«نظرة على المستقبل»... كيف ستصبح «الحياة الطبيعية» بعد التعايش مع «كورونا»؟

أحد أفراد الرعاية الصحية يرتدي ملابس واقية خلال تعامله مع مصاب بـ«كوفيد» في غرفة عزل بمستشفى كوري جنوبي (إ.ب.أ)
أحد أفراد الرعاية الصحية يرتدي ملابس واقية خلال تعامله مع مصاب بـ«كوفيد» في غرفة عزل بمستشفى كوري جنوبي (إ.ب.أ)
TT

«نظرة على المستقبل»... كيف ستصبح «الحياة الطبيعية» بعد التعايش مع «كورونا»؟

أحد أفراد الرعاية الصحية يرتدي ملابس واقية خلال تعامله مع مصاب بـ«كوفيد» في غرفة عزل بمستشفى كوري جنوبي (إ.ب.أ)
أحد أفراد الرعاية الصحية يرتدي ملابس واقية خلال تعامله مع مصاب بـ«كوفيد» في غرفة عزل بمستشفى كوري جنوبي (إ.ب.أ)

تثار التساؤلات حول مستقبل فيروس كورونا المستجد العام الجديد، بعد ما يقرب من انتشاره على مدار عامين، أصاب خلالها 250 مليون حالة، وتخطت وفياته خمسة ملايين حول العالم.
ويعتقد الخبراء أن فيروس كورونا المستجد سيكون أمام عدة خيارات مرتبطة بعدة تطورات أبرزها التحورات الداخلية للفيروس، ووجود مناعة للسكان مرتبطة بارتفاع معدلات التطعيم واكتشاف علاجات فعالة يتم إتاحتها لحكومات الدول كافة، بحسب ما نقله موقع شبكة سي إن بي سي الأميركية.
ونرصد فيما يلي الصورة المحتملة لمواجهة فيروس كورونا المستجد خلال العام الجديد، بحسب خبراء مختصين.
«كوفيد - 19» قد يصبح موسمياً بشكل أكبر
الخيار الأول لمستقبل فيروس كورونا المستجد هو أن يصبح موسمياً كحال فيروسات الجهاز التنفسي، والتي تنتشر في أوقات من العام، وتصل ذروة الإصابات فيها خلال وقت معين من العام، والذي يرجحه الأطباء، في حالة «كوفيد - 19». بأن يكون في فصلي الشتاء أو الخريف.
وسيسهم الحصول على التطعيم، إضافة إلى انتشار العلاجات الأكثر فعالية المكتشفة مؤخراً، في جميع الدول التي تساعد على منع إصابة الجهاز التنفسي، في الحد من الأعراض الخطيرة عند الإصابة بـ«كورونا».
الاستمرار في ارتداء الأقنعة والبقاء في المنزل عند الإصابة
يستوجب تحور فيروس كورونا المستجد ليكون وباءً موسمياً بعض الإجراءات الضرورية الواجب اتخاذها بشكل دائم، خصوصاً في موسم ذروة الإصابات، كارتداء الكمامة بشكل دائم.
من جانبه، قال شون ترولوف، عالم أوبئة الأمراض المعدية في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة، إنه إذا أصبح الفيروس موسمياً، فإن ارتداء قناع داخل وسائل النقل العام وفي الداخل خلال موسم انتشار الوباء يمكن أن يصبح هو القاعدة - وربما حتى في المكاتب.
ولهذه الغاية، يأمل ترولوف أن «يتحمل الناس قدراً أكبر قليلاً من المسؤولية الشخصية والبقاء في المنزل عندما يمرضون»، موضحاً أن «هذا قد يعني العمل من المنزل إذا كنت هناك أعراض، أو قضاء يوم عند الشعور بالحاجة إلى الراحة».
اختبارات «كورونا» قد تصبح ميسورة التكلفة ويمكن الوصول إليها
أحد التحديات التي ينبغي على حكومات دول العالم التعامل معها خلال العام الجديد هو إتاحة اختبارات فيروس كورونا المستجد بأسعار رخيصة، إضافة إلى السماح لأعداد كبيرة من السكان للوصول إليها.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في أوائل الشهر الحالي، عن خطة لإلزام شركات التأمين الخاصة بتغطية تكلفة اختبارات فيروس كورونا المنزلية السريعة.
ويعتقد خبراء مختصون في الصحة العامة أن الخطة «غير كاملة»، لأنه لا يستطيع الجميع انتظار السداد، وستقع المسؤولية على عاتق المستهلكين لمعرفة كيفية تقديم مطالبة بهذا الأمر.
سيتمكن المزيد من الأطفال من التطعيم ضد «كوفيد»
أحد مستجدات التعامل مع وباء «كورونا» المستجد خلال العام الجديد هو إتاحة التطعيم لمزيد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، حيث أعلن مركز السيطرة على الأمراض الأميركي في مؤتمر صحافي الأسبوع الحالي حصول نحو سبعة ملايين على لقاح «كورونا».
ويجري العلماء حالياً بحوثاً حول الجرعة المناسبة من لقاح «كورونا» للأطفال في ظل التخوف من ظهور آثار جانبية غير مرغوبة حال تناول جرعة كبيرة، حيث تتوقع شركة فايزر الحصول على بيانات حول الجرعة المحددة لهذه الفئة العمرية مع نهاية العام الحالي.

الجرعات المعززة ستكون ضرورية
تُعد الجرعات المعززة من لقاح «كورونا» أحد الخيارات التي يقترحها العلماء لمواجهة التحورات الجديدة من الفيروس، في ظل تأكيد بعض الدراسات أن اللقاحات تستعيد فاعليتها ضد المتحورات مثل «أوميكرون» عن طريق جرعة معززة.
ويعتقد الخبراء أن لقاحات «كورونا» ممكن أن تصبح حدثاً سنوياً، على غرار لقاح الإنفلونزا، حال استمرار متغيراتها في الظهور.
من جانبه، قال علي اليبيدي، الأستاذ المشارك في علم الأمراض وعلم المناعة في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس إنه «يمكن للأشخاص الذين يعانون من الوباء أن يتقبلوا الأشياء. لكنني أعتقد أنك إذا كنت تتحدث عن لقاح منتظم ليس ضرورياً حقاً بسبب الوباء، فأنا لست متأكداً مما إذا كان الناس سيقبلون ذلك أكثر».
وأضاف البييدي أنه حال استمرار متغيرات «كورونا» الجديدة في الظهور، فقد يكون أحد الخيارات لمواجهة ذلك هو تصميم معزز كل عام خصيصاً لمحاربة أي متغير مهيمن في ذلك الوقت.


مقالات ذات صلة

العدوى تسببت بوفاته... إدانة امرأة نمساوية بتهمة نقل «كورونا» إلى جارها

يوميات الشرق المرأة النمساوية حُكم عليها بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة أربعة أشهر وغرامة قدرها 800 يورو (أرشيفية - رويترز)

العدوى تسببت بوفاته... إدانة امرأة نمساوية بتهمة نقل «كورونا» إلى جارها

أُدينت امرأة نمساوية بإصابة جارها بفيروس «كورونا» ما تسبب بوفاته، بعد أن تجاهلت قواعد الحجر الصحي وفشلت في ارتداء القناع الواقي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك أشخاص ينظرون إلى الجدار التذكاري الوطني لـ«كوفيد» في لندن (رويترز)

أطباء يتوقعون وتيرة فيروس «كورونا» خلال الشتاء المقبل

ما زال فيروس «كورونا المتجدد» المعروف باسم «كوفيد - 19» ومتحوراته، يشغل بال العالم، خصوصاً مع اقتراب فصلَي الخريف والشتاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا اكتُشف حديثاً في الصين ... فيروس ينتقل عن طريق القراد قد يسبب تلف الدماغ

اكتُشف حديثاً في الصين ... فيروس ينتقل عن طريق القراد قد يسبب تلف الدماغ

يحذر العلماء من مرض جديد ينتقل عن طريق القراد يسمى فيروس الأراضي الرطبة (WELV) والذي تم اكتشافه مؤخراً في الصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)

دراسة: أدمغة المراهقين ازدادت شيخوخة بسبب «كورونا»

وثَّقت دراسة حديثة وجود مشاكل في صحة المراهقين العقلية وحياتهم الاجتماعية بسبب وباء «كورونا».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك عبوة من عقار أوزمبيك في بريطانيا (رويترز)

دراسة: «أوزمبيك» يقلل من مخاطر أعراض فيروس كورونا

أفادت دراسة حديثة بأن الأشخاص الذين يستخدمون 2.4 مليغرام من عقار سيماغلوتيد أقل عرضة للإصابة بحالات شديدة من كوفيد-19 عند استخدام هذا الدواء.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بايدن وستارمر يتعهدان دعم أوكرانيا... وتأجيل قرار منح كييف صواريخ بعيدة المدى

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة لمناقشة الدعم القوي لأوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي وتأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة (إ.ب.أ)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة لمناقشة الدعم القوي لأوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي وتأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة (إ.ب.أ)
TT

بايدن وستارمر يتعهدان دعم أوكرانيا... وتأجيل قرار منح كييف صواريخ بعيدة المدى

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة لمناقشة الدعم القوي لأوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي وتأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة (إ.ب.أ)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة لمناقشة الدعم القوي لأوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي وتأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في غزة (إ.ب.أ)

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر دعمهما الثابت لأوكرانيا، دون أن تخرج إعلانات وتصريحات حول خطط لتوفير الصواريخ الأميركية طويلة المدى ATACMS لكييف، ودون وضوح حول توجهات المملكة المتحدة لتوفير أسلحة ستورم شادو لأوكرانيا.

وكان بايدن قد استقبل رئيس الوزراء البريطاني والوفد المرافق له في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض مساء الجمعة، وكان من المقرر أن يستغرق الاجتماع ساعتين، لكن تم تقليص المدة إلى ساعة ونصف حيث تجنب الزعيمان اتخاذ قرارات بشأن القضية الحاسمة لصواريخ ستورم شادو.

وفي بداية اللقاء أكد بايدن تضامن الولايات المتحدة مع المملكة المتحدة في دعم أوكرانيا ضد روسيا، وأكد أن بوتين لن ينتصر في الحرب ضد أوكرانيا وأن شعب أوكرانيا سوف ينتصر. فيما أشار ستارمر إلى أن الأسابيع والشهور القادمة قد تكون حاسمة ومهمة في الاستمرار في دعم أوكرانيا في حرب الحرية.

وحينما سأل الصحافيون عن التهديدات النووية التي يطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتصريحات بالحرب مع حلف الناتو، قال الرئيس الأميركي «لا أفكر كثيراً في فلاديمير بوتين» وفي إجابته على سؤال حول رغبة أوكرانيا في الحصول على صواريخ بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية اكتفى بايدن بقوله «سنناقش ذلك».

ذ

مناقشة بناءة

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث إلى وسائل الإعلام مع وزير الخارجية ديفيد لامي خارج البيت الأبيض بعد اجتماع مع الرئيس جو بايدن. (ا.ب.ا)

من جانبه، لم يعط رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أي إشارة ما إذا كانت المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستسمحان لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيد المدى لضرب أهداف روسية، وقال للصحافيين بعد الاجتماع مع الرئيس بايدن وكبار المسؤولين الأميركيين إنه أجرى مناقشات مطولة وبناءة مع الرئيس بايدن بشأن أوكرانيا، وأوضح أن الأمر متروك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا مؤكداً على حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها وأنه أجرى مناقشة واسعة النطاق عن الاستراتيجية المتبعة في أوكرانيا.

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني أن النقاشات تطرقت إلى عدد من الموضوعات الجيوسياسية منها الحرب الإسرائيلية في غزة، والحاجة لتأمين صفقة للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى «حماس» والوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة ومستقبل منطقة المحيطين الهندي والهادي وقال «لا توجد قضية ذات أبعاد عالمية لا تستطيع الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى العمل معاً بشأنها».

وقال مسؤول بريطاني تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن تركيز الاجتماع كان أوضح من نقاش أسلحة محددة، بل كان محادثة مفتوحة حول كيفية وضع أوكرانيا في وضع جيد للدفاع عن نفسها.

وقال البيت الأبيض إن النقاشات تطرقت إلى القلق من تزويد إيران وكوريا الشمالية لروسيا بالأسلحة ودعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية إضافة إلى تأكيد الزعيمين التزامهما الراسخ بأمن إسرائيل والحاجة الملحة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن وتوصيل المساعدات لغزة والحاجة أن تبذل إسرائيل المزيد من الجهود لحماية المدنيين ومعالجة الوضع الإنساني المروع في غزة. وأدان بايدن وستارمر هجمات الحوثيين المدعومة من إيران على الشحن البحري التجاري في البحر الأحمر.

تردد أميركي واستعداد بريطاني

الرئيس الأميركي جو بايدن وجواره وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال الاجتماعات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والوفد المرافق له (أ.ب)

وقد ظلت إدارة الرئيس بايدن مترددة بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام أنظمة الأسلحة الغربية المتطورة لضرب أهداف في عمق روسيا، وبعد نقاشات موسعة، خففت إدارة بايدن بعض القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأميركية، مما سمح لأوكرانيا بشن ضربات دفاعية محدودة ضد القوات الروسية عبر حدودها.

على الجانب الآخر أبدت المملكة المتحدة استعداداها لتوصيل الأصول العسكرية والصواريخ لأوكرانيا وزودت أوكرانيا بالفعل بصواريخ ستورم شادو التي يبلغ مداها 155 ميلاً (ثلاثة أضعاف مدى الصواريخ التي تستخدمها أوكرانيا حالياً) لكنها اشترطت عدم استخدامها لاستهداف أهداف داخل روسيا قبل التنسيق مع الولايات المتحدة والحصول على الدعم اللوجيستي الأميركي والضوء الأخضر من الإدارة الأميركية.

وأبدى كبار مساعدي بايدن شكوكاً حول فاعلية استهداف عمق الأراضي الروسية أكثر من استفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي هدد بأن «إقدام الدول الغربية على إمداد أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى من شأنه أن يغير (جوهر) الصراع، ويعني أن دول الناتو - الولايات المتحدة والدول الأوروبية - في حالة حرب مع روسيا» وقام بوتين بطرد ستة دبلوماسيين بريطانيين من موسكو واتهمهم بالتجسس.

فيما واصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغط من أجل الحصول على الصواريخ الهجومية بعيدة المدى، حيث أرسل كبار مساعديه إلى واشنطن الشهر الماضي بقائمة من الأهداف المحتملة داخل روسيا والتي قال الأوكرانيون إنه يمكن تدميرها. وأثار زيلينسكي حاجته لهذه الأسلحة والصواريخ مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي خلال زيارتهما لكييف قبل يومين، ووعد وزير الخارجية الأميركي بنقل رسالة أوكرانيا إلى الرئيس بايدن مما أثار التكهنات بتحول في سياسة الإدارة الأميركية

ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي مع الرئيس بايدن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وأعلن أن لديه خطة للنصر ينوي مناقشتها مع الرئيس الأميركي والتي وصفها بأنها يمكن أن تمهد الطريق لإنهاء الحرب، وإذا دعمتها الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون فسوف يكون من السهل على أوكرانيا إجبار روسيا على إنهاء الحرب