انتفاخ الأصابع
> عمري 45 سنة، ولديّ مرض السكري، وألاحظ انتفاخاً في أصابعي، خصوصاً قرب الخواتم. ما السبب؟
- هذا ملخص أسئلتك. وتورم الأصابع يمكن أن يكون من الأعراض المزعجة، خصوصاً إذا كان مصحوباً بأعراض أخرى مثل الاحمرار، والألم، وعدم القدرة على تحريك الأصابع، وفي حالات وجود أمراض مزمنة مرافقة. وثمة مجموعة متنوعة من الحالات التي يمكن أن تتسبب في تورم أصابعك، والعديد منها ليس خطيراً، ما لم يقترن بأعراض أخرى كما تقدم. وإحدى الآليات الرئيسية احتباس السوائل في الأنسجة أو المفاصل بالأصابع، مما يظهر على هيئة تورمها أو انتفاخها، مع أو دون تجمع السوائل في مناطق أخرى من الجسم. ولذا هناك أسباب غير مرضية ومؤقتة ومتوقعة، وأسباب قد تدل على وجود اضطرابات مرضية متفاوتة الأهمية. أي إن هناك أسباباً لا تدعو للقلق من احتباس القليل من السوائل باليدين، والذي قد يعوق ارتداء أحد الخواتم وخلعها، وهناك أسباب أخرى يمكن أن تشير فيها أصابعك ويداك المتورمتان إلى مشكلة صحية تتطلب اهتمامك.
إن أداء التمرين الرياضي أو الوجود في أماكن حارة قد يسبب مشكلة تورم الأصابع بشكل مؤقت ومتوقع. وتفسير ذلك أنه خلال التمارين الرياضية يحتاج القلب والرئتان والعضلات إلى مزيد من الأكسجين. ولذا يذهب مزيد من الدم إلى تلك الأماكن ويقل تدفق الدم إلى اليدين. وفي رد فعل على هذا، تتوسع الأوعية الدموية الصغيرة في الأصابع، وهذا يؤدي إلى تضخمها مؤقتاً. وكذلك الحال عندما ترتفع درجة حرارة الجسم في الطقس الحار؛ لأن الجسم يعمل على تبريد اليدين عبر توسع الأوعية الدموية في الجلد للسماح للحرارة بمغادرة سطح الجسم.
ونتيجة للتغيرات الهرمونية الأنثوية، في حالات الحمل، قد يحدث تورم طفيف. ولكن عندما يرافقه صداع أو ارتفاع ضغط الدم أو تدني قدرات الإبصار أو ألم في البطن، فإن الأمر يتطلب مراجعة الطبيب دون تأخير. كما أنه في أوقات معينة من الدورة الشهرية، قد يحدث تورم في الأصابع، قد يرافقه في الغالب تورم الثديين ومناطق أخرى من الجسم. وكذلك قد تتورم الأصابع بسبب وضعية النوم. ولذا لو لاحظ المرء أن أصابعه تتورم بشكل متكرر في الصباح، فليحاول تجربة وضعية في النوم تُبقي الذراعين واليدين مرفوعتين، مثل الاستلقاء على الظهر مع استخدم وسادات تحت كل ذراع لرفع اليدين، أو استخدام وسائد إضافية أصغر لرفع اليدين أكثر.
ومن الطبيعي عند حدوث إصابات تمزق أو التواء في الأربطة بالأصابع أو اليد أن يحدث هذا التورم. ولكن عندما يحدث هذا التورم دون إصابة، ومع ألم أو عدم قدرة على تحريك الأصابع أو ارتفاع حرارة الجسم، فتجدر مراجعة الطبيب؛ لأن ذلك قد يكون ناجماً عن أحد مسببات التهاب تلك المناطق؛ سواء في الأظافر والمفاصل والأنسجة، وربما العظم. وسواء أكانت التهابات ميكروبية أم التهابات نتيجة اضطرابات تراكم الأملاح (مثل النقرس) أم اضطرابات المناعة الذاتية كما في عدد من الأمراض الروماتيزمية. والأمر الذي قد لا يتنبه له المرء أن بعض الأدوية قد تتسبب في تورم الأصابع، مثل بعض أنواع أدوية علاج السكري، وارتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع مُسكنات الألم، وبعض العلاجات الهرمونية. وفي حالات حدوث التورم في أماكن أخرى، إضافة إلى اليدين والأصابع، خصوصاً القدمين والساقين والبطن، أو حدوث تغيرات في لون جلد الأصابع، فإن الأمر يتطلب مراجعة الطبيب للبحث عن السبب، وتحديداً لدراسة وظائف الكلى والكبد وحالة القلب والأوعية الدموية واللمفاوية.
الدهون الثلاثية
> ماذا يعني ارتفاع الدهون الثلاثية، وما أسباب ذلك؟
- هذا ملخص أسئلتك. والدهون الثلاثية، أو «ثلاثي الغلسرين»، نوع من الدهون الموجودة في الدم، وهي مختلفة تماماً عن الكولسترول من ناحية التركيب الكيميائي وإن كانت تترافق معه في الجسم والدم. ويخزن الجسم السعرات الحرارية للطعام المتناول والتي لا يستخدمها على الفور، على هيئة الدهون الثلاثية. ولذا إذا كنت تتناول سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه جسمك، فقد يكون مستوى الدهون الثلاثية لديك مرتفعاً. وتنتشر هذه الدهون الثلاثية في الدم لتوفير الطاقة للعضلات. وإجراء اختبار تحليل الدم لمستوى الدهون الثلاثية (الذي يشمل أيضاً تحديد نسبة الكولسترول الكلي والكولسترول الخفيف والكولسترول الثقيل)، يساعد طبيبك على معرفة الاستجابة إذا كنت تتناول علاج خفض الدهون الثلاثية، كما يساعده على تحديد احتمالات الإصابة بأمراض القلب، كما يساعد في تقدير مستوى الكوليسترول الضار في الدم، خصوصاً لدى مرضى السكري ومرضى ما قبل السكري. ويمكن أن يوضح ما إذا كنت تعاني من التهاب في البنكرياس. ولذا يُنصح بإجراء هذا الفحص مرة كل 5 سنوات، مع الحرص على الصوم عن تناول أي شيء (ما عدا الماء) لمدة بين 9 و11 ساعة. وعند مراجعة نتائج هذا التحليل يجدر إطلاع الطبيب على أي أدوية تتناولها؛ لأن بعضها له تأثير على النتيجة وتفسيرها.
وهناك أسباب عدة لارتفاع الدهون؛ إما مع ارتفاع الكولسترول أو دون ذلك. مثل التدخين والسمنة والكسل البدني ووجبات الطعام العامرة بالسكريات والنشويات. ولكن أيضاً هناك حالات مرضية يرافقها ارتفاع الدهون الثلاثية، وقد ينبه ارتفاع الدهون الثلاثية إلى وجودها، مثل كسل الغدة الدرقية، ومرض السكري، وتليف الكبد، وضعف الكلى، واضطرابات الكولسترول. والحمل حالة قد تتسبب في صعوبة تفسير نتائج تحليل الدهون الثلاثية؛ لأنها غالباً ما ترتفع في فترة الحمل.
ومعالجة ارتفاع الدهون الثلاثية تتخذ 3 مسارات:
- المسار الأول: يعتمد خفض وزن الجسم، وتقليل تناول السكريات والنشويات، وممارسة الرياضة البدنية، وتناول الدهون النباتية الطبيعية وتناول الأسماك.
- المسار الثاني: يعتمد ضبط علاج الحالات المرضية التي تتسبب في ارتفاع الدهون الثلاثية، مثل مرض السكري والسمنة واضطرابات تناول الكحول وكسل الغدة الدرقية وضعف الكلى.
- والمسار الثالث: يعتمد تناول أحد الأدوية التي يصفها الطبيب لخفض نسبة الدهون الثلاثية بشكل مباشر.
ولذا من الضروري العمل مع الطبيب على معالجة هذه المشكلة الصحية.