الكنيست يسقط مشروع قانون لطرد عائلة من يقوم بعملية مسلحة

TT

الكنيست يسقط مشروع قانون لطرد عائلة من يقوم بعملية مسلحة

رفض الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بأكثرية أصوات الائتلاف الحاكم برئاسة نفتالي بنيت، مشروع قانون طرحه حزب الليكود المعارض برئاسة بنيامين نتنياهو، يقضي بطرد العائلات الفلسطينية من وطنها في حال قيام أحد أفرادها بتنفيذ عملية مسلحة. وقال ممثلو الائتلاف الحكومي، إنهم يصوّتون ضد هذا المشروع؛ لأن «هناك عائلات فلسطينية ترفض قيام أبنائها أو بناتها بتنفيذ عمليات ولا يجوز معاقبتها».
وكان المشروع، الذي طرحه النائب إيلي كوهن، وزير المخابرات السابق، ينص على استخدام سلاح طرد العائلات من البلاد لمكافحة ظاهرة العمليات المسلحة في القدس والضفة الغربية. وقال، إن «الهدف من هذا المشروع هو ردع العائلات وجعلها تكترث لنشاط أولادها. فنحن اليوم نستخدم سلاح هدم البيوت الفلسطينية التي يعيش فيها أحد منفذي العمليات أو إحدى منفذات العمليات. ولكن، بعد أن تآكلت أهمية هذا السلاح واستمرت العمليات، حان الوقت للارتقاء درجة أخرى في الردع وجعل هذه العائلات تتولى مسؤولية ردع أولادها، قبل أن ينفذوا العملية».
وأضاف كوهن، أن «قيام طفلة عمرها 14 سنة بطعن امرأة يهودية من الشيخ جراح في القدس أول من أمس (الأربعاء)، يدل على أن هناك انحلالاً وانفلاتاً تستغله (حماس)، وغيرها من التنظيمات المتطرفة. ولذلك؛ يجب استدراك الوضع ووقف خطر التدهور ومحاربة هذه المظاهر بشدة». ولكن غالبية الحاضرين من الوزراء والنواب رفضوا المصادقة على القانون بسبب اعتراضات نواب القائمة الموحدة للحركة الإسلامية برئاسة منصور عباس ونواب حزبي ميرتس والعمل. فحظي الاقتراح بتأييد 44 نائباً، مقابل 51 رفضوه، وتم إسقاطه.
يذكر، أن قيام طفلة في القدس بطعن مستوطنة يهودية شاركت في عملية السيطرة الإسرائيلية الاحتلالية على بيوت عدة من حي الشيخ جراح، أثار ولا يزال نقاشات حادة في المجتمع الإسرائيلي. ففي اليمين يعدّونه «اعتداءً إرهابياً ناجماً عن التحريض السياسي للسلطة الفلسطينية وحركات متطرفة مثل (حماس) و(الجهاد الإسلامي) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها». وبالمقابل، يستنكر اليسار طعن المستوطنة، لكنه يتساءل عن سبب وجود مستوطنين في عمارة عربية في قلب القدس العربية. وكما كتب نير حسون، أحد الصحافيين الميدانيين الاستقصائيين في «هآرتس»، أمس (الخميس)، فإنه «عندما تقدم طفلة كهذه على عملية طعن لجارتها اليهودية، يجب أن نتساءل: لماذا؟».
واستعرض حسون تاريخ حياة عائلة الكرد، التي تنحدر منها الطفلة، منذ أن تم تهجيرها من حيفا في عام النكبة 1948، إلى سنة 1974، عندما بدأت السلطات الإسرائيلية تضايق سكان الحي حتى ينتابهم اليأس ويرحلوا، وحتى الأسابيع الأخيرة التي يتصاعد فيها نشاط المستوطنين في المدينة العربية المحتلة. وكشف عن أن رجال الشرطة الإسرائيلية اعتقلوا هذه الطفلة في شهر مايو (أيار) الماضي لساعات طويلة عدة؛ لأنها سارت في الحي وقد رسمت على خدها علم فلسطين. ففي ذلك اليوم شهدت مدرستها نشاطاً لإحياء ذكرى النكبة وساد توتر في المدينة، وعندما عادت من مدرستها منعها الجنود من دخول الحي والوصول إلى بيتها وشتموها فبصقت نحوهم وعاقبوها بالاعتقال. ومنذ ذلك الوقت يشهد الحي صدامات مع المستوطنين ومع قوات الاحتلال.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.