انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)
عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)
TT

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)
عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

وثقت دراسة انخفاضا مثيرا للقلق في أعداد الفيلة الأفريقية بالعديد من المواقع في مختلف أنحاء قارة أفريقيا على مدار نصف قرن تقريبا، وهي أكبر الحيوانات البرية على وجه الأرض ومن الثدييات التي تتمتع بذكاء شديد وروح اجتماعية عالية.

وكشف باحثون، اليوم الاثنين، عما سموه التقييم الأكثر شمولا لحالة نوعي الفيلة الأفريقية؛ فيل السافانا وفيل الغابات، باستخدام بيانات من مسوحات لأعدادها أجريت في 475 موقعا في 37 دولة من عام 1964 حتى عام 2016. ووفقا للدراسة، انخفضت أعداد أفيال السافانا بنحو 70 بالمئة في المتوسط في حين انخفضت أعداد أفيال الغابات بنحو 90 بالمئة في المتوسط في المواقع التي خضعت للمسح. وكان السببان الرئيسيان في ذلك هما الصيد الجائر واختفاء البيئة التي تعيش فيها تلك الأفيال. وإجمالا انخفضت أعداد الفيلة الأفريقية بنسبة 77 بالمئة في المتوسط في المواقع المختلفة التي خضعت للمسح وشملت كلا النوعين.

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها. والدراسة منشورة بمجلة (بروسيندنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس). وشارك في قيادة فريق الدراسة جورج ويتماير أستاذ الحفاظ على الحياة البرية في جامعة ولاية كولورادو ورئيس المجلس العلمي لمجموعة الحفاظ على الحياة البرية (أنقذوا الأفيال).

وقال ويتماير "الكثير من الأفيال المفقودة لن تعود فيما تواجه العديد من الفيلة ذات الكثافة العددية المنخفضة ضغوطا مستمرة. ومن المرجح أن نفقد المزيد من الأفيال في المستقبل". وينطوي الصيد الجائر عادة على قتل الأفيال من أجل الحصول على أنيابها التي تباع بشكل غير قانوني في السوق السوداء الدولية. والدافع في الغالب هو الطلب على العاج في الصين وأنحاء أخرى من آسيا في حين أن التوسع الزراعي هو العامل الرئيسي في فقدان الأماكن التي تعيش فيها تلك الفيلة.

وتشير التقديرات إلى أن عدد أفيال الغابات يبلغ نحو ثلث عدد أفيال السافانا. وأثر الصيد الجائر على أفيال الغابات بشكل غير متناسب وأدى إلى تدمير أعداد كلا النوعين في شمال وشرق أفريقيا. وقال ويتماير "فقدنا عددا من مجموعات الأفيال في الكثير من البلدان. لكن منطقة الساحل الشمالية في أفريقيا، على سبيل المثال في مالي وتشاد ونيجيريا، كانت الأكثر تضررا. وأدت زيادة الضغوط ومحدودية الحماية إلى إبادة مجموعات من الأفيال". غير أن أعداد الفيلة ارتفعت 42 بالمئة في المواقع التي شملها المسح في جنوب القارة الأفريقية.

لم تسع الدراسة إلى تعقب إحصاء للفيلة على مستوى القارة بأكملها لأن المسوحات المختلفة استخدمت منهجيات مختلفة على مدى أطر زمنية مختلفة لتقدير كثافة أعداد الأفيال محليا، الأمر الذي جعل إجراء إحصاء موحد أمرا مستحيلا. وتشير تقديرات أجراها خبراء في مجال الحفاظ على البيئة بشكل منفصل عن هذه الدراسة إلى أن عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016، وهو العام الأخير من فترة الدراسة. ويظل هذا أحدث تقدير شامل على مستوى القارة.

وقال ديف بالفور عالم البيئة والمؤلف المشارك في الدراسة، وهو باحث مشارك في مركز علم البيئة الأفريقية بجامعة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا "يمثل فقدان الثدييات الكبيرة قضية بيئية مهمة لأفريقيا والكوكب". ويواجه ثالث أنواع الأفيال الباقية في العالم، وهو الفيل الآسيوي الأصغر حجما قليلا، أزمة متعلقة بعدده في ظل عوامل مماثلة لتلك الموجودة في أفريقيا.


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق كلب كورجي يدعى كرانش يشارك في برنامج مهارات اكتشاف الرائحة في مركز «بين فيت» التابع لجامعة بنسلفانيا. (مركز بين فيت - موقع صوت أميركا)

هل يمكن للنحل والكلاب اكتشاف السرطان قبل التكنولوجيا؟

اكتشف باحثون في جامعة ولاية ميشيغان مؤخراً أن النحل، بحاسة الشم القوية لديه، يمكنه اكتشاف سرطان الرئة من خلال أنفاس المريض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
TT

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

حظي مسلسل «رقم سري»، الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق، بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط إشادة بسرعة إيقاع العمل وتصاعد الأحداث رغم حلقاته الثلاثين.

ويُعرض المسلسل حالياً عبر قناتي «dmc» و«dmc drama» المصريتين، إلى جانب منصة «Watch IT» من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع، وهو من إخراج محمود عبد التواب، وتأليف محمد سليمان عبد الملك، وبطولة ياسمين رئيس، وصدقي صخر، وعمرو وهبة، وأحمد الرافعي.

ويعد «رقم سري» بمنزلة الجزء الثاني من مسلسل «صوت وصورة» الذي عُرض العام الماضي بطولة حنان مطاوع، للمخرج والمؤلف نفسيهما. وينسج الجزء الجديد على منوال الجزء الأول نفسه من حيث كشف الوجه الآخر «المخيف» للتكنولوجيا، لا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن أن تورط الأبرياء في جرائم تبدو مكتملة الأركان.

السيناريو تميز بسرعة الإيقاع (الشركة المنتجة)

وتقوم الحبكة الأساسية للجزء الجديد على قصة موظفة بأحد البنوك تتسم بالذكاء والطموح والجمال على نحو يثير حقد زميلاتها، لا سيما حين تصل إلى منصب نائب رئيس البنك. تجد تلك الموظفة نفسها فجأة ومن دون مقدمات في مأزق لم يكن بالحسبان حين توكل إليها مهمة تحويل مبلغ من حساب فنان شهير إلى حساب آخر.

ويتعرض «السيستم» بالبنك إلى عطل طارئ فيوقّع الفنان للموظفة في المكان المخصص بأوراق التحويل وينصرف تاركاً إياها لتكمل بقية الإجراءات لاحقاً. يُفاجَأ الجميع فيما بعد أنه تم تحويل مبلغ يقدر بمليون دولار من حساب الفنان، وهو أكبر بكثير مما وقع عليه وأراد تحويله، لتجد الموظفة نفسها عالقة في خضم عملية احتيال معقدة وغير مسبوقة.

وعَدّ الناقد الفني والأستاذ بأكاديمية الفنون د. خالد عاشور السيناريو أحد الأسباب الرئيسية وراء تميز العمل «حيث جاء البناءان الدرامي والتصاعدي غاية في الإيجاز الخاطف دون اللجوء إلى الإطالة غير المبررة أو الثرثرة الفارغة، فما يقال في كلمة لا يقال في صفحة».

بطولة نسائية لافتة لياسمين رئيس (الشركة المنتجة)

وقال عاشور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المخرج محمود عبد التواب نجح في أن ينفخ الروح في السيناريو من خلال كاميرا رشيقة تجعل المشاهد مشدوداً للأحداث دون ملل أو تشتت، كما أن مقدمة كل حلقة جاءت بمثابة جرعة تشويقية تمزج بين ما مضى من أحداث وما هو قادم منها في بناء دائري رائع».

وأشادت تعليقات على منصات التواصل بالمسلسل باعتباره «تتويجاً لظاهرة متنامية في الدراما المصرية مؤخراً وهي البطولات النسائية التي كان آخرها مسلسل (برغم القانون) لإيمان العاصي، و(لحظة غضب) لصبا مبارك؛ وقد سبق (رقم سري) العديد من الأعمال اللافتة في هذا السياق مثل (نعمة الأفوكاتو) لمي عمر، و(فراولة) لنيللي كريم، و(صيد العقارب) لغادة عبد الرازق، و(بـ100 راجل) لسمية الخشاب».

إشادة بتجسيد صدقي صخر لشخصية المحامي (الشركة المنتجة)

وهو ما يعلق عليه عاشور، قائلاً: «ياسمين رئيس قدمت بطولة نسائية لافتة بالفعل، لكن البطولة في العمل لم تكن مطلقة لها أو فردية، بل جماعية وتشهد مساحة جيدة من التأثير لعدد من الممثلين الذين لعبوا أدوارهم بفهم ونضج»، موضحاً أن «الفنان صدقي صخر أبدع في دور المحامي (لطفي عبود)، وهو ما تكرر مع الفنانة نادين في شخصية (ندى عشماوي)، وكذلك محمد عبده في دور موظف البنك».