فصائل معارضة تلجأ لـ«سلاح القنص» شمال غربي سوريا‎‎

قتلى من قوات النظام في إدلب والبادية

قصف مدفعي على ريف إدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)
قصف مدفعي على ريف إدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)
TT

فصائل معارضة تلجأ لـ«سلاح القنص» شمال غربي سوريا‎‎

قصف مدفعي على ريف إدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)
قصف مدفعي على ريف إدلب شمال غربي سوريا (الشرق الأوسط)

قُتل 6 عناصر لقوات النظام السوري والميليشيات المساندة، برصاص قناصة فصائل المعارضة بريف حلب وإدلب شمال غربي سوريا، خلال اليومين الماضيين، رداً على قصف الأخير للمناطق المأهولة بالسكان، في وقت قُتل 22 عنصراً من قوات النظام و«لواء القدس الفلسطيني» بعملية جديدة لتنظيم «داعش» في البادية السورية.
وقال قيادي في فصائل المعارضة السورية، إن «سرايا القنص في غرفة عمليات الفصائل (الفتح المبين) شمال غربي سوريا، تمكنت خلال اليومين الماضيين من قتل 6 عناصر لقوات النظام (قنصاً)، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، بسلاح القناصة الحرارية، على محاور الملاجة بجبل الزاوية جنوب إدلب، ومحاور بسرطون وبالا غربي حلب؛ وذلك رداً على خروقات الأخيرة وقصفها للمدنيين في منطقة (خفض التصعيد)، شمال غربي سوريا».
وأضاف «سلاح القناصة لاقى نجاحاً كبيراً في تحقيق الإصابات المباشرة في صفوف قوات النظام والميليشيات المساندة لها في المواقع العسكرية التي تستهدف المدنيين، إضافة إلى الصواريخ الموجهة التي هي بدورها أيضاً تحقق إصابات محققة بآليات الأخير الثقيلة»، وأن ذلك «يأتي ضمن إطار تنظيم عمل الفصائل المقاتلة وتوزيع عناصرها بحسب الاختصاصات العسكرية، فمهمة سرايا القنص الليلية والنهارية تتخذ من الخطوط المتقدمة مواقع يجري من خلالها رصد تحركات عناصر النظام واستهدافهم بشكل مباشر أمام أي خرق أو انتهاك عسكري ضد المدنيين».
من جهته، قال الناشط المعارض أمجد العلي، في إدلب، «شهدت قرى معرزاف ومنطف ومعربليت بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي قصفاً بقذائف المدفعية الثقيلة (كراسنبول)، من قِبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في محيط مدينة كفرنبل ومعرة النعمان؛ مما أدى إلى إصابة طفل وشخص آخر بجروح خطيرة، ترافق مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في الأجواء؛ ما تسبب في حالة خوف شديد في صفوف المدنيين من مواصلة قوات النظام قصفها للمنطقة».
ويضيف، أن فصائل المعارضة قصفت بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، في أرياف حلب وإدلب، وتركز القصف على معسكر كفر بطيخ جنوب شرقي إدلب، وتحقيق إصابات مباشرة في صفوفها.
في سياق آخر، قتل 22 عنصراً من قوات النظام والميليشيات المساندة لها بهجوم جديد نفذه تنظيم «داعش»، على طريق دير الزور وتدمر في البادية السورية وسط البلاد. وقال مصدر خاص «إن هجوماً جديداً نفذته مجموعات من (تنظيم «داعش») موقعاً عسكرياً، بالقرب من جبل البشري الواقع بالقرب من طريق دير الزور - تدمر في البادية السورية، ويتمركز فيه عشرات العناصر من قوات النظام (الدفاع الوطني والفرقة 17) وعناصر من (لواء القدس الفلسطيني)، بالرشاشات المتوسطة والقنابل، وسط اشتباكات عنيفة استمرت لأكثر من ساعة، قتل خلالها 22 عنصراً، وجرح آخرين».
وأضاف، أن «الموقع الذي جرى استهدافه من قبل تنظيم (داعش)، تم إنشاؤه مؤخراً، لرصد تحركات عناصر التنظيم وملاحقتهم، في المنطقة الواقعة بين دير الزور وباديتي حماة وحمص وسط البلاد». وأوضح، أنه «رغم كثافة الغارات الجوية الروسية التي تستهدف مواقع تنظيم داعش في البادية السورية، وعمليات التمشيط التي تقوم بها قوات النظام بإسناد من قبل الميليشيات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، إلا أنه تزايد نشاط عمليات التنظيم، خلال الآونة الأخيرة واعتماده على العمليات الهجومية المباغتة، التي تستهدف بشكل مباشر آليات عسكرية للنظام ومواقع عسكرية متفرقة في البادية السورية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».