غوتيريش في بيروت «تضامناً» مع لبنان وشعبه

يلتقي مسؤولين وممثلين عن المجتمع المدني

الرئيس اللبناني ميشال عون مجتمعاً بأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القصر الجمهوري في بيروت أمس (أ ب)
الرئيس اللبناني ميشال عون مجتمعاً بأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القصر الجمهوري في بيروت أمس (أ ب)
TT

غوتيريش في بيروت «تضامناً» مع لبنان وشعبه

الرئيس اللبناني ميشال عون مجتمعاً بأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القصر الجمهوري في بيروت أمس (أ ب)
الرئيس اللبناني ميشال عون مجتمعاً بأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القصر الجمهوري في بيروت أمس (أ ب)

بدأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأحد زيارة إلى بيروت لـ«التضامن» مع الشعب اللبناني، تستمر أربعة أيام، ويلتقي خلالها مسؤولين لبنانيين وممثلين عن المجتمع المدني، واستبقها بدعوة المسؤولين السياسيين إلى توحيد صفوفهم من أجل إيجاد حلول للأزمات التي تعصف بالبلاد.
وصل غوتيريش إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أمس، حيث استقبله وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وقال أثناء خروجه من المطار: «إنها ليست الزيارة الأولى لي إلى لبنان، لقد زرته سابقا، وأنا اليوم هنا للتضامن معه ومع الشعب اللبناني». وأشار غوتيريش إلى أنه «عندما كنت المفوض السامي لشؤون اللاجئين، جئت إلى لبنان عدة مرات ولمست وقتها تضامن شعب لبنان مع العديد من اللاجئين». وأعرب عن اعتقاده أن «الوقت قد حان لنا جميعاً، في العالم، للتعبير عن نفس التضامن مع شعب لبنان». وأضاف: «لذلك، إذا أردت وصف زيارتي إلى لبنان بكلمة واحدة ستكون كلمة «تضامن».
ويتوجه غوتيريش في مستهل زيارته، التي تستمر حتى الأربعاء، إلى القصر الرئاسي حيث يلتقي عصراً رئيس الجمهورية ميشال عون. ويتفقد صباح اليوم الاثنين مرفأ بيروت «للوقوف دقيقة صمت تكريماً لأرواح ضحايا انفجار مرفأ بيروت وعائلاتهم». كما يقوم بزيارات ميدانية يلتقي خلالها المتضررين من الأزمات المتعددة التي يواجهها لبنان، على أن يزور أيضاً الجنوب اللبناني ليلتقي قوات حفظ السلام المؤقتة العاملة في الجنوب (اليونيفيل) ويجول على الخط الأزرق.
وقالت الأمم المتحدة في بيان الخميس إن الزيارة «في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان، ستكون ذات طابع تضامني سيعيد خلالها الأمين العام التأكيد على دعم أسرة الأمم المتحدة برمتها - البعثة السياسية وقوات حفظ السلام والعاملين في مجالات الدعم الإنساني والإغاثي - للبنان وشعبه». واستبق غوتيريش وصوله إلى بيروت بدعوته القوى السياسية إلى توحيد صفوفها.
وقال الخميس خلال لقاء صحافي عبر الفيديو إن «الانقسامات بين القادة السياسيين في لبنان شلت المؤسسات، وهذا ما جعل من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإطلاق برامج اقتصادية فعالة وإحلال الظروف الملائمة ليباشر البلد تعافيه». وأكد غوتيريش أنه «لا يحق للقادة اللبنانيين أن يكونوا منقسمين في ظل أزمة خطيرة كهذه» مضيفا أن «اللبنانيين وحدهم يمكنهم بالطبع أن يقودوا هذه العملية».
وإضافة إلى لقاءاته السياسية ومع ممثلي المجتمع المدني، ذكرت الأمم المتحدة في بيروت في جدول أعمال الزيارة الذي وزعته على وسائل الإعلام، أنه سيجري زيارات ميدانية، إحداها إلى مدينة طرابلس (شمال)، يلتقي خلالها بمتضررين من الأزمات المتعددة التي تواجهها البلاد، على أن يتفقد قبل ختام زيارته، قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) في جنوب لبنان ويجول على طول الخط الأزرق، وهو خط وقف إطلاق النار الذي جرى التوافق عليه بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000 وعليه 13 نقطة متنازع عليها بين الدولتين. ويعقد غوتيريش مؤتمراً صحافياً مساء الثلاثاء في بيروت، قبل أن يختتم زيارته الأربعاء.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.