تشير مجموعة متزايدة من الأدلة العلمية، بقوة، جنباً إلى جنب مع الواقع البيئي، إلى أن فيروسات «كورونا» الجديدة سوف تستمر في إصابة الخفافيش والحيوانات الأخرى وربما تظهر لتشكل تهديداً وبائياً جديداً للبشر، وهو ما دعا ثلاثة من كبار العلماء الأميركيين، هم، ديفيد مورينز من كلية جونز هوبكنز للصحة العامة، وجيفري توبنبرغر، الباحث الكبير بمختبر الأمراض المعدية بالمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وأنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، عضو فريق عمل البيت الأبيض المعني بجائحة (كوفيد - 19)، إلى كتابة مقال نشرته دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين» في 16 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وضعوا فيه رؤيتهم لمواجهة هذا التحدي.
يرى الأطباء أنه لمواجهة التفشي المستقبلي للفيروس، «يجب أن يركز مجتمع البحث العلمي والطب العالمي جهوداً كبيرة الآن على ثلاثة أهداف، وهي توصيف نطاق التنوع الجيني لفيروس (كورونا) في أنواع حيوانية متعددة، وفهم أفضل لتسبب مرض الفيروس التاجي في النماذج الحيوانية المختبرية والأشخاص، وتطبيق هذه المعرفة في تطوير لقاحات لفيروس (كورونا) طويلة الأمد ووقائية على نطاق واسع».
ويدعو الأطباء الثلاثة أصحاب المقال، إلى «جهد تعاوني دولي لأخذ عينات على نطاق واسع من فيروسات (كورونا) من الخفافيش، وكذلك الحيوانات البرية والمزارع للمساعدة في فهم العالم الكامل لفيروسات (كورونا) الحالية والناشئة»، ويقولون إن «مثل هذه الدراسات يمكن أن توفر تحذيراً مبكراً بشأن فيروسات (كورونا) المستعدة للتسبب في تفشي المرض بين البشر».
وكتبوا أن «تجارب التحدي البشري التي يتم التحكم فيها بعناية، والتي يتعرض فيها المتطوعون لفيروسات (كورونا)، يمكن أن تسفر عن فهم أكمل لعمليات مرض فيروس (كورونا) وتوجيه تصميم اللقاح».
ولاحظ الأطباء الثلاثة أنه رغم توافر لقاحات (كوفيد - 19) الآمنة والفعالة، إلا أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان يمكن تحقيق مناعة دائمة وكيف يمكن تحقيقها. وقالوا إن «فيروس (كورونا) من المحتمل أن يستمر في الانتشار إلى أجل غير مسمى في حالات تفشٍّ دورية، وقد تظهر فيروسات (كورونا) الحيوانية غير المعروفة القابلة للانتقال والفتك في أي وقت، لذلك يجب علينا تسريع جهودنا بشكل كبير في مجال التطعيم ضد فيروس (كورونا)».
ويوضح المؤلفون مزايا لقاح عالمي مثالي لفيروس «كورونا»، من شأنه أن يوفر حماية دائمة من معظم أو جميع فيروسات «كورونا» للأفراد من جميع الأعمار والمجتمعات ككل. ولتحقيق هذا الهدف، يجب معالجة الأسئلة الأساسية حول طبيعة المناعة الوقائية للفيروس، بما في ذلك ما هو أفضل نهج للقاح لإثارة الاستجابات السريعة (الأجسام المضادة، على سبيل المثال)، واستجابات «الذاكرة» المناعية الدائمة التي يمكن أن تدافع ضد فيروسات (كورونا) الناشئة حديثاً.
وشددوا على أن «جائحة (كوفيد - 19) التي لا تزال مستعرة، إلى جانب التهديد المستمر من فيروسات (كورونا) الجديدة، يستلزم التطوير السريع لقاحات فيروس (كورونا) الآمنة والوقائية على نطاق واسع». وخلص المؤلفون إلى أن «هذا تحدٍ يجب علينا الآن أن نلزم أنفسنا بالكامل بمعالجته».
دعوة للقاح عالمي يتعامل مع فيروسات «كورونا»
أطلقها ثلاثة من كبار العلماء الأميركيين
دعوة للقاح عالمي يتعامل مع فيروسات «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة