دراسة: العالم غير مستعد للوباء القادم

ممرضة تعمل داخل غرف مخصصة للعزل المرتبط بمرضى فيروس كورونا في مستشفى بالهند (أ.ف.ب)
ممرضة تعمل داخل غرف مخصصة للعزل المرتبط بمرضى فيروس كورونا في مستشفى بالهند (أ.ف.ب)
TT

دراسة: العالم غير مستعد للوباء القادم

ممرضة تعمل داخل غرف مخصصة للعزل المرتبط بمرضى فيروس كورونا في مستشفى بالهند (أ.ف.ب)
ممرضة تعمل داخل غرف مخصصة للعزل المرتبط بمرضى فيروس كورونا في مستشفى بالهند (أ.ف.ب)

كشف باحثون أمس (الأربعاء) أن العالم بأسره لا يزال غير مستعد للوباء القادم ومعظم البلدان غير مستعدة حتى لتفشي بعض الأمراض بنطاق بسيط، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
لم تحصل دولة واحدة على درجات جيدة في مؤشر الأمن الصحي العالمي - وهو مقياس للتأهب لمختلف حالات الطوارئ الصحية والمشكلات التي جمعتها مبادرة التهديد النووي ومركز «جونز هوبكنز» للأمن الصحي في كلية «بلومبرغ» للصحة العامة.
وجاء في التقرير: «يستمر مؤشر 2021 في إظهار أن جميع البلدان لا تزال تفتقر إلى بعض القدرات الحرجة، مما يعيق قدرتها على الاستجابة بفعالية لـفيروس كورونا ويقلل من استعدادها للتهديدات الوبائية في المستقبل. كان متوسط الدرجات التي حازت عليها البلدان في عام 2021 هو 38.9 من 100. والتي لم تتغير بشكل أساسي عن عام 2019». كانت أعلى درجة إجمالية أقل بقليل من 76 - حققتها الولايات المتحدة.
ويتمثل أسوأ مجال للتأهب في منع ظهور مسببات الأمراض الجديدة مثل الفيروس الذي تسبب في الجائحة الحالية. وجاء في التقرير أن «المتوسط العالمي للوقاية من ظهور أو إطلاق مسببات الأمراض هو 28.4 من 100، مما يجعله أقل تصنيف في المؤشر». ووجدت الدراسة أن 113 دولة «لا تُظهر اهتماماً يذكر» للأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر.

وقالت الدكتورة جينيفر نوزو، كبيرة الباحثين في مركز «جونز هوبكنز» للأمن الصحي: «القادة لديهم الآن خيار... يمكنهم القيام باستثمارات مخصصة ومستدامة في القدرات الجديدة التي تم إنشاؤها خلال الاستجابة لكورونا لإعداد بلدانهم على المدى الطويل، أو يمكنهم العودة إلى دورة عقود من الذعر والإهمال التي ستعرض العالم لخطر جسيم يرتبط بتهديدات صحية مستقبلية حتمية».
ووجد التقرير أن 155 دولة من أصل 195 في المسح قد فشلت بالاستثمار في الاستعداد لوباء خلال السنوات الثلاث الماضية، وفشل 70 في المائة بالاستثمار في العيادات والمستشفيات ومراكز الصحة المجتمعية.

وقال العلماء في بيان: «زادت المخاطر السياسية والأمنية في جميع البلدان تقريباً، وتلك الدول التي تتمتع بأقل الموارد لديها أعلى مخاطر وأكبر فجوات استعداد». ووجد التقرير أن سكان 161 دولة لديهم مستويات منخفضة إلى معتدلة من الثقة في حكوماتهم.
أوضح التقرير أن الولايات المتحدة كانت المثال على ذلك. وجاء في التقرير: «مع وجود عدد أكبر من الحالات المبلغ عنها ووفيات أكثر من أي دولة أخرى، صدمت استجابة الولايات المتحدة الضعيفة لوباء كورونا العالم... كيف يمكن لدولة لديها كل هذه القدرات في بداية الوباء أن تكون قد أخطأت في استجابتها؟».
وتُظهر النتائج أنه حتى البلدان الغنية والتي تبدو مستعدة على ما يبدو لا يزال بإمكانها أن تفشل في احتواء الوباء.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.