أقدم طائر امتلك القدرة على «إخراج لسانه»

تصور لشكل الطائر ذي اللسان الطويل
تصور لشكل الطائر ذي اللسان الطويل
TT

أقدم طائر امتلك القدرة على «إخراج لسانه»

تصور لشكل الطائر ذي اللسان الطويل
تصور لشكل الطائر ذي اللسان الطويل

نتعلم بسرعة كأطفال أن نخرج ألسنتنا، لكن معظم الزواحف والطيور ليست لديها ألسنة كبيرة وعضلية مثل البشر، باستثناء البط والببغاوات، التي تمتلك لساناً طويلاً لتحريك الطعام في فمها، وإدخال الطعام في فمها، والمساعدة على ابتلاع الطعام، كما تمتلك الطيور الطنانة ونقار الخشب، لساناً عظمياً طويلاً أطول من جماجمها، حيث تستخدمه في اصطياد الحشرات. وعثر الباحثون من معهد علم الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم (IVPP) التابع للأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة تكساس الأميركية، على أقدم مثال على قدرة الطائر على إخراج لسانه، وتوظيفه لأداء نفس الوظيفة التي يقوم بها عند الطيور الطنانة ونقار الخشب حالياً، وكان ذلك في حفرية جمجمة أحد أنواع الطيور المنقرضة من شمال شرقي الصين، والتي عاشت جنباً إلى جنب مع الديناصورات قبل 120 مليون سنة، وتم الإبلاغ عن تشريح هذه الحفرية في العدد الأخير من دورية «علم التشريح».
ويقول الباحثون في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للأكاديمية الصينية للعلوم أول من أمس، إنه «تم الحفاظ على الجمجمة جيداً، وكشف تشريحها أن لها أنفاً قصيراً وأسناناً صغيرة، مع عظام طويلة للغاية ومنحنية للسان (تسمى الجهاز اللامي)». وأطلق العلماء على الطائر اسم (Brevirostruavis macrohyoideus)، والذي يعني «طائر ذو أنف قصير ولسان كبير».
وافترض العلماء أن «الطائر ربما أخرج لسانه لاصطياد الحشرات بنفس الطريقة التي تستخدم بها طيور نقار الخشب الحي ألسنتها لإخراج الحشرات من الثقوب الموجودة في اللحاء والخشب وأغصان الأشجار، وبدلاً من ذلك، ربما كان الطائر يتغذى على حبوب اللقاح أو السوائل الشبيهة بالرحيق من النباتات في الغابة التي يعيش فيها».
وهذا الطائر قصير الأنف واللسان الكبير هو جزء من مجموعة منقرضة من الطيور تسمى «إنانتيورنيثينيس»، أو الطيور «المعاكسة»، وكانت أنجح مجموعة من الطيور خلال العصر الطباشيري (ما بين 66 و145 مليون سنة). ويقول الدكتور وانج مين، المؤلف المشارك للدراسة إننا «نرى الكثير من التباين في حجم وشكل جماجم الطيور، وربما يعكس ذلك التنوع الكبير للأطعمة التي تناولوها وكيف اصطادوا طعامهم، والآن، مع هذه الحفرية، نرى أن التنوع ليس قاصراً على الجماجم، لكنه يشمل ألسنة الطيور أيضاً».


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».