الجزائر لاستضافة «ندوة جامعة» للفصائل الفلسطينية

تبون وعباس بحثا التحضير للقمة العربية والتطبيع مع إسرائيل

تبون وعباس خلال اجتماعهما في العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)
تبون وعباس خلال اجتماعهما في العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)
TT

الجزائر لاستضافة «ندوة جامعة» للفصائل الفلسطينية

تبون وعباس خلال اجتماعهما في العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)
تبون وعباس خلال اجتماعهما في العاصمة الجزائرية (أ.ف.ب)

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمس محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزور البلاد، شملت ملفات عدة أبرزها التحضير للقمة العربية المقررة في الجزائر نهاية مارس (آذار) المقبل، وإسهامات الجزائر المالية لفائدة القضية الفلسطينية، وموجة التطبيع العربي مع إسرائيل، حسبما أفاد تتابع زيارة عباس التي بدأت مساء الأحد وتدوم ثلاثة أيام.
ونشرت الرئاسة الجزائرية أمس، صور استقبال الرئيس تبون للرئيس عباس في «قصر المرادية»، واكتفت بالإشارة إلى لقاء الرئيسين من دون تفاصيل، فيما نقلت قناة «النهار» الجزائرية عن الرئيس تبون قوله إن بلاده ستمنح السلطة الفلسطينية 100 مليون دولار. وأضاف تبون أن الجزائر قررت أيضا استضافة «ندوة جامعة» للفصائل الفلسطينية بعد التشاور مع الرئيس عباس.
وذكرت مصادر متابعة للزيارة أن محادثات الرئيسين تبون وعباس تناولت قمة الجامعة العربية المنتظرة وتطبيع دول عربية مع إسرائيل، وخصوصاً التطبيع الأخير مع المغرب وزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الرباط في 24 من الشهر الماضي، وقبلها زيارة وزير خارجيتها في أغسطس (آب) الماضي، وتصريحاته التي انتقد فيها «التقارب بين الجزائر وإيران».
وتعد الجزائر، حسب تصريحات مسؤوليها، من أكثر الدول العربية تقيداً بتعهداتها المالية تجاه القضية الفلسطينية، والتي تبلغ 55 مليون دولار تقدمها كل سنة.
ونقلت نفس المصادر أن الرئيس تبون عرض، خلال المحادثات، موقف الجزائر من مسألة التطبيع مع إسرائيل ورفضها لها.
وأكدت ذات المصادر أن عباس سيلتقي مع قائد أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة «للحديث عن التحديات الأمنية الجديدة التي تواجه الجزائر، بعد أن باتت إسرائيل على حدودها»، حسب وصف هذه المصادر.
وخصصت الجزائر استقبالاً استثنائياً لمحمود عباس في مطار العاصمة، إذ حضره رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل (الرجل الثاني في الدولة حسب الدستور)، ورئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى) إبراهيم بوغالي، ورئيس المحكمة الدستورية (الرجل الثالث في الدولة) عمر بلحاج، والوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن، ورئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة. وشارك في مراسم الاستقبال، أعضاء من الحكومتين وسفراء دول معتمدون في الجزائر.
وكتبت الصحيفة الإلكترونية الأشهر في البلاد «كل شيء عن الجزائر»، عن الزيارة بأن «الجزائر تفرش السجاد الأحمر لعباس»، مبرزة أنها «تأتي في سياق توترات حادة بين الرباط والجزائر»، في إشارة إلى قطع العلاقات بين البلدين، الصيف الماضي. وتتهم الجزائر الرباط بدعم حركة تطالب بانفصال منطقة القبائل شرق الجزائر.
وتنظر الأوساط السياسية والإعلامية في الجزائر إلى زيارة عباس، على أنها بمثابة رد من الجزائر على تنقل المسؤولين الإسرائيليين إلى المغرب، منذ التوقيع على اتفاقية التطبيع قبل عام. وسبق لرئيس مجلس الأمة الجزائري أن قال إن اتفاقية الأمن والدفاع التي أمضاها المغاربة مع الإسرائيليين «استهداف مباشر للجزائر».
وصرح وزير الخارجية في الحكومة الفلسطينية، رياض المالكي للإذاعة العمومية الجزائرية، عشية الزيارة أنها «تهدف إلى التنسيق بين فلسطين والجزائر، من أجل أن تكون القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى على جدول أعمال القمة العربية، المقررة شهر مارس المقبل بالجزائر، إلى جانب قضايا أخرى مرتبطة أيضاً بدور الجزائر في الأمم المتحدة، وفي بقية المنظمات الدولية والإقليمية».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.