«ميدل بيست» يشعل موسم الرياض بمشاركة 200 نجم عربي وعالمي

أضخم حدث موسيقي في الشرق الأوسط محاطاً بـ335 كاميرا لتحقيق أعلى درجات الأمان

الفنانة إليسا (تصوير: صالح الغنام)
الفنانة إليسا (تصوير: صالح الغنام)
TT

«ميدل بيست» يشعل موسم الرياض بمشاركة 200 نجم عربي وعالمي

الفنانة إليسا (تصوير: صالح الغنام)
الفنانة إليسا (تصوير: صالح الغنام)

رغم موجات البرد في العاصمة الرياض فإن انطلاق «ساوند ستورم»، أضخم حدث موسيقي في الشرق الأوسط، بمشاركة أكثر من 200 نجم عالمي وبعروضه الدولية بمشاركة مؤدين محليين وإقليميين، أشعلت الجماهير، الذي يأتي ضمن فعاليات موسم الرياض، ويستمر لمدة 4 أيام.
وأعلن أن مهرجان «ميدل بيست»، أكمل جاهزيته لاستقبال الجمهور من محبي الموسيقى الإلكترونية من خلال المسارح: «بيغ بيست، وداون بيست، ودانس بيست، وأندرغراوند بيست»، وذلك في منطقة بنبان شمال مدينة الرياض.
وشهد اليوم الأول مشاركة عربية لعدد من نجوم الغناء: «إليسا، وماجد المهندس، ومحمد حماقي، وراشد الماجد»، إضافة إلى عدد من نجوم الموسيقى الإلكترونية.
وقال المنظمون للمهرجان إن زيارة مهرجان «ميدل بيست» الغنائي فرصة للاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها لا تقتصر على الموسيقى، بل على قائمة واسعة ومتنوعة من العروض الفنية، ومعارض فن محلية، وعروض ترفيهية على الهواء، ومركبات الطعام «فود ترك» ومطاعم متميزة.
ورحب منظمو مهرجان «ميدل بيست» بجميع المشاركين والحضور من داخل السعودية وخارجها، مؤكدين أنّ تنظيم هذه الفعالية المهمة يعكس الوزن الذي باتت تشكله العاصمة الرياض على خارطة الفن العالمية.
وقبل صعود الفنانة اللبنانية إليسا خشبة المسرح، قالت لجمهورها: «ألتقيكم في كل شهور في السعودية، وأنا اليوم بينكم في أول أيام مهرجان ميدل بيست الذي يعد الأهم على مستوى العالم العربي». فيما وصفت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم في مقطع مرئي قبل موعد حفلتها بأن حفلتها ستكون مميزة، وطالبت جمهورها بالتفاعل معها.
وتفاعل مجموعة من الفنانين الخليجيين والعرب مع فعاليات «ميدل بيست»، بينهم تامر حسني، وماجد المهندس، وراشد الماجد، ووائل كفوري، وإلهام علي، وطارق العلي، وبلقيس فتحي، وبشير الغنيم، وعلي المدفع، ودينا الشربيني، وهدى المفتي، ومحمد حماقي، ومريام فارس، داعين الجمهور في فيديوهات نشرها تركي آل الشيخ لحضور المهرجان، قائلين: «نلتقيكم هناك. ونبندنها أكثر».
ويستقطب المهرجان شريحة الشباب من السعودية والخليج، خصوصاً أن المهرجان الذي تنظمه «ميدل بيست»، سيشهد هذا العام مجموعة رائدة من نجوم، وأداء عالمي إلى جانب المواهب المحلية والإقليمية، ويستمر على مدار أربعة أيام، عبر ثمانية مسارح يشارك فيها الفنانون العالميون من بينهم أميركا، وهولندا، وكندا، وروسيا، وبريطانيا، ودول أخرى غيرها.
ويحتوي المهرجان على العديد من المرافق المميزة منها المطاعم العالمية بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى العروض الفنية المتنقلة التي يجدها الزائر في كل جنبات أرض الحفل، بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية التي زينت سماء المهرجان بالتزامن مع العروض الموسيقية.
كما يحتوي المهرجان على منطقة «ميدل تاون» وهي منطقة راحة بعيدا عن الضجيج والزحام لتتيح للزائر الجلوس والاسترخاء ومشاهدة العلامات التجارية المميزة التي تشارك في المهرجان، بالإضافة إلى مشاهدة العروض المتنقلة لمؤدين يتجولون داخل أرض الحفل، إضافة إلى ساحة مغلقة تستوعب أكثر من 17 ألف شخص لتصنع تجربة استثنائية من الموسيقى، شكلت متعة كبيرة للحاضرين وخلقت أجواء من الإثارة.
كما شهدت المسارح الثمانية والمتوزعة على ميدان ساوند ستورم، حضور أكثر من 45 فناناً من كل دول العالم، إضافة إلى آخرين من فنانين في العالم العربي مثل محمد حماقي وراشد الماجد وماجد المهندس وغيرهم، حيث حققت موسيقاهم متعة للجمهور الغفير الذي ملأ أرض المهرجان بحثاً عن المتعة والإثارة.
وتنوعت مشاعر الحضور بين بهجة وحماس، حيث عبر العديد منهم عن سعادتهم بمثل هذه المحافل الموسيقية العملاقة، التي تعد نقلة نوعية في صناعة الترفيه بالسعودية، حيث سجل التوافد الكبير للجماهير دليلاً على الرغبة الكبيرة من المتعطشين لحضور مثل هذه الفعاليات.
وسجل الحدث الموسيقي العالمي في نسخته الأولى بعد إقامته لأول مرة في العالم، في العاصمة السعودية، إقبالاً جماهيراً كسر كل التوقعات، بتخطيه حاجز الـ400 ألف زائر، خلال ثلاثة أيام من عمر الحدث الذي جمع بين فنانين عرب وأجانب، قدموا مزيجاً مبتكراً من عروض الموسيقى الإلكترونية.
وتعد هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها الرياض مهرجان «ميدل بيست» الغنائي الشهير الذي تُشكل المشاركة فيه حلماً وفرحة لجميع محبّي الموسيقى في العالم، وهو دليل على البيئة الجاذبة والتنافسية التي باتت تشكلها السعودية على خارطة الفن العالمي، وهو ما يدل على قدرة السعودية العالية على تنظيم أهم المناسبات العالمية «رياضياً، وثقافياً، وفنياً» بأعلى درجات الاحترافية، إذ إنّ تنظيم مهرجان «ميدل بيست» يأتي مواصلة لجهود تعزيز جودة حياة السكان، لا سيما أنّ الاحترافية العالية التي رافقت التجهيز لمهرجان «ميدل بيست» ستشكل تجربة استثنائية للزوار منذ لحظة وصولهم إلى موقع المهرجان، مروراً بالحفلات والفعاليات المصاحبة وانتهاءً بمغادرتهم مقر الفعالية.
وجهزت إدارة المهرجان منذ وقت مبكر استعداداتها لهذا الحفل العالمي، حيث نشرت ما يزيد على 1800 منظم بواقع منظم لكل 30 زائراً، إضافة إلى توفير 335 كاميرا لتحقيق أعلى درجات الأمان والسلامة والانسيابية.
يُشار إلى أنّ مهرجان «ميدل بيست» سخر كامل الإمكانيات، وأحدث الحلول التقنية لضمان تحقيق تجربة استثنائية للحضور.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».