مقتل 250 حوثياً وتدمير 29 آلية عسكرية بضربات في الجوف ومأرب

مقتل 250 حوثياً وتدمير 29 آلية عسكرية بضربات في الجوف ومأرب
TT

مقتل 250 حوثياً وتدمير 29 آلية عسكرية بضربات في الجوف ومأرب

مقتل 250 حوثياً وتدمير 29 آلية عسكرية بضربات في الجوف ومأرب

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس (الثلاثاء) عن الوجهات البديلة لاستقبال طائرات الإغاثة بعد أن قررت الميليشيات الحوثية إغلاق مطار صنعاء أمام مختلف الرحلات الأممية والدولية.
وقال التحالف في بيان بثته «واس» إن المطارات السعودية جاهزة لاستقبال الطائرات الإغاثية في ظل إغلاق الحوثيين لمطار صنعاء، كما أوضح أن المطارات اليمنية الأخرى «خيار لوجهة طائرات الإغاثة وأنه جارٍ التنسيق مع الحكومة اليمنية».
وأكد التحالف أن الميليشيات الحوثية أغلقت مطار صنعاء أمام طائرات المنظمات الأممية والدولية بدءاً من ١٩ ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
في غضون ذلك تصاعدت المعارك التي يخوضها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في مأرب والجوف مع استمرار عمليات القوات المشتركة خارج مناطق «اتفاق استوكهولم» بالتزامن وإعلان تحالف دعم الشرعية أمس (الثلاثاء) استمرار عمليات الإسناد الجوي في مواجهة الميليشيات الحوثية.
وأفاد التحالف في بيان بثته «واس» بـأنه نفذ 40 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب والجوف خلال 24 ساعة، وأن عمليات الاستهداف أدت إلى تدمير 29 آلية عسكرية والقضاء على أكثر من 250 عنصراً إرهابياً.
إعلان التحالف جاء بعد ساعات من إعلانه استهداف مواقع الميليشيات في محيط مطار صنعاء الذي حولته الميليشيات قاعدة لتدريب عناصرها على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، إلى جانب استخدامه لتخزين القدرات النوعية من الأسلحة.
وكان تحالف دعم الشرعية قد أعلن (الاثنين) أنه نفذ 29 عملية استهداف ضد الميليشيا الحوثية في مأرب والجوف خلال 24 ساعة، وأن عمليات الاستهداف دمرت 21 آلية عسكرية وقضت على أكثر من 300 عنصر إرهابي.
وتأتي ضربات تحالف دعم الشرعية في سياق تكثيفه العمليات ضد الميليشيات الحوثية خلال الأسابيع الأخيرة رداً على تصعيدها العدواني وإسناداً للجيش اليمني، حيث قدرت مصادر عسكرية مقتل نحو ستة آلاف عنصر حوثي خلال الأسابيع الخمسة الماضية أغلبهم قضوا في جبهات مأرب والجوف.
ورغم خسائر الجماعة المدعومة إيرانياً فإنها تواصل حملاتها في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها لحشد المزيد من المجندين تلبية لدعوة زعيمها عبد الملك الحوثي الذي جدد في أحدث خطبه رفضه وقف القتال إلا بعد السيطرة على كافة المناطق اليمنية بما فيها مأرب.
وإذ يقول الإعلام العسكري للجيش اليمني إن القوات المسنودة بالمقاومة الشعبية قضت على كافة الأنساق الحوثية التي تستميت منذ أشهر لمهاجمة مأرب من جنوبها وغربها، تواصل القوات في السياق نفسه صد هجمات الميليشيات في جبهات محافظة الجوف.
وعلى وقع استهداف الميليشيات للمدنيين، حذرت اللجنة الفرعية للإغاثة في محافظة الجوف من موجة نزوح تشهدها المناطق الشمالية للمحافظة، عقب قصف ميليشيا الحوثي لمخيمات النازحين في مناطق عفي والقرن بمديرية العنان واليتمة بمديرية «خب والشعف».
وذكرت اللجنة الحكومية في بيان أن النازحين يعيشون أوضاعاً مأساوية، بعد استهداف الميليشيا الحوثية للمخيمات ما تسبب بتفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل ظروف مناخية صعبة.
واتهم البيان الميليشيات الانقلابية بأنها «قصفت مخيمات النزوح في مناطق تابعة لمديريتي العنان وخب الشعف، حيث تحتضن أكثر من 16970 نازحاً، كما أجبر العديد منهم للنزوح لمناطق آمنة».
وطالبت اللجنة، منسق الشؤون الإنسانية باليمن ومنظمات الأمم المتحدة بـ«القيام بواجباتها الإنسانية وإدانة هذه الجرائم التي يتعرض لها النازحون، وسرعة الاستجابة الإنسانية الطارئة للتخفيف من معاناة النازحين التي لا تحتمل التأخير».
في سياق ميداني آخر، أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، بأن العشرات من الحوثيين لقوا مصرعهم وجرح آخرون باشتباكات عنيفة خاضتها القوات المشتركة المسنودة من طيران التحالف ضد الميليشيات في جبهة سقم شمال مديرية مقبنة غربي تعز وفي جبهة جبل رأس شرق محافظة الحديدة.
ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة المنضوية ضمن القوات المشتركة، عن مصدر ميداني قوله: «إن القوات المشتركة وبإسناد من طيران التحالف الداعم للشرعية كبدت ميليشيات الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في المعارك العنيفة التي خاضتها مع الميليشيات في جبهتي سقم وجبل رأس».
وقال المصدر نفسه: «إن العشرات من الحوثيين لقوا مصرعهم بنيران القوات المشتركة المسنودة بطيران التحالف خلال الاشتباكات الضارية التي اندلعت صباح الثلاثاء في جبهة سقم شمال مديرية مقبنة بتعز وجبل رأس شرق الحديدة».



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.