رنا رئيس: أهتم بالإتقان ولا أسعى للانتشار

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن منى زكي قدوتها الفنية

الفنانة المصرية رنا رئيس
الفنانة المصرية رنا رئيس
TT

رنا رئيس: أهتم بالإتقان ولا أسعى للانتشار

الفنانة المصرية رنا رئيس
الفنانة المصرية رنا رئيس

اعتبرت الفنانة المصرية الشابة رنا رئيس نفسها «محظوظة» لعملها مع كبار نجوم الدراما المصرية خلال الفترة الماضية، على غرار يحيى الفخراني، وماجد الكدواني، وياسر جلال وغيرهم، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها لا تهتم بفكرة الانتشار خلال الفترة الحالية بقدر اهتمامها بإتقان الأدوار، وأشارت إلى أنها تعتبر الفنانة المصرية منى زكي قدوتها الفنية، لافتة إلى أنها تتمنى العمل مع عدد من النجوم المصريين، في مقدمتهم كريم عبد العزيز وأحمد حلمي خلال الفترة المقبلة.
وأطلت رنا رئيس على الجمهور أخيراً عبر مسلسل «موضوع عائلي» مع الفنان ماجد الكدواني ومحمد شاهين والمعروض حالياً عبر منصة «شاهد»، وحقق المسلسل نسب مشاهدة جيدة، وتفاعلاً لافتاً من قبل الجمهور وفق صناع العمل... وإلى نص الحوار:

> هل تعتبرين نفسك «محظوظة» بسبب مشاركاتك البارزة في عدد من المسلسلات المصرية والتي كان آخرها «موضوع عائلي»؟
- بالتأكيد، فمشاركتي في مسلسل «موضوع عائلي» كانت بمثابة حلم تم تحقيقه، فلطالما رغبت في العمل مع الفنان الكبير ماجد الكدواني، الذي تعد كل أعماله الفنية مميزة ومهمة، بجانب المخرج أحمد الجندي، الذي تمنيت العمل معه منذ فترة، بالإضافة إلى قصة المسلسل نفسه، فشخصية «سارة» التي جسدتها مرت بظروف صعبة، حيث أقامت مع أسرة صديقتها، وتكتشف بالصدفة أن الشخص الذي يقيم معهم في المنزل هو أبوها، الذي لم تكن تعرف عنه شيئاً أبداً، فالقصة مختلفة تماماً وجذبتني لتجسيدها.
> بعض الفنانين الشباب يرون أن عرض أعمالهم عبر المنصات ربما يحد من فرص انتشارهم فنياً ما رأيك؟
- لا على الإطلاق، فأنا ممتنة لعرض «موضوع عائلي» عبر منصة «شاهد» الإلكترونية، وفي هذه المرحلة من مشواري أحتاج إلى المشاركة في أعمال جيدة وتقديم أدوار متقنة أكثر من اهتمامي بفكرة تحقيق الانتشار، وهذا العمل يعد الثالث لي في تجربة العرض الرقمي بعد جزئي مسلسل «الحرامي» الذي عملت فيه بالمشاركة مع أحمد داش ورانيا يوسف، وأحمد الله أن «موضوع عائلي» قد حاز على نسب مشاهدة عالية عبر المنصة وتصدرنا قائمة الـ«Top 10»، كما أنني أعتبر أن العرض عبر المنصات هو نوع من جس النبض لمدى تقبل الجمهور للعمل نفسه، وبالتالي يعطي مؤشرات جيدة حوله.
> هل يمكن اعتبار مشاركتك في مسلسل «ضل راجل» نقطة انطلاقك الحقيقية؟
- هذا العمل حصل بالفعل على إشادات عديدة ومهمة، ومساحة دوري كانت أكبر من كل مرة، ولكن قبل أي شيء لا بد أن أدين بالفضل للمخرج أحمد صالح الذي اكتشف موهبتي، وتقريباً كل عمل وكل دور لي أثر في الجمهور كان بسبب ترشيحه لي منذ مشاركتي في الجزء الثاني من مسلسل «نصيبي وقسمتك» مروراً بـ«ليالينا 80» وأخيراً «ضل راجل»، وأستطيع وصف موسم رمضان الماضي بأنه نقطة انطلاق كبيرة وحقيقية بالنسبة لي، إذ أسهم في تغيير مساري الفني للأفضل والأعلى، فضلاً عن أنه الموسم الذي حقق حلمي بالوقوف أمام الدكتور يحيى الفخراني في مسلسل «نجيب زاهي زركش»، وأحمد الله أن شابة مثلي أتيحت لها فرص مهمة كالتي قدمتها في أعمالي الدرامية، لذلك لا أستطيع وصف عمل بعينه أنه كان نقطة انطلاقي الحقيقية، لأنهم جميعاً جاءوا بالتتابع ولو ذكرت أحدهم سأظلم الآخر.
> وما سبب اقتصار مشاركاتك الفنية في الدراما التلفزيونية فقط؟
- للأسف كل ما يعرض علي في السينما لم يجذبني أبداً ولم يعجبني إطلاقاً، ولذلك فضلت التركيز في الدراما التلفزيونية إلى أن يعرض دور سينمائي مناسب، وحقيقة المسألة ليست لها علاقة ببحثي أكثر عن الانتشار في الوقت الحالي عبر التلفزيون، فأنا أحب السينما أكثر من التلفزيون، وقد اكتفيت بدوري ضيفة شرف في السينما مع النجمة منى زكي والنجم أحمد زاهر.
> هل فكرة البطولة الأولى من ضمن أحلامك؟
- لا توجد بطولة أولى وثانية في الفن، لأن كل المشاركين في العمل أبطال مساهمون في نجاحه، ولذلك ففكرة البطولة الأولى ليست من أحلامي حالياً بقدر رغبتي في التمثيل مع فنانين بعينهم باعتبارهم الحلم الكبير بالنسبة لي، وأرى أن أي عمل هو جماعي في الحقيقة، وأنا أحلم بتقديم أدوار كثيرة، وأعتبر منى زكي قدوتي الحقيقية، وأتمنى العمل مع كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وغيرهما.



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».