الصدر يشن {حملة ضد الفساد} في النجف ويتحرك لإقالة المحافظ

خصومه يتهمونه بمحاولة السيطرة على المحافظة

مقتدى الصدر زعيم «التيار الصدري» يقود حملة لملاحقة المسؤولين الفاسدين (رويترز)
مقتدى الصدر زعيم «التيار الصدري» يقود حملة لملاحقة المسؤولين الفاسدين (رويترز)
TT

الصدر يشن {حملة ضد الفساد} في النجف ويتحرك لإقالة المحافظ

مقتدى الصدر زعيم «التيار الصدري» يقود حملة لملاحقة المسؤولين الفاسدين (رويترز)
مقتدى الصدر زعيم «التيار الصدري» يقود حملة لملاحقة المسؤولين الفاسدين (رويترز)

اعتبر زعيم «التيار الصدر» مقتدى الصدر، أمس، أنّ «الوضع يحتاج إلى وقفة جادة وسريعة لحل مشاكل الفساد الذي استشرى» في بلدية محافظة النجف، مؤكداً أنّ «الذي يسكت عن الفساد شيطان أخرس». في حين رأى خصوم له، أنه يحاول السيطرة على هذه المحافظة ذات الأهمية الدينية لشيعة العراق والعالم.
كلام الصدر جاء خلال زيارته مبنى بلدية النجف، كجزء من حملته ضد الفساد في دائر هذه البلدية، وهو ناشد المواطنين ممن تتوافر لديهم أدلة ضد الفساد المالي والإداري تقديمها إليه لتمريرها بدوره إلى «الجهات العليا في الدولة للقيام بواجبها». وقال «إذا أخفقت الجهات العليا في محاسبة الفاسدين، فسنقوم بدورنا بمحاسبة الرؤوس الكبيرة، هذه محافظة النجف ومن المعيب أن يعشعش فيها الفساد، وحتى المحافظ سنعمل على إقالته بالطرق القانونية». ويتصرف الصدر من واقع فوز تياره بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية (73 مقعداً) في الانتخابات الأخيرة، وباعتبار أنه هو من سيشكل الحكومة.
ويشكك خصوم في حملة الصدر ضد الفساد، ويرون أنه يسعى إلى استبدال بعض المسؤولين المحليين، منهم المحافظ، بأتباعه لفرض نفوذ أكبر في محافظة النجف، ذات الأهمية الدينية للشيعة في العراق والعالم.
وأطلق الصدر حملته ضد الفساد في مديرية النجف، بعد مظاهرات نظمها ناشطون قبل أيام ضد تردي مستوى الخدمات في المحافظة، وطالبوا بإقالة المحافظ.
ويحذر الصدر منذ أيام من استمرار «الطغيان» والفساد المستشري في بلدية محافظة النجف. وقال الصدر في بيان سابق «مما لا ينبغي أن نغض النظر عنه هو الفساد الحاصل والمستشري في بلدية النجف الأشرف، والتقصير والقصور والتستر على الفساد قد هدمت المدينة وجعلتها وأهلها في بحبوحة الفقر ونقص الخدمات مما لا يليق باسم هذه المدينة العريقة المقدسة».
أضاف «الأدهى من ذلك كله، أن ما يحدث إما تحت عنوان التشيع أو تحت عنوان (آل الصدر) وبادعاء الانتماء إلينا مع شديد الأسف، وقد حاولنا مراراً إصلاح ما فسد، إلا أنهم يأبون إلا أن يستمروا بطغيانهم وفسادهم المقيت الذي يهدم البلاد والعباد وبكل وقاحة وإصرار على ذلك الفعل الشنيع».
هيئة النزاهة الاتحاديَّة كشفت، أول من أمس، عن تنفيذها أربع عمليات ضبط في محافظة النجف، وأكدت تمكنها من ضبط حالات تجاوز للصلاحيات في منح عقار استثماري، وتلاعبات أدت إلى حصول هدر في المال العام بالمحافظة.
وذكرت الهيئة، في بيان، أنّ فريق عملها من مكتب تحقيق النجف تمكن من «ضبط الأوليَّات كافة المتعلقة بقيام محافظ النجف بتجاوز الصلاحيات الممنوحة له بإحالة عقار إلى الاستثمار». وتحدث عن أكثر من خمس عمليات ضبط وتجاوزات قانونية في الدائرة البلدية.
وأيّد مدير بلدية النجف عمار شكر ما ورد في بيان الصدر، عن وجود «فساد شنيع» في بلدية النجف. وقال في تصريح «نحن مؤيدون لبيان السيد الصدر، وليست لدينا أي مشكلة فيما ورد في البيان، وهناك ملفات فساد بالفعل موجودة في هيئة النزاهة، وهذا واقع حال معروف». أضاف «ملفات فساد بلدية النجف موجودة ومعروضة لدى القضاء، وهو ينظر فيها، والتحقيق فيها ما زال مستمراً، وما جاء في بيان الصدر هو واقع حال موجود في عهدة القضاء بانتظار البت فيه».
ويتهم ثلاثة من الأشخاص المرتبطين بتيار الصدر، ويتحركون تحت هذا العنوان، بممارسة عمليات فساد واسعة في النجف ودائرتها البلدية. ودعا الصدر الجهات المختصة إلى التحقيق معهم ومحاسبتهم أن ثبت تورطهم في الفساد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».