اعتقال العشرات خلال احتجاجات على عنف الشرطة الأميركية

اعتقال العشرات خلال احتجاجات على عنف الشرطة الأميركية
TT

اعتقال العشرات خلال احتجاجات على عنف الشرطة الأميركية

اعتقال العشرات خلال احتجاجات على عنف الشرطة الأميركية

بعد سلسلة من حوادث إطلاق نار أسفرت عن سقوط قتلى من ذوي البشرة السوداء برصاص الشرطة الأميركية، أغلق متظاهرون في عدد من المدن الاميركية الطرق السريعة واحتشدوا عند مراكز الشرطة، ما أدى إلى اعتقال أكثر من 25 شخصا في مظاهرات احتجاج على حالات عنف جديدة للشرطة ضد رجال من ذوي البشرة السوداء عزل.
وسار نحو 250 ناشطا على جسر بروكلين في نيويورك رافعين لافتات كتب عليها "امنعوا الشرطة من القتل" و"أوقفوا رجال الشرطة القتلة".
واعتقل 12 شخصا على الأقل بدا أن بعضهم في سن الدراسة عقب مناوشة قصيرة مع الشرطة، بعد أن عبروا الجسر وحدث تعطيل للمرور لفترة طويلة.
ونظمت المظاهرة شبكة وقف السجن الجماعي، بعدما أطلق ضابط شرطة أبيض النار على ظهر والتر سكوت، وهو رجل ذو بشرة سوداء أعزل فأرداه قتيلا في نورث تشارلستون بساوث كارولاينا.
واتهم الشرطي بجريمة القتل بعدما جرى تصوير الحادث في فيديو.
وقالت الشرطة في لوس انجلوس إنها اعتقلت 15 محتجا من مجموعة تضم حوالى 100 شخص بعدما وقفوا على شريط قطارات المترو وتجاهلوا أوامر التفرق.
وفي مناطق أخرى على الساحل الغربي حاصر أكثر من 100 شخص مركزا للشرطة في سان فرانسيسكو وعطلوا اجتماعا بمجلس المدينة.
وفي أوكلاند المجاورة أظهرت قنوات التلفزيون أن المتظاهرين احتشدوا خارج ادارة شرطة أوكلاند.
وفي ساعة الذروة على جسر باي الذي يربط سان فرانسيسكو بأوكلاند، قالت الشرطة إن عددا من المتظاهرين عرقلوا المرور لفترة وجيزة. واعتقل ستة من المحتجين.
وفي ويسكونسن أغلق حوالى 100 متظاهر أغلبهم من طلبة المدارس الثانوية طريقا رئيسا في ماديسون، حيث تسبب مقتل المراهق ذي البشرة السوداء توني روبنسون جي ار على يد شرطي أبيض الشهر الماضي بسلسلة احتجاجات.



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».