة من يديرها لتغطية نشاطاته. يخبئ الغضب لتفجيره على ثلاثة: الذين يستغلون اسمه للإزعاج، وللمنتقدين إحياءه الحفلات بذريعة تفشي «كورونا»، ولتجّار الدواء والمازوت وصحة الناس. يعتذر عن عدم الحديث في السياسة، فالهمّ هم الفقراء «كنتُ منهم ولا أزال».
سرّعت مأساة 4 أغسطس (آب) انتقاله وعائلته إلى دبي. يسكن في شارع سرسق العريق بالأشرفية، وحين تزلزلت المدينة، اتخذت زوجته القرار «سنوضّب الحقائب ونرحل». نجا مرة من حادث سير رهيب، وتجدّدت صفحات العمر، إلا أنّ المجزرة ذلك الصيف لم تترك طمأنينة في القلب.
تمرّ الصور، مع ملحم بركات وجورج وسوف وصداقات أهل الفن، وتتبارى الحنجرة مع وائل كفوري في موال «لبنان يا قطعة سما». صوتان يمجّدان الخلق. ومرّت ذكريات كرسي التحكيم وبدايات «سوبر ستار». ضحك كثيراً على صورته في ألبوم «إنتِ مشيتي»، وسخر من السوالف أسفل الشعر «كانت موضة العام 2003». تحدّث عن «مظلومية» رافقت إعلان النتائج حين توقف التصويت الخاص به، لكن محبة الناس عوّضت المراتب وأكدت المكانة.
يطل ملحم زين كما هو في الأذهان: فنان حقيقي. يُخبر الناس عن نفسه بثقة تصرّ على التواضع «لا أخطط ولا أضع استراتيجيات. لا أسعى إلى العالمية ولستُ مهووسا بها. طموحي الغناء على مسارح كبرى». وإن سألته تقييم النفس، ردّ «5 على 10». تستغرب فاخوري، فيسارع إلى دفع الاستغراب المتسلل إلى وجهها «هذه البداية والمزيد على الطريق».
أب لأربعة أولاد؛ الكبير يحمل بعض رصانته، تاركاً الشقاوة للصغير المحتال. تظهر صورتهما، فيبتسم رداً على ابتسامته الميّالة إلى «اللصوصية»، ويشعر بالضمير المرتاح «أربّيهم على الأخلاق».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.