مصر وروسيا تختتمان تدريباً عسكرياً لصد «التهديدات غير النمطية»

جانب من تدريبات «جسر الصداقة» العسكرية المشتركة بين مصر وروسيا (المتحدث العسكري المصري)
جانب من تدريبات «جسر الصداقة» العسكرية المشتركة بين مصر وروسيا (المتحدث العسكري المصري)
TT

مصر وروسيا تختتمان تدريباً عسكرياً لصد «التهديدات غير النمطية»

جانب من تدريبات «جسر الصداقة» العسكرية المشتركة بين مصر وروسيا (المتحدث العسكري المصري)
جانب من تدريبات «جسر الصداقة» العسكرية المشتركة بين مصر وروسيا (المتحدث العسكري المصري)

اختتمت قوات من سلاح البحرية في مصر وروسيا التدريب المشترك «جسر الصداقة» في نسخته الرابعة، التي استضافتها الأولى بنطاق أسطولها الشمالي العامل في البحر المتوسط.
وأفاد بيان عسكري مصري، أمس، بأن «فعاليات التدريب البحري المشترك المصري - الروسي «جسر الصداقة - 4»، الذي أجري على مدار الأيام الماضية تضمن «عقد محاضرات نظرية لتوحيد المفاهيم بين عناصر القوات البحرية لكلا الجانبين، وباشتراك حاملة المروحيات (المصرية) من طراز ميسترال (جمال عبد الناصر)، حيث تم تنفيذ عدة تشكيلات بحرية، فضلاً عن تنفيذ رمايات المدفعية بالذخيرة الحية، والدفاع ضد التهديدات غير النمطية».
وبحسب البيان المصري، فإن التدريب شهد كذلك «تنفيذ تدريب للدفاع الجوي عن التشكيلات البحرية، وتأمين سفينة ذات شحنة هامة، وممارسة حق الزيارة والتفتيش، وتنفيذ أعمال التصوير الجوي»، مشيراً إلى أن التدريب تم «رغم سوء الأحوال الجومائية التي صاحبت تنفيذ التدريبات بالبحر».
وشاركت أيضاً عناصر من القوات الخاصة البحرية لكلا الجانبين في عدد من الأنشطة المشتركة، تضمنت «رماية تكتيكية بالأسلحة الصغيرة، ورماية القناصة فضلاً عن التدريب على أعمال قتال المدن والأماكن الضيقة».
وأوضح البيان أن التدريبات «أظهرت مدى ما يتمتع به الجانبان من دقة وكفاءة قتالية عالية، وقدرة على حل جميع المواقف الطارئة بنجاح».
وحضر المرحلة الختامية للتدريب الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية المصرية، والفريق بحري رومانوف أركادي، نائب قائد أسطول البحر الأسود، والسفير الروسي بالقاهرة، وعدد من قادة القوات المسلحة المصرية والروسية.
وأجريت النسخة الماضية من تدريب «جسر الصداقة» في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، وتضمنت مناورات بـ«الذخيرة الحية»، وذلك لأول مرة في «البحر الأسود»، بالقرب من تركيا.
ولفت التدريب السابق الأنظار بسبب وقوع البحر الأسود بين الجزء الجنوبي الشرقي لأوروبا وآسيا الصغرى، ويتصل بالبحر المتوسط عن طريق مضيق البوسفور التركي وبحر مرمرة، وقد تعين على البحرية المصرية حينها المرور عبر المضيق التركي للوصول إلى البحر الأسود، في خضم توتر في العلاقات بين القاهرة وأنقرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.