كلينتون: جاء وقت {رئيسة} للولايات المتحدة

قالت في أول لقاء جماهيري: أنا منكم وإليكم.. أنا فتاة وطالبة وزوجة وأم وسيدة أولى ووزيرة خارجية

هيلاري كلينتون
هيلاري كلينتون
TT

كلينتون: جاء وقت {رئيسة} للولايات المتحدة

هيلاري كلينتون
هيلاري كلينتون

مع استمرار نشر رسائل مقتضبة وصور في حسابها في موقع «تويتر»، وبعد يوم من إعلان بداية حملتها الانتخابية في نفس الموقع، واعتمادها الكبير على الإنترنت في الدعاية وفي جمع التبرعات، ألقت هيلاري كلينتون أول خطاب انتخابي رسمي، أمس (الاثنين)، في ولاية أيوا. وهذه هي الولاية التقليدية، بالإضافة إلى ولاية نيوهامبشير، التي يبدأ فيها المرشحون الأميركيون حملاتهم الانتخابية.
في أول لقاء جماهيري في أيوا، تحدثت عن «جاء وقت رئيسة أميركية». وأضافت، في تجمع زاد فيه عدد النساء على عدد الرجال: «أنا منكم واليكم، أنا فتاة، وطالبة، وزوجة، وأم، وسيدة أولى، وعضو كونغرس، ووزيرة خارجية، وجدة. أنا مع كل فتاة، ومع كل جدة». ومن دون أن تشير إلى عمرها الذي امتد على مسافة ثلاثة أجيال (67 عاما)، خوفا من انتقادات بأنها كبرت على رئاسة الجمهورية، ركزت على إنجازاتها، سواء العائلية، أو السياسية، أو الاجتماعية. وركزت خاصة على إنجازاتها في السياسة الخارجية. وقالت إنها أول مرشحة في تاريخ أميركا الحديث، جمعت خبرات كثيرة عن السياسة الخارجية الأميركية. ثم تطرقت إلى المشاكل الاقتصادية التي يواجهها الأميركيون، وخاطبت الأمهات وربات البيوت عن مواجهة المشاكل الاقتصادية اليومية. ووعدت بأنها ستضع ذلك في أعلى قائمة اهتماماتها عندما تدخل البيت الأبيض.
بالإضافة إلى ظهورها في ولاية أيوا، أمس الاثنين، وضعت، أول من أمس الأحد، في موقعها على الإنترنت، فيديو عن حياتها، وعن تجاربها. تظهر فيه وهي تمسك كوب قهوة مصنوعا من الورق المقوى، وتتحدث مع أميركيين كبار في السن، وتجلس معهم حول طاولة بسيطة، في مقهى ريفي بسيط. وفي مناظر أخرى، تظهر وهي تتحدث مع أميركيين عاديين، في منازلهم وحدائقهم. وكتبت شعار حملتها الانتخابية: «الأميركيون العاديون يحتاجون إلى بطل. أريد أن أكون هذا البطل». وصار واضحا أنها تركز على الاقتراب من الأميركيين العاديين للرد على اتهامات بأنها ما عادت كما كانت في ولاية ألينوي، حيث تربت، وفي ولاية أركنساس، حيث كانت زوجة حاكمها كلينتون. وأنها صارت، مع زوجها، يملكان عشرات الملايين من الدولارات، ويقتتلان في حلبة الصراع السياسي الحاد. بالإضافة إلى أول تغريدة في موقع «تويتر» أعلنت فيها ترشيح نفسها، وضعت تغريدات وصلتها من شخصيات هامة تؤيدها. منها تغريدة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس: «حظ سعيد». وتغريدة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي: «حظ سعيد». ورسالة طويلة من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، تمنى لها فيها حظا سعيدا. نشرت الرسالة صحيفة «بيلد» الألمانية. وفيها: «أثبتت أن لديها موهبة فطرية فيما يتعلق بأزمات العالم. من أفغانستان إلى الشرق الأوسط. وأنها تعرف أوروبا، وتفهم طريقة تفكيرنا. هذه امرأة تخوض السباق وهي، كقلة قليلة من الناس، أستاذة في حرفة السياسة، خاصة الشؤون الخارجية».
وكتبت وكالة الصحافة الفرنسية: «لم يكن تأييد ترشح كلينتون عاديا، وذلك لأن الحكومات الأجنبية تحجم في أغلب الأحيان عن الحديث عن سياسات الانتخابات في الدول الأخرى».
والخطوة مذهلة أكثر في حالة شتاينماير لما يعرف عنه بأنه سياسي حذر. لكن، رسائل التأييد الواردة من الخارج قد لا تكون مفيدة تماما لأن خصوم كلينتون الجمهوريين سيستهدفون تاريخها..
وكتبت وكالة «رويترز»: «ربما أرادت هيلاري كلينتون أن تضفي على نفسها هالة من التواضع بإعلانها البسيط عن ترشيح نفسها لخوض سباق انتخابات الرئاسة الأميركية في العام المقبل. لكن، يصير صعبا عليك الظهور في صورة الأميركي العادي عندما يعرفك كثير من الناس حول العالم معرفة جيدة».
وكتب مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» المرافق لها: «في سعيها لكسر الصورة النمطية عنها كسيدة أولى سابقة، ووزيرة خارجية، ورئيسة جمعية خيرية (ثرية جدا)، استقلت كلينتون سيارة متواضعة خلال رحلتها من نيويورك إلى ولاية أيوا... بعد ساعة قليلة من بداية يوم الألف ميل، نشرت صورة في حسابها في موقع تويتر تظهر فيها مع عائلة في محطة للبنزين في ولاية بنسلفانيا».
وقالت كبيرة مساعديها، هوما عابدين، للصحافيين المرافقين: «حين أخبرتنا هيلاري أنها جاهزة للانطلاق، سألنا: (جديا؟)، وأجابت: (جديا)... كانت هذه فكرتها. كانت متحمسة جدا».
يسافر الوفد المرافق لكلينتون في حافلة عملاقة، يطلق عليها اسم «سكوبي»، من أسماء الرسوم المتحركة. وعن هذه الحافلة، كتبت كلينتون في «تويتر»: «قبل فترة، قابلنا عائلة رائعة. وسنقابل المزيد..».
في نفس يوم إعلانها في «تويتر»، قال الرئيس باراك أوباما، في مؤتمر صحافي في ختام قمة الدول الأميركية في بنما، في أميركا الوسطى: «أعتقد أنها ستكون رئيسة ممتازة». وأضاف: «كانت داعما كبيرا لي في انتخابات عام 2008 (بعد فوزه عليها كمرشح للحزب الديمقراطي). وكانت وزيرة خارجية رائعة. إنها صديقتي.. ستكون واضحة للغاية في إعلان رؤيتها لسير البلاد قدما إلى الأمام».
وقال خبراء أميركيون كثيرون إن طريق كلينتون هذه المرة نحو البيت الأبيض يبدو أكثر سهولة، بالمقارنة مع عام 2008. عندما نافسها أوباما. وأيضا، لأنه لا يوجد مرشح ديمقراطي كبير يريد منافستها. بالإضافة إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى تأكيد فوزها كمرشحة للحزب، وذلك بسبب حصولها على نحو ستين في المائة من أصوات الذين أكدوا أنهم سيصوتون في الانتخابات التمهيدية التي ستبدأ مطلع عام 2016.
وفي حال ترشح ديمقراطيين آخرين سيكون ذلك من دون أمل في فوزهم بالرئاسة، وربما للحصول على منصب نائب الرئيس. وتأتي عضوة مجلس الشيوخ إليزابيث وارين في مقدمة الذين ربما سينافسونها، لكن، في هذه الحالة من دون هدف نائبة الرئيس لاستحالة ترشيح امرأة مع هيلاري كلينتون. وربما لتسليط الأضواء عليها لتترشح في مرة قادمة، وربما لطرح مزيد من القضايا الاجتماعية في المعركة الانتخابية لأن وارين تعتبر أكثر ليبرالية من كلينتون.
غير أن هناك ديمقراطيين ربما يريدان منافستها: الحاكم السابق لولاية ماريلاند، مارتن أومالي، والسيناتور السابق جيم ويب.
وقالت شون جي باري جيلز، أستاذة الاتصال في جامعة ماريلاند، ومؤلفة كتاب عن هيلاري كلينتون: «لم يحدث وجود امرأة تملك خبرة في السياسة الخارجية أكثر من كل المرشحين الآخرين للرئاسة في التاريخ الحديث، ربما باستثناء جورج بوش».
وأضافت باري جينز: «لكن، تشوب هذه الخبرة أخطاء، وقضايا مالية، وفضائح منذ السنوات الأولى للزوجين كلينتون في السلطة».
في الجانب الآخر، أثار ترشيح كلينتون ردود فعل شرسة وسط الجمهوريين. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن السيناتور مارك روبيو، الجمهوري من ولاية فلوريدا، الذي يتوقع أن يعلن ترشيح لرئاسة الجمهورية ليلة أمس الاثنين، سيركز على هيلاري كلينتون في حملته الانتخابية.
وأضافت الصحيفة أن الجمهوريين يعملون «ليلا ونهارا» لكشف فضائح كلينتون وزوجها، في الماضي البعيد، وفي الحاضر القريب. بداية بفضائح الزوج الجنسية عندما كان حاكما لولاية أركنساس، ثم عندما كان في البيت الأبيض. وفضائحهما حول استثمارات في ولاية أركنساس، ونهاية بفساد في منظمة كلينتون الخيرية، واستعمال هيلاري بريدها الخاص في المراسلات الرسمية لوزارة الخارجية.
وأمس الاثنين، وزعت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بيانا قالت فيه: «لا يمكن محو الكثير من الأسرار، والفضائح، والسياسات الفاشلة. لا يمكن محو هذا السجل الرديء من عقول الأميركيين».
وقال حاكم فلوريدا السابق، جيب بوش، منافس كلينتون المحتمل: «يجب علينا أن نأتي بأفضل من هيلاري».
ووعد المرشح الجمهوري راند بول بكشف «أسرار عن تضارب مصالح في مؤسسة كلينتون الخيرية». ولم يتردد في الحديث عن «فساد» الزوجين.



واشنطن: مادورو غير شرعي

نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)
نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

واشنطن: مادورو غير شرعي

نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)
نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)

قالت الولايات المتحدة اليوم (الثلاثاء)، إنها ما زالت ترفض اعتبار نيكولاس مادورو الرئيس الشرعي لفنزويلا، وتعترف بسلطة الجمعية الوطنية المُشَكَّلة عام 2015 بعد أن حلت المعارضة «حكومتها المؤقتة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: «نهجنا تجاه نيكولاس مادورو لا يتغير. إنه ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا. نعترف بالجمعية الوطنية المُشَكَّلة عام 2015»، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
ولدى سؤاله عن الأصول الفنزويلية، ولا سيما شركة النفط الفنزويلية في الولايات المتحدة، قال برايس إن «عقوباتنا الشاملة المتعلقة بفنزويلا والقيود ذات الصلة تبقى سارية. أفهم أن أعضاء الجمعية الوطنية يناقشون كيف سيشرفون على هذه الأصول الخارجية».