«غوغل دوت أورغ» تقدم منحاً بـ1.3 مليون دولار في المنطقة العربية

ستعقد «سبارك» دورات تدريبية حول المهارات الرقمية للاجئين واللاجئات في المنطقة العربية
ستعقد «سبارك» دورات تدريبية حول المهارات الرقمية للاجئين واللاجئات في المنطقة العربية
TT

«غوغل دوت أورغ» تقدم منحاً بـ1.3 مليون دولار في المنطقة العربية

ستعقد «سبارك» دورات تدريبية حول المهارات الرقمية للاجئين واللاجئات في المنطقة العربية
ستعقد «سبارك» دورات تدريبية حول المهارات الرقمية للاجئين واللاجئات في المنطقة العربية

سيقدم برنامج «غوغل دوت أورغ» الذراع الخيرية لشركة «غوغل» منحة قدرها 1.3 مليون دولار أميركي لثلاث منظمات غير ربحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بهدف تزويد أصحاب المشاريع والباحثين عن عمل بالمهارات التقنية اللازمة على مدى السنتين اللاحقتين. وينطوي دور المستفيدين من المنحة («حلم» و«أنا أتجرأ للتنمية المستدامة» و«سبارك») على الوصول إلى المزيد من الأفراد من مختلف الخلفيات في مصر والعراق ولبنان والأردن وفلسطين والإمارات العربية المتحدة.
وستحصل منظمة «حلم» غير الحكومية التي تعمل على تعزيز الشمولية وتوظيف الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة على منحة قدرها 400 ألف دولار، وستحصل منظمة «سبارك» غير الحكومية التي تزود الشباب بالأدوات اللازمة لمساعدتهم على تحقيق النجاح في المناطق المتأثرة بالنزاعات على منحة بقيمة 600 ألف دولار، مع حصول منظمة «أنا أتجرأ للتنمية المستدامة» غير الربحية الهادفة إلى تعزيز النمو الإيجابي لدى الشباب من أجل إحداث تغيير مستدام على منحة قدرها 300 ألف دولار.
ولتحسين فرص الوصول إلى سوق العمل وتعزيز شموليته، ستُطلق «حلم» ورش عمل باللغتين العربية والإنجليزية، وستوفر ترجمة بلغة الإشارة ومقاطع للترجمة والشرح. وستركز ورش العمل هذه على المعرفة الرقمية وكيفية استخدام اللغة الإنجليزية للتواصل في عالم الأعمال، وذلك بهدف تزويد المشاركين بالمهارات الرقمية والمهارات المطلوبة في سوق العمل. وستُعقد ورش العمل في مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة في فترة ممتدة على مدار 18 شهراً سيشارك بها أكثر من ألف شخص. وعلاوة على ذلك، ستتواصل «حلم» مع مجموعة من الهيئات من القطاع العام والخاص للمساعدة في إنشاء وتعزيز فرص العمل للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وربط أصحاب العمل بطالبي العمل الماهرين. ومن شأن هذه المنحة دعم «حلم» على استكمال مهمتها في ضمان الوصول إلى تعليم عالي الجودة وتوفير البرامج التدريبية التي تُدرك احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك بهدف إتاحة فرص عمل أفضل ومجالات لتطوير المهارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولاحظت منظمة «سبارك» خسارة العديد من اللاجئين والنازحين من فئة الشباب حول العالم وظائفهم ومصادر دخلهم في ظل القيود المفروضة لمكافحة الجائحة. وستعقد «سبارك» من خلال هذه المنحة دورات تدريبية حول المهارات الرقمية تضم 250 لاجئا ولاجئة، وستستضيف أفراداً من المجتمعات المحلية في العراق ولبنان وفلسطين وتقدم دورات تدريبية وتوجيهية لأكثر من 100 صاحب وصاحبة مشروع لمساعدتهم على تنمية نشاطهم التجاري، بالإضافة إلى إطلاق مسابقة على مستوى المنطقة لأصحاب الشركات الناشئة. كما ستطلق «سبارك» منصة شبكات رقمية لربط 1.500 صاحب وصاحبة مشروع بخريجي الجامعات والباحثين عن وظيفة من أجل تبادل الخبرات والفرص. وتفتح هذه المنحة الأبواب لتوفير فرص عمل مستدامة للاجئين والشباب والشابات في منطقة الشرق الأوسط في الأسواق التي يتزايد الطلب عليها وتستجيب للتوجهات العالمية، وستُدعم الشركات الناشئة في مجال التقنية والتوظيف في القطاعات التقنية والرقمية عبر مجتمعات اللاجئين المحرومة في لبنان والعراق وفلسطين.
وتكمن مهمة «أنا أتجرأ للتنمية المستدامة» من خلال مشروع «سي هَب» C - Hub في تهيئة صانعي التغيير، خاصة من النساء، عبر تزويدهم بالمهارات التي تفيدهم مع أمل بناء مستقبل أكثر استدامة لهم. ولتوفير فرص متكافئة للنساء في الأردن، ستُستخدم المنحة لتدريب 200 امرأة شابة بما يشمل النساء اللواتي يملكن خبرة مهنية سابقة. ويهدف التدريب إلى تزويد النساء بمجموعة من المهارات تشمل التسويق للمنتجات والتفكير التصميمي. كما ستوفر المنظمة دورات تدريبية حول الاستخدام الآمن للآلات في الصناعات اليدوية، مثل النجارة والتصنيع الرقمي، وسيستمر البرنامج لمدة ثلاث سنوات كجزء من مشروع «سي هَب» تحت عنوان «أنا أتجرأ». وتُعتبر هذه المنحة جزءا من مبادرة «تحديات التأثير» للنساء والفتيات من «غوغل دوت أورغ» التي تهدف إلى تمويل المنظمات لشق الطريق نحو ازدهار النساء والفتيات.
وشكلت المنح الأخيرة جزءا من التزام «غوغل» بتحسين المهارات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودعم نمو الأنشطة التجارية، حيث تعهدت الشركة في العام الماضي بمساعدة مليون فرد ونشاط تجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتزويدهم بالمهارات الرقمية وتنمية نشاطهم التجاري بحلول نهاية العام 2021، واستفاد حتى الآن أكثر من 950 ألف شخص منها، مع مساهمة المنح الجديدة في توسيع فرص التدريب الرقمي للوصول إلى المزيد من المستفيدين في أرجاء المنطقة.


مقالات ذات صلة

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

تكنولوجيا شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

أعلنت «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا الشريحة الجديدة «ويلّوو» (أ.ف.ب)

«غوغل» تطور شريحة للحوسبة الكمومية بسرعة فائقة «لا يمكن تصورها»

طوَّرت شركة «غوغل» شريحة حاسوبية كمومية تتمتع بسرعة فائقة لا يمكن تصورها، حيث تستغرق خمس دقائق فقط لإكمال المهام التي قد تتطلب نحو 10 سبتيليونات سنة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
علوم نظّم بعض موظفي «غوغل» اعتصامات في مكتبين للشركة منتقدين مشروع «نيمبوس» في أبريل الماضي

«غوغل» قلقة من انتهاكات حقوق الإنسان بسبب عقدها التقني مع إسرائيل

ظلّت شركة التكنولوجيا العملاقة «غوغل» تدافع عن صفقتها مع إسرائيل أمام الموظفين الذين يعارضون تزويد الجيش الإسرائيلي بالتكنولوجيا، ولكنها كانت تخشى أن يضر…

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
تكنولوجيا شعار شركة «غوغل» على أحد مباني الشركة في سان دييغو (رويترز)

كندا تقاضي «غوغل» بسبب ممارسات غير تنافسية في الإعلانات عبر الإنترنت

قالت هيئة مكافحة الاحتكار في كندا، يوم الخميس، إنها رفعت دعوى قضائية ضد «غوغل»؛ بسبب سلوكها غير التنافسي في مجال الإعلانات عبر الإنترنت.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».