تقرير: «فيسبوك» فشل في منع المتطرفين من استغلال منصته

المتطرفون استخدموا «فيسبوك» كسلاح للترويج لأجندتهم (رويترز)
المتطرفون استخدموا «فيسبوك» كسلاح للترويج لأجندتهم (رويترز)
TT

تقرير: «فيسبوك» فشل في منع المتطرفين من استغلال منصته

المتطرفون استخدموا «فيسبوك» كسلاح للترويج لأجندتهم (رويترز)
المتطرفون استخدموا «فيسبوك» كسلاح للترويج لأجندتهم (رويترز)

زعم تقرير جديد أن موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فشل في منع الجماعات الإرهابية والمتطرفين من استغلال منصته، بل إنه صنف صور قطع الرؤوس والمنشورات التي تنشر خطاب الكراهية، والصادرة عن «داعش» و«طالبان»، بأنها «ثاقبة» و«مثيرة للتفاعل».
وحسب التقرير، الذي نشرته مجلة «بوليتيكو» الأميركية الشهيرة، فقد «تحول المتطرفون إلى منصة التواصل الاجتماعي كسلاح للترويج لأجندتهم المليئة بالكراهية وحشد المؤيدين لهم».
وصدر التقرير بعد مراجعة لأنشطة الموقع تمت في الفترة ما بين أبريل (نيسان) وديسمبر (كانون الأول) من هذا العام.
ووجدت المراجعة أن هناك عدة مجموعات إرهابية انتشرت عبر المنصة على مدار الثمانية عشر شهراً الماضية، وتفاوت حجم أعضائها من بضع مئات إلى عشرات الآلاف.

وتابع التقرير: «بشكل عام، فإن المحتوى المتطرف يمر عبر الشبكة بشكل روتيني»، رغم ادعاءات «فيسبوك» بأنها تقوم بقمع المتطرفين.
وتم اكتشاف المجموعات الإرهابية من قبل مصطفى عياد، المدير التنفيذي في معهد الحوار الاستراتيجي، وهو مركز أبحاث يتتبع التطرف على الإنترنت.
وقال عياد: «هذه المجموعات غالباً لا يتم إزالتها، حيث إن هناك نقصاً في الإشراف على المحتوى على (فيسبوك)».
ووفقاً للمراجعة، فهناك بعض المنشورات المسيئة التي تدافع عن عنف المتطرفين في العراق وأفغانستان، بما في ذلك صور لقطع رؤوس ومقاطع فيديو لتفجيرات انتحارية «ودعوات لمهاجمة الخصوم في جميع أنحاء المنطقة وفي الغرب»، وتم تصنيفها بواسطة «فيسبوك» على أنها «ثاقبة» و«مثيرة للتفاعل».
وأزالت شركة «ميتا» بعض المجموعات الإرهابية التي تروج للمحتوى المتطرف عندما تم الإبلاغ عنها من قبل «بوليتيكو»، ومع ذلك، لا يزال هناك العشرات من منشورات «داعش» و«طالبان» منتشرة على الموقع، وهو الأمر الذي اعتبره التقرير بمثابة فشل من قبل الشركة في منع المتطرفين من استغلال المنصة.
ورداً على ذلك، قالت «ميتا» إنها استثمرت بكثافة في أدوات الذكاء الصناعي لإزالة المحتوى المتطرف وخطاب الكراهية تلقائياً بأكثر من 50 لغة.

وقال متحدث باسم الشركة لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، «لقد أزلنا المجموعات التي لفتت انتباهنا. لا نسمح بوجود إرهابيين على منصتنا، ونزيل المحتوى الذي يمدحهم أو يمثلهم أو يدعمهم عند رصده».
وأضاف: «نحن نعلم أن موقعنا ليس مثالياً، ولهذا السبب نستمر في الاستثمار في الأشخاص والتكنولوجيا لإزالة هذا النوع من النشاط بشكل أسرع، والعمل مع خبراء في الإرهاب والتطرف للتصدي لإساءة استخدام الموقع».
وتابع: «تكمن المشكلة في أن الكثير من المحتوى المتطرف تتم كتابته باللغات المحلية، وهو أمر يصعب اكتشافه بالنسبة لموظفي (ميتا) الذين يتحدث أغلبهم بالإنجليزية».
يأتي ذلك بعد فترة وجيزة من تصريح فرنسيس هوغن، مديرة المنتجات السابقة في «فيسبوك»، التي غادرت الشركة في مايو (أيار) الماضي، بأن أنظمة «فيسبوك» تضخم الكراهية والتطرف عبر الإنترنت، وتفشل في حماية الشباب من المحتوى الضار، متهمة الشركة بأنها تفتقر إلى أي حافز لإصلاح مشكلاتها.

وكشفت هوغن، التي عرفت بلقب «مسربة وثائق فيسبوك»، عن بعض المخالفات التي ارتكبتها الشركة، قائلة إنها تعطي الأولوية للربح على حساب سلامة المستخدمين.


مقالات ذات صلة

أستراليا تقر قانوناً يحظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم أقل من 16 عاماً

العالم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (رويترز)

أستراليا تقر قانوناً يحظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم أقل من 16 عاماً

أقر البرلمان الأسترالي، اليوم (الجمعة) قانوناً يحظر استخدام الأطفال دون سن الـ16 عاما لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما سيصير قريباً أول قانون من نوعه في العالم.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
العالم يلزم القانون الجديد شركات التكنولوجيا الكبرى بمنع القاصرين من تسجيل الدخول على منصاتها (رويترز)

أستراليا تحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً

أقرت أستراليا، اليوم (الخميس)، قانوناً يحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق يحمل مشروع القانون الأسترالي منصات التواصل الاجتماعي المسؤولية القانونية في حالة فشلها  في منع الأطفال من امتلاك حسابات (أ.ف.ب)

«النواب الأسترالي» يقر مشروع قانون لحظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال

أقر مجلس النواب الأسترالي، اليوم، مشروع قانون يحظر على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» يظهر على شاشة جوّال (أ.ف.ب)

المفوضية الأوروبية تغرّم «ميتا» نحو 800 مليون يورو بتهمة تقويض المنافسة

أعلنت المفوضية الأوروبية، الخميس، أنها فرضت غرامة قدرها 798 مليون يورو على شركة «ميتا» لانتهاكها قواعد المنافسة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

مجدي يعقوب والذكاء الاصطناعي في متحف الكاريكاتير المصري

الذكاء الاصطناعي في معرض بمتحف الكاريكاتير (إدارة المتحف)
الذكاء الاصطناعي في معرض بمتحف الكاريكاتير (إدارة المتحف)
TT

مجدي يعقوب والذكاء الاصطناعي في متحف الكاريكاتير المصري

الذكاء الاصطناعي في معرض بمتحف الكاريكاتير (إدارة المتحف)
الذكاء الاصطناعي في معرض بمتحف الكاريكاتير (إدارة المتحف)

اختتم متحف الكاريكاتير بقرية تونس في الفيوم (100 كيلو جنوب القاهرة) المسابقة السنوية الدولية الرابعة للكاريكاتير، تحت عنوان: «كاريكاتونس»، الجمعة، بحضور نخبة من فناني الكاريكاتير وعدد من سفراء الدول المشاركة.

وتضمنت المسابقة ما يقرب من 655 عملاً فنيّاً لنحو 283 فناناً من 56 دولة عربية وأجنبية، واختُيرت الأعمال الفائزة من قِبَل لجنة تحكيم، ضمّت الفنانة الإماراتية آﻣﻨﺔ اﻟﺤﻤﺎدي، والفنان الصيني ﻓﺎن ﻟﯿﻨﺘﺎو، والفنانة البولندية إﯾﺰاﺑﯿﻼ ﻛﻮاﻟﺴﻜﺎ-ﻓﯿﺘﺸﻮرك، والفنان البلجيكي لوك ديسكماخر، بجانب الفنان التشكيلي محمد عبلة، مؤسس متحف الكاريكاتير ومركز الفيوم للفنون.

متحف الكاريكاتير بالفيوم (إدارة المتحف)

وأوضح مدير مركز الفيوم للفنون، الفنان إبراهيم محمد عبلة، أن «مسابقة (كاريكاتونس) تقام سنوياً بعد اختيار موضوع معين ليرسمه الفنانون، وقد اخترنا هذا العام موضوع الذكاء الاصطناعي وفن البورتريه».

ولفت إلى أن «اختيار اسم المسابقة (كاريكاتونس) استوحي من وجود مركز الفيوم للفنون في قرية تونس التي تتميز بالطابع السياحي والمقومات البيئية والجمالية المختلفة، وقد تزامنت إقامة مسابقة هذا العام مع مهرجان الفيوم الدولي الأول لأفلام البيئة والمناخ، وقد شاركنا بعرض بعض الأفلام من برنامج المهرجان يومي 27 و28 نوفمبر (تشرين الثاني) بالمركز».

المعرض تضمن بورتريهات لجراح القلب المصري مجدي يعقوب (إدارة المتحف)

وقال عبلة لـ«الشرق الأوسط»: «إن مسابقة هذا العام تضم أكثر من 270 فناناً، يمثلون أكثر من 50 دولة، وفاز بجائزة لجنة التحكيم في فرع الكاريكاتير الفنان البلجيكي ﻟﻮك ﻓﯿﺮﻧﯿﻤﯿﻦ، وحصل الفنان السعودي أمين الحبّارة على جائزة اختيار الجمهور، وفى فرع البورتريه الساخر فاز بجائزة لجنة التحكيم عن بورتريه مجدي يعقوب، الفنان واﻟﺘﺮ ﺗﻮﺳﻜانو من ﺑﯿﺮو، أما جائزة اختيار الجمهور فذهبت للفنان الإيراني ﺟﻠﯿﻞ ﺻﺎﺑﺮي».

وأشار عبلة إلى تخصيص مسابقة هذا العام لأفضل كاريكاتير مصري، قام بتحكيمها الفنانون وليد قانوش وعمرو سليم وماهر دانيال. وفاز الفنان شريف عرفة، بجاﺋﺰة ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻜﯿﻢ ﻷﻓﻀﻞ ﻛﺎرﯾﻜﺎﺗﯿﺮ ﻣﺼﺮي، وحصلت مروة إبراهيم على ﺟﺎﺋﺰة ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻜﯿﻢ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ﻷﻓﻀﻞ بورتريه كاريكاتيري.

وأضاف أن «الختام هذا العام شهد حضور 9 سفراء، من بينهم السفير البلجيكي الذي ألقى كلمة عن العلاقات الثقافية المصرية البلجيكية، وتسلَّم الجائزة الأولى للمسابقة نيابة عن الفنان البلجيكي».

وأنشئ متحف الكاريكاتير عام 2009، ويضم أكثر من 500 عمل أصلي، بعضها يزيد عمرها على 100 سنة، تحكي تاريخ الكاريكاتير المصري، من خلال رموز هذا الفن وكبار فنانيه ورواده.

بورتريه الدكتور مجدي يعقوب في مسابقة الكاريكاتير (إدارة المتحف)

وتضمنت الاحتفالية تكريم الجمعية المصرية للكاريكاتير، والفنانين سمير عبد الغني، وفوزي مرسي الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه المسابقة حدث سنوي مهم، وقد سعدت بتكريمي، وقد جرى تأجيله العام الماضي بسبب أحداث غزة، واحتفى هذا العام بشخصية عظيمة؛ هي السير مجدي يعقوب».

وأضاف أن «متحف الكاريكاتير يُعدّ منارة ثقافية وفنية، وجاء هذا المعرض والمسابقة في توقيت يشهد خلاله فن الكاريكاتير بعض التهميش أو تقليص مساحاته في الصحف أو المواقع الإخبارية، فهذا المعرض والمسابقة يُبرزان هذا الفن إلى جانب فعاليات الجمعية المصرية للكاريكاتير، التي تتناول مختلف الموضوعات المرتبطة بالحياة اليومية».