تعاون أمني مغربي - هولندي مكّن من إفشال مخطط مماثل في هولندا

الرباط تحبط عمليات إرهابية نوعية.. وتدين الاعتداء على سفارتها في طرابلس

عاملا نظافة يرفعان حطاما من المبنى الخارجي للسفارة المغربية في طرابلس جراء انفجار قنبلة أمس إثر عملية إرهابية أدت إلى وقوع أضرار بمبنى السفارة دون وقوع خسائر في الأرواح (أ.ف.ب)
عاملا نظافة يرفعان حطاما من المبنى الخارجي للسفارة المغربية في طرابلس جراء انفجار قنبلة أمس إثر عملية إرهابية أدت إلى وقوع أضرار بمبنى السفارة دون وقوع خسائر في الأرواح (أ.ف.ب)
TT

تعاون أمني مغربي - هولندي مكّن من إفشال مخطط مماثل في هولندا

عاملا نظافة يرفعان حطاما من المبنى الخارجي للسفارة المغربية في طرابلس جراء انفجار قنبلة أمس إثر عملية إرهابية أدت إلى وقوع أضرار بمبنى السفارة دون وقوع خسائر في الأرواح (أ.ف.ب)
عاملا نظافة يرفعان حطاما من المبنى الخارجي للسفارة المغربية في طرابلس جراء انفجار قنبلة أمس إثر عملية إرهابية أدت إلى وقوع أضرار بمبنى السفارة دون وقوع خسائر في الأرواح (أ.ف.ب)

أعلن المغرب أمس عن إحباط عمليات إرهابية نوعية كانت خلية إرهابية مكونة من 6 أفراد تعتزم تنفيذها لضرب استقرار البلاد. ويأتي الإعلان عن إفشال هذا المخطط الإرهابي الجديد بعد أسبوعين فقط من تمكن المصالح الأمنية من تفكيك خلية إرهابية بمدينة فاس، متخصصة في استقطاب متطوعين للقتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، وذلك من أجل تدريبهم على استخدام مختلف أنواع الأسلحة في المعسكرات التابعة للتنظيم». وكشفت وزارة الداخلية في بيان أنه «في إطار التصدي للتهديدات الإرهابية، تمكن المكتب المركزي للتحقيقات القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) من إفشال مخطط إرهابي خطير كان يستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة، على خلفية تفكيك خلية إرهابية كانت تنشط ببلدة سلوان في منطقة الناظور (شمال) مكونة من 6 أفراد حاملين للفكر المتطرف».
وأوضح البيان أن «التحريات الدقيقة كشفت أنه تنفيذا للأجندة التخريبية التي يعتمدها مقاتلو ما يسمى بـ(داعش)، خطط أفراد هذه الخلية لتنفيذ عمليات إرهابية نوعية بالمملكة، من بينها التصفية الجسدية لبعض الأشخاص المتهمين بتبني منهج عقائدي مخالف لهذا التنظيم الإرهابي»، مضيفا أن «البحث والتتبع أكد أيضا أن أفراد هذه الخلية كانوا يعقدون لقاءات سرية للتخطيط لمشاريعهم الإرهابية، بالموازاة مع انخراطهم في تدريبات شبه عسكرية بإحدى الغابات المجاورة لبلدة سلوان، قصد الرفع من جاهزيتهم القتالية تحسبا لأية مواجهة مع القوات الأمنية».
وأشار المصدر ذاته إلى أن الاستخبارات الداخلية ووعيا منها بأهمية التعاون الأمني لدرء الخطر الإرهابي والحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي، بادرت بتزويد نظيرتها بهولندا بمعلومات ميدانية دقيقة مكنت من اعتقال مواطن مغربي مقيم بهذا البلد، له ارتباط وثيق بأفراد هذه الخلية، كان يخطط للحصول على أسلحة نارية ومتفجرات من أجل استهداف عناصر أمنية هولندية. وتابع أنه «سيجري تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة».
وفي سياق متصل، أدان المغرب أمس بشدة الاعتداء المسلح الذي استهدف، فجر أمس سفارته بالعاصمة الليبية طرابلس، داعيا السلطات الليبية إلى فتح تحقيق للكشف عن ملابسات الاعتداء ومرتكبيه. وذكرت وزارة الخارجية أن «بوابة سفارة المغرب بالعاصمة الليبية تعرضت، فجر أمس، لاعتداء مسلح ألحق أضرارا مادية جسيمة بالمباني المجاورة، ومن دون أن يخلف أي ضحايا». وأعرب المغرب عن «قلقه وإدانته الشديدين لهذا العمل الإرهابي، الذي يمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية في ما يخص ضمان واحترام حرمة البعثات الدبلوماسية»، ودعا «السلطات الليبية إلى التحقيق للكشف عن ملابسات هذا الاعتداء الإجرامي الآثم ومرتكبيه».
وأكدت وزارة الخارجية أن «المملكة المغربية، وانطلاقا من موقفها المتضامن مع دولة ليبيا في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر منها البلاد، تجدد دعمها لمسار الحوار السياسي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا بين كل الفرقاء السياسيين في ليبيا، من أجل تحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في الاستقرار والأمن والازدهار».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.