مشرعون يطلبون مراجعة للسياسة الأميركية في السودان

دعوا إلى محاسبة المسؤولين عن «الانفلاتات» وتعهدوا إقرار العقوبات

TT

مشرعون يطلبون مراجعة للسياسة الأميركية في السودان

وجهت القيادات الديمقراطية والجمهورية في مجلس الشيوخ تحذيراً لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فيما يتعلق بسياسته تجاه السودان.
وأصدر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي بوب مننديز بياناً برفقة كبير الجمهوريين في اللجنة جيم ريش يدعو الإدارة الأميركية إلى محاسبة المسؤولين عن «انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) ومرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان». ودعا المشرعان البيت الأبيض إلى إعادة تقييم المساعدات الحالية والمستقبلية للسودان والدعم الأميركي للخرطوم «على ضوء تهديد المجلس العسكري لانتقال السودان نحو الديمقراطية».
وتعهد كل من مننديز وريش بصفتهما «قادة للجنة العلاقات الخارجية في الشيوخ» بمراقبة ومراجعة السياسة الأميركية والبرامج والتعهدات للسودان، والحرص على أن «تتخذ الولايات المتحدة الخطوات الضرورية لإعادة النظر في الارتباط مع السودان» وذلك من خلال سن تشريعات في الكونغرس «للتطرق إلى مسألتي المحاسبة والمساعدات». وأدان البيان بشدة أعمال العنف التي نفذتها القوات الأمنية ضد المتظاهرين المحتجين على «انقلاب 25 من أكتوبر» والتي أودت بحياة أكثر من 40 شخصاً. وحمل البيان قادة الجيش المسؤولية التامة في مقتل المتظاهرين معتبراً أنهم «نصبوا أنفسهم سلطة مطلقة في السودان».
كما تطرق مننديز وريش إلى التقارير التي أفادت بأن القوى الأمنية استعملت أسلحة ثقيلة لقمع المتظاهرين المعارضين للانقلاب مشيرين إلى أن هذا «يظهر عدم اكتراثهم التام بحياة المدنيين السودانيين الذين يدعون حمايتهم والدفاع عنهم». واعتبر البيان أن حكم المجلس العسكري المستمر «يهدد من انتقال السودان نحو الديمقراطية».
إشارة إلى أن اللجنة التي يترأسها مننديز وريش يتوقع أن تصوت على العقوبات بحق «المسؤولين عن زعزعة الاستقرار في السودان» وذلك بعد أن أقرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب هذه العقوبات بإجماع كل أعضائها. ويتناغم هذا البيان إلى حد كبير مع ما قاله مصدر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي عن أن «الكونغرس سيقوم الآن من خلال المراقبة والتشريع بإعادة النظر في هذه الالتزامات وعلاقتنا بهذه الحكومة الانتقالية وكل سياستنا المتعلقة بانتقال السودان نحو الديمقراطية».
وكان المتحدث باسم مننديز قال لـ«الشرق الأوسط»، إن السيناتور يعمل للنظر في تدابير تشريعية جديدة بشأن السودان، نظراً لتطورات الوضع الميداني هناك في إشارة إلى تكثيف الجهود لإقرار مشروع العقوبات الملزمة. كما قال السيناتور ريش في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «العقوبات لن تكون رد الكونغرس الوحيد على هذا الانقلاب. فالمليار دولار تقريباً من المساعدات الأميركية والمجهود لتوفير إعفاءات الدين، وتطبيع العلاقات مع السودان كانت التزامات مهمة على أساس الوعود بحكومة انتقالية بقيادة مدنية، حيدها الانقلاب».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».