6 تقنيات للمستقبل يطورها العلماء

نحل آلي ووقود بحري للسفن ومياه شرب نظيفة في 20 دقيقة

TT

6 تقنيات للمستقبل يطورها العلماء

«كريسبر»، و«كوانتوم» و«غرافين»، والغبار الذكي والـ«ميتافيرس»... تقنيات لا بدّ أنكم سمعتم بها. ولكنّ التقنية تتغيّر باستمرار ولا بدّ من إدارة وتحديث المعارف القيّمة بانتظام. وإليكم هذه اللائحة التي وضعها خبراء أميركيون، تضمّ تقنيات - اخترنا منها 6 - ستحدث خضّات كبيرة في المستقبل مع أنّها لم تكتسب شعبيّة بين النّاس بعد.

1- نحل آلي لتلقيح المحاصيل
يتسبب التغيّر المناخي في قتل النحل الذي نحتاجه لتلقيح 35 في المائة من المحاصيل الضرورية لتلبية الحاجات الغذائية التي تضمن استمرارنا.
لهذا السبب، يسعى العلماء لتطوير نحلٍ آلي لتلقيح النباتات كما تفعل النحلة الحقيقية وتتولّى فكرة التطوير هذه سلسلة متاجر «وول مارت» الأميركية.
لا تزال المعلومات حول هذا المشروع شحيحة ولكنّ معظم الباحثين يقدّرون أنّ تطوير النحل ممكن عبر وصل شعرة حصان مغطاة بجلّ (مادة هلامية) مصنوع من سائل أيوني، بطائرة درون صغيرة، لكي تلتقط هذه الشعرة حبّة اللقاح من زهرة وتنقلها إلى أخرى. وتجدر الإشارة إلى أنّ باحثي هارفرد يعملون منذ وقتٍ بعيد على تطوير ما يعرف بـ«روبو بيز» باستخدام تقنيات كهذه، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».

2- وقود للسفن من ماء البحر
عندما يتعلّق الأمر بالطاقة، يُعدّ البحر مصدراً هائلاً وغير مستغلّ لها، لا سيّما أنّه لن ينضب في وقت قريب في ظلّ ذوبان جليد القطب الشمالي. يشير العلماء إلى أنّ مياه البحر يمكن استخدامها بشكلٍ فعّال لتزويد السفن بالوقود.
تستخدم هذه التقنية محفّز الموليبدنوم الكربيد المعزّز بالبوتاسيوم لاستخراج ثاني أكسيد الكربون من مياه البحر وتحويله إلى أحادي أكسيد الكربون ثم يصار إلى تحويل أحادي أكسيد الكربون إلى هيدروكربونات سائلة بواسطة عملية فيشر - تروبش. تستطيع السفن استخدام هذه الهيدروكربونات بدل الوقود المحمول على متنها والمعروف بمخاطره الكبيرة.
يتسبب الوقود المستخدم اليوم لتشغيل آلاف السفن التي تعبر البحار والمحيطات بتلوّث هائل. ولكنّ تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مواد كيميائية وأنواع وقود ذات قيمة مضافة من شأنه أن يقلّل انبعاثات غازات الدفيئة التي تنتجها السفن بشكلٍ ملحوظ على المدى الطويل.
في المقابل، توجد الكثير من المسائل التي تتطلّب حلّها قبل الدخول في وسائل بحرية أكثر صداقة للبيئة. أولاً، يبلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون في مياه البحر نحو 100 ملغم في اللتر الواحد، ولكنّه متواضعٌ جداً. ولهذا يحتاج مشروع التحويل المذكور إلى معالجة نحو 45 مليون متر مكعّب من المياه لتشغيل سفينة سياحية لنحو أسبوع، وفقاً لدورية «إنيرجي أند أنفايرونمنتال ساينس).

3- ليزر لتسريع الطباعة التجسيمية
لا تزال الطابعات الثلاثية الأبعاد باهظة الثمن للنّاس العاديين. ومن جهة أخرى فإنها لا تزال غير متطوّرة وسريعة بالمستوى المطلوب لأعمال الشركات الصناعية الكبرى. ولكنّ هذا الأمر قد يتغيّر في السنوات القليلة المقبلة بعد أن طوّر العلماء وسيلة تستخدم الليزر لإسقاط ملايين النقاط في نفس الوقت على مادّة للطباعة الثلاثية الأبعاد بدل استخدام نقطة واحدة في كلّ مرّة. ولأنّهم ليسوا بارعين في التسويق، أسموه وفقاً لمجلة «ساينس»، باسم «إسقاط الفيمتوثانية للطباعة الحجرية الثنائية الفوتونFemtosecond Projection Two - Photon Lithography.
لفهم هذا النوع من الطباعة، تخيّلوا ببساطة استخدام مليون إبرة محمّاة ساخنة لإذابة كتلة شمعية بدل استخدام إبرة واحدة... هذا يعني أنّ طباعة هياكل متناهية الصغر بالأبعاد الثلاثية بات ممكناً باستخدام بسرعة أكبر بكثير (ألف مرّة) مع ضمان تقديم نوعية بناء جيّدة.

4- «لاي - فاي» لنقل البيانات بسرعات أعلى
يعبّر اسم هذه التقنية عنها: صُممت لاي - فاي LiFi لاستخدام الضوء لنقل المعلومات من النقطة «أ» إلى النقطة «ب»، وتعمل من خلال تشفير البيانات الرقمية وتشغيل وإطفاء مصابيح «ليد» بسرعة أكبر من أن يستطيع البشر ملاحظتها. بعدها، يسافر الضوء إلى متلقٍ ضوئي يفكّ تشفير البيانات ويحوّلها إلى تردّدات راديو تقليدية حالية (واي - فاي، 4G، 5G...).
تنطوي هذه الطريقة في نقل البيانات على فوائد كثيرة، لا سيّما أنّ استخدام الضوء يضمن نقلها بسرعة فائقة تصل إلى 100 غيغابايت، أي نظرياً أسرع من اتصال 5G بخمس مرّات. علاوة على ذلك، يساعد العدد المهول لمصابيح «ليد» المستخدمة حولنا في تأمين نقاط وصول رخيصة في المستقبل تضمن الحصول على البيانات في أي مكان. وأخيراً، إنّ الموجات الضوئية المستخدمة كأساس لاتصال لاي - فاي لا تخترق الجدران (ولكنّها قابلة للانعكاس عبرها)، مما يعني أنّ خطر التعرّض للقرصنة الإلكترونية عبرها أقلّ بكثير منه في اتصال الواي - فاي رغم أنّ هذا الأمر يحدّ من استخدامها في الأماكن المقفلة.
من ناحية أخرى، تتطلّب اللاي - فاي من المستخدم أن يكون قريباً من مصدر الضوء الفعّال، لأن نطاقها محدودٌ جداً وقابل للتداخل مع مصادر ضوء أخرى كأشعّة الشمس الطبيعية، وفقا لموقع «ديجيتال ترندز».

5- مياه للشرب في 20 دقيقة
ليس من الضروري أن تكون التقنية دائماً مكلّفة مالياً، إذ غالباً ما نجد حلولاً تقنية أنيقة وبسيطة للمشاكل المعقّدة، ومياه العشرين دقيقة هي أحد هذه الحلول، وتعد بتأمين مياه شربٍ نظيفة للشعوب. كلّ ما يحتاجه الفرد لهذه العملية هو نقع قطنة (عالية التوصيل) لعشرين دقيقة في محلولٍ غير مكلف يحتوي على أنابيب كربون مجهرية وأسلاك فصية مجهرية، ثمّ يصلها بسلكين كهربائيين لتمرير تيّار صغير عبرها. يكفي استخدام فرق جهد كهربائي بقيمة 20 فولتاً لكهربة البكتيريا بشكلٍ آني والسماح بتمرير المياه النظيفة والصالحة للشرب عبر المرشح دون الحاجة للمضخّات التي تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية المستخدمة حالياً في الدول المتطوّرة. بعدها، تعمل الفضّة على عزل أي شيء لم يمت بالتيار الكهربائي.

6- طباعة رباعية الأبعاد
قد يتسبب اسم هذه التقنية ببعض الحيرة ولكنّنا لسنا في صدد الإشارة إلى أنّ البشرية ستستطيع ابتكار بعدٍ آخر وبلوغه. تتلخّص هذه التقنية ببساطة كالتالي: المنتج المطبوع بالأبعاد الرباعية هو نفسه المطبوع بالأبعاد الثلاثية مع إمكانية تغيير خصائصه بعد تطبيق محفّز معيّن (الغمر بالمياه، والتسخين، والهزّ، وعدم التحريك...)... بمعنى آخر، الطباعة الرباعية الأبعاد هي الوقت، أي الوقت الذي يحتاجه المحفّز ليصبح ذا صلة. يحول دون تنفيذ هذه التقنية عائقٌ واضحٌ هو العثور على هذه «المادّة الذكية» ذات الصلة لجميع أنواع الاستخدامات (كالهيدروجل أو بوليمر بشكلٍ معيّن). يعمل بعض العلماء في هذا المجال حالياً ولكنّهم لم يقتربوا حتّى من تقديم منتج جاهز للاستهلاك لأنّهم لم يحدّدوا بعد التغييرات القابلة للتحوّل في بعض المواد.
أمّا تطبيقات هذه التقنية فلا تزال قيد النقاش، ولكنّها قد تدخل في صناعات واعدة كالعناية الصحية (للحبوب الدوائية التي تعمل عندما يبلغ الجسم درجة حرارة معيّنة)، والموضة (الملابس التي تصبح أضيق في الأجواء الباردة)، وهندسة المنازل (الأثاث الذي يصبح صلباً تحت تأثير محفّز معيّن).


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية
TT

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

«البنزول» مادة مسرطنة تنتشر في منتجات العناية الشخصية

​يبدو أن مركب «البنزول» المسمَّى أيضاً «البنزول الحلقي» ظهر في كل مكان خلال السنوات الأخيرة.

معقِّمات بمواد مسرطنة

أولاً، كانت معقمات اليدين التي تحتوي على «مستويات غير مقبولة» من هذه المادة المسرطنة. ثم كانت هناك عمليات سحب من السوق لرذاذات القدم المضادة للفطريات، إضافة إلى ظهور تقارير مثيرة للقلق عن وجوده في مزيلات العرق والشامبو الجاف وكريمات الوقاية من الشمس الملوثة، كما كتب كنفول شيخ، وجانا مانديل*.

وأدت بعض هذه النتائج إلى ظهور عناوين الأخبار المذعورة، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ حذَّر المؤثرون في مجال العافية - على «تيك توك» - الناس من التوقف عن ارتداء واقيات الشمس. وذهب أحد الأطباء على المنصة إلى مقارنة استخدام الشامبو الجاف المنتج بمادة البنزول بعملية التدخين. كما تم رفع كثير من الدعاوى القضائية الجماعية بشأن تأثيراته.

رُصد البنزول في واقيات الشمس

«تسلل» البنزول الطبيعي

يوجد «البنزول» (Benzene)، بشكل طبيعي في النفط الخام. ولا يضاف عمداً إلى هذه المنتجات؛ بل إنه يُستخدم لتصنيع المواد الكيميائية، مثل الأصباغ والمنظفات والدهانات والبلاستيك. وقد ينتهي به الأمر إلى التسلل إلى منتجات العناية الشخصية، عندما لا تتم تنقية المواد الكيميائية التي يوجد البنزول فيها بشكل كافٍ، أو عندما تتفاعل بعض المكونات النشطة في المنتجات بعضها مع بعض أو تتحلل.

لا توجد بيانات حتى الآن تشير إلى أن المستويات المنخفضة من التعرض للبنزول من منتجات العناية الشخصية تحمل مخاطر صحية كبيرة. وحذَّر بعض الخبراء من أن كثيراً من النتائج الأكثر إثارة للقلق حول البنزول، جاءت من مختبر واحد تعرّض لانتقادات؛ لانحرافه عن طرق الاختبار القياسية.

ومع ذلك؛ ونظراً لارتباط مستويات عالية من التعرض للبنزول بالسرطان، يقول الخبراء إنه من الجدير إلقاء نظرة فاحصة على الشامبو الجاف وواقي الشمس، وغيرهما.

ويشعر الباحثون بالقلق من أن المكونات التي تساعد المستحضرات الواقية من الشمس على الذوبان في الجلد، قد تسرّع من امتصاص الجسم له.

تنشُّق البنزول

نظراً لأن البنزول يمكن أن يتبخر بسهولة؛ فقد يستنشق الأشخاص أيضاً بعض المواد الكيميائية أثناء وضع المنتج موضعياً، ما يعني أنهم قد يتعرّضون له من خلال الطريقتين كلتيهما، كما قال لوبينغ تشانغ، عالم السموم في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. لكن حقيقة تبخره بسرعة تشير إلى أن التعرُّض الجلدي ليس مصدر قلق كبيراً مثل تعرض العمال للبنزول بانتظام في الهواء.

أبحاث محدودة

ولا تشير الأبحاث المحدودة حول هذا الأمر حتى الآن إلى أي خطر كبير. في إحدى الدراسات، فحصت مجموعة من الباحثين الأكاديميين بيانات من أكثر من 27 ألف شخص استخدموا كريمات طبية تحتوي على «بيروكسيد البنزويل» (benzoyl peroxide) الذي يعمل مطهِّراً. وعندما قارنوها ببيانات من مرضى لم يتعرضوا لبيروكسيد البنزويل، لم يجد الباحثون أي خطر متزايد للإصابة بالسرطان المرتبط بالبنزول بين أولئك الذين يستخدمون الكريمات.

ومع ذلك، قال بعض الخبراء إنهم قلقون بشأن هذه التعرضات المحتملة؛ نظراً لأن هذه المنتجات يتم استخدامها مباشرة على الجسم – يومياً عادةً - وفي أماكن صغيرة سيئة التهوية، مثل الحمامات.

ارتفاع مستويات البنزول في الجسم

وفي حين تظهر الدراسات الاستقصائية الأميركية أن مستويات البنزول في الهواء قد انخفضت - بفضل القيود الأكثر صرامة على البنزول - فقد زادت مستويات البنزول في عيّنات البول من الأميركيين في العقود الأخيرة. في الوقت نفسه، وجد العلماء أن مزيداً من المنتجات قد تحتوي على البنزول، بما في ذلك الحفاضات والمناديل التي تستخدم لمرة واحدة، والسدادات القطنية، والفوط الصحية.

وقالت إمي زوتا، الأستاذة المساعدة في علوم الصحة البيئية في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، إن اكتشاف البنزول في هذه المنتجات يسلّط الضوء على الفجوات في الرقابة التنظيمية على سلامة منتجات العناية الشخصية. وأضافت أن كثيراً من اختبارات سلامة المنتجات طوعية: «لذا؛ فإن الصناعة تضع معاييرها الخاصة».

تلوث منتجات العناية بالبنزول

كان كثير من الاهتمام حول التلوث بالبنزول في منتجات العناية الشخصية مدفوعاً بشركة اختبار مخدرات صغيرة، مقرّها في نيوهافن بولاية كونيتيكت. فقد أفادت شركة «فاليشور» (Valisure)، بالعثور على تلوث بالبنزول في معقمات اليدين، وبخاخات الجسم، وكريمات الوقاية من الشمس، والشامبو الجاف، وأدوية حب الشباب التي تحتوي على بيروكسيد البنزويل. وانتشرت بعض هذه النتائج على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، مثل «تيك توك» و«تروث سوشيال».

لكن بعض العلماء شكّكوا في منهجية شركة «فاليشور»، زاعمين أن بروتوكول الاختبار الخاص بها ينطوي في كثير من الأحيان على تسخين المنتجات إلى درجات حرارة تتجاوز درجات الحرارة التي قد تصل إليها في الحياة العادية؛ وهو ما قد يؤدي إلى تسريع تحلل المكونات، ويشير إلى خطر أعلى للتعرّض للبنزين مما قد يواجهه المستهلكون بالفعل.

أدلة تاريخية حول «سرطان البنزول»

ينظر كثير من الأبحاث حول البنزول بشكل خاص - حتى الآن - إلى التعرّض المنتظم لمستويات عالية من المادة الكيميائية في البيئات المهنية.

تأتي الأدلة على أن البنزول قد يسبب السرطان لدى البشر، من ملاحظات العمال في الصناعات الدوائية والبترولية التي تعود إلى عشرينات القرن العشرين. في عام 1987، قالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، إن هناك «أدلة كافية» على أن البنزول مسبب للسرطان لدى البشر والحيوانات. واليوم، تتفق منظمة الصحة العالمية، ووكالة حماية البيئة الأميركية، وبرنامج علم السموم الوطني الأميركي، على أن البنزول يمكن أن يسبب السرطان، وخصوصاً سرطان الدم.

هناك أيضاً أدلة على أن استنشاق مستويات عالية من البنزول لفترات طويلة من الزمن يرتبط بسرطانات الدم الأخرى، وسرطان الرئة، فضلاً عن فقر الدم، وانخفاض القدرة على محاربة العدوى، وعدم انتظام الدورة الشهرية.

توصيات دولية

يوصي مسؤولو السلامة المهنية في جميع أنحاء العالم عموماً، بأن يقتصر التعرض في مكان العمل على جزء واحد من البنزول لكل مليون جزء من الهواء، أو جزء واحد في المليون على مدار يوم عمل مدته 8 ساعات.

ويتعرض كثير منا للبنزول أيضاً - من خلال انبعاثات المركبات ودخان السجائر ومواقد الغاز - ولكن بمستويات أقل بكثير.

وقد قدَّرت إحدى الدراسات أن التعرض البيئي للشخص العادي ينبغي أن يكون أقل من 0.015 جزء في المليون في اليوم، أو أقل بنحو مائة مرة من الحد المهني المذكور أعلاه.

خطوات لتقليل التعرض للبنزول

أظهرت حفنة من الدراسات المختبرية أن كمية معينة من البنزول على الأقل يمكن أن تخترق حاجز الجلد.

أكد الخبراء أنه لا داعي للذعر بشأن البنزول في منتجات العناية الشخصية؛ لكن اقترح كثير منهم التأكد من تخزين هذه العناصر بشكل صحيح لتجنب تحللها.

وفيما يلي بعض الخطوات البسيطة لتقليل تعرضك:

- واقي الشمس: لم يقترح أي من الخبراء الذين تمت مقابلتهم التخلص من واقي الشمس خوفاً من البنزول. حتى في الاختبارات التي أجرتها شركة «فاليشور»، لم يكن لدى غالبية واقيات الشمس مستويات يمكن اكتشافها. وقال تشانغ: «فوائد واقيات الشمس معروفة جيداً». ولكن إذا كنت تريد أن تكون حذراً، فيجب عليك تجنب تخزين واقي الشمس في سيارتك، والابتعاد عن الهباء الجوي. فكثير من المنتجات التي وُجد أنها تحتوي على البنزول هي عبارة عن رشاشات للرذاذ.

- الشامبو الجاف: إذا كنت قلقاً بشأن التعرض المحتمل للبنزين، فحاول التبديل إلى الشامبو الجاف الذي يأتي في تركيبات مسحوقة بدلاً من منتجات مرشاشات الرذاذ.

- كريمات حب الشباب: إذا كنت ترغب في الاستمرار في استخدام منتجات بيروكسيد البنزويل، فخزِّنها في مكان بارد ومظلم، مثل خِزانة أو ثلاجة، فسيساعد ذلك في بقاء مكوناتها مستقرة لفترة أطول. يمكنك أيضاً التحدث مع طبيب حول بدائل بيروكسيد البنزويل التي قد تناسبك. ويجب عليك دائماً التحقق من منتجاتك من خلال قائمة إدارة الغذاء والدواء القابلة للبحث للمنتجات التي تم سحبها من الأسواق، وتنبيهات السلامة.

* خدمة «نيويورك تايمز»