السيسي يطالب الدول الإسلامية بالانتباه لـ«الفكر المتطرف»

حذر من تدميره لمستقبل الشعوب وحضارتها

السيسي مستقبلاً حسين إبراهيم طه أمين عام منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة أول من أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي مستقبلاً حسين إبراهيم طه أمين عام منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة أول من أمس (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يطالب الدول الإسلامية بالانتباه لـ«الفكر المتطرف»

السيسي مستقبلاً حسين إبراهيم طه أمين عام منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة أول من أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي مستقبلاً حسين إبراهيم طه أمين عام منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة أول من أمس (الرئاسة المصرية)

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دول العالم الإسلامي بـ«اليقظة والانتباه التام» للفكر «المتطرف الأحمق»، مؤكداً أن «الإسلام ليس له علاقة بهذا الفكر الجامد المتطرف، الذي يهدف إلى تدمير مستقبل الشعوب وحضارتها».
وشارك السيسي أمس في المنتدي العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي، والمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، الذي عقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من دول العالم الإسلامي، وجامعات عالمية ومنظمات دولية، بالتزامن مع استضافة مصر للدورة الرابعة عشرة للمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.
وخلال جلسة حوارية بعنوان «تحديات وظائف المستقبل من منظور عالمي»، قال السيسي إن «الدولة ستقاتل من أجل إرساء المعرفة والتعليم الحقيقي في مصر»، معتبراً التعليم الجيد «أساس بناء الدول».
ودعا الرئيس المصري الجامعات الكبرى في العالم إلى مساعدة بلاده «كي تكون لديها معرفة وتعليما حقيقيا بنفس المعايير والمستوى المتبع لدى هذه الجامعات». وأضاف السيسي موضحاً أن على «الطالب أو الطالبة الراغبين في تحقيق مستوى تعليم يتناسب مع العصر أن يبذل قصارى الجهد من أجل تلبية المعايير اللازمة للالتحاق بهذه الكليات». مشيراً إلى أن الدولة توفر 100 فرصة تعليم مجانية للمواهب من العالم في الجامعات المصرية، ومشيراً إلى حرصه على أن «تقدم مستوى تعليمياً يضاهي نظيرتها العالمية». كما أعرب السيسي عن أمله في «تضافر الجهود من أجل إنشاء صندوق للتعليم بملاءة مالية كبيرة، تصل إلى مليارات الدولارات من أجل تعليم الموهوبين، باعتبارهم قاطرات للشعوب».
في سياق ذلك، أكد السيسي أن التعليم الجيد حق أصيل من حقوق الإنسان، وشدد على ضرورة توفير تعليم جيد للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، قائلاً إن «مصر تحركت خلال السنوات الماضية لإنشاء عدد من الجامعات بجهود عالية، بالشراكة مع الجامعات العالمية». وأضاف: «لدينا أكثر من 50 دولة في منظمة المؤتمر الإسلامي... لكن ما هي جودة التعليم المتاحة لهذه الدول ولشبابها؟».
كما شدد السيسي مجدداً على أن التعليم الجيد هو حق من حقوق الإنسان، وقال بهذا الخصوص: «عندما أُعطي للإنسان تعليماً غير جيد فأنا لا أُعطي له فرص حياة، وجودة التعليم المقدمة له، وقدر المعرفة التي يحصل عليها، تحققان له فرص عمل ومشاركة حقيقية في الحياة».
ووصف الرئيس المصري المعرفة الحقيقية وجودتها بأنها «كنز وثروة مخفية... لكن للحصول عليها لا بد من وجود قدرات، أولها القدرات الاقتصادية للدول من أجل القدرة على توفير هذا التعليم».
ويتناول المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي، الذي يعقد في نسخته الثانية تحت رعاية السيسي، تحت عنوان «رؤية المستقبل»، عدداً من المحاور من أهمها مستقبل العمل، إعداد وتأهيل الطلاب وشباب الباحثين لوظائف المستقبل، واحتياجات أسواق العمل المحلية والدولية في ظل تداعيات جائحة «كورونا». كما يتضمن إقامة سلسلة من الفاعليات والأنشطة، ومحاضرات علمية من قبل خبراء من الأكاديميين والمهنيين وممثلي المنظمات الدولية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.