مخاوف من انتشار «أوميكرون» في الولايات المتحدة

نيويورك تفرض التلقيح الإلزامي على القطاع الخاص

مخاوف من انتشار «أوميكرون» في الولايات المتحدة
TT

مخاوف من انتشار «أوميكرون» في الولايات المتحدة

مخاوف من انتشار «أوميكرون» في الولايات المتحدة

عبّرت مديرة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الطبيبة والعالمة روشيل والنسكي، من مخاوف انتشار المتحور الجديد، قائلة: «من المحتمل أن يرتفع عدد حالات الإصابة بأوميكرون في الولايات المتحدة»، فيما فرض رئيس بلدية نيويورك التلقيح الإلزامي لكل القطاع الخاص.
ووفقاً لموقع «أكسيوس» الأميركي الإخباري، تم بالفعل رصد السلالة المكتشفة حديثاً في 15 ولاية أميركية على الأقل، ما يعزز المخاوف حيال قدرة السلالة المتحورة في التسبب في موجة جديدة من الإصابات. وقال «أكسيوس» إنه رغم أنه لم تتم بعد معرفة ما إذا كانت «أوميكرون» أكثر قدرة على العدوى من غيرها من السلالات السابقة، هناك بعض المؤشرات على أنها قد لا تتسبب في حالات مرضية أشد من السلالات الأخرى.
وفي برنامج «هذا الأسبوع» على شبكة «أيه بي سي» التلفزيونية الأميركية، شددت والنسكي على أنه كلما زادت تحورات سلالة، زادت الحاجة لمزيد من الحصانة للوقاية من الإصابة، مضيفة قائلة: «نحن نمضي فعلياً في تطعيم المزيد من الأفراد والمزيد منهم بالجرعات التنشيطية». وقالت إننا «نعرف أن الفيروس لديه الكثير من التحورات والكثير من هذه التحورات مرتبطة بسلالات أكثر قدرة على العدوى». وأضافت: «ما لا نعرفه بعد هو مدى العدوى الذي ستكون عليه، ومدى نجاح لقاحاتنا، وما إذا كانت ستتسبب في مرض أشد». وقالت إننا «نأمل فعلياً في أن تنجح لقاحاتنا بحيث إنه إذا لم تنجح في منع المرض تماماً، تمنع الإصابة كليا، بحيث يمكن أن تعمل على الوقاية من التعرض لمرض شديد وتحول دون حاجة الناس لدخول المستشفيات».
وفي وقت سابق من اليوم، قال المستشار الطبي للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي إن الولايات المتحدة تراجع حظر السفر المفروض على ثماني دول بمنطقة جنوب القارة الأفريقية، حيث بدأ يتوفر المزيد من المعلومات عن سلالة فيروس كورونا «أوميكرون» وانتشارها. ووفقاً لوكالة «بلومبرغ» للأنباء، قال فاوتشي، في مقابلة مع برنامج «حالة الاتحاد» الذي تبثه شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، إن «الحظر فُرض في وقت كنا فعلياً لا نعرف شيئاً، وليس لدينا أي فكرة عما يحدث».
ويجري مستشارون طبيون أميركيون تقييماً للقيود الجديدة «على أساس يومي»، وعبّر فاوتشي عن أمله في «أن نتمكن من رفع الحظر في فترة معقولة تماماً». وتفرض الولايات المتحدة حظر دخول على القادمين من جنوب أفريقيا وبوتسوانا وزامبيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق ومالاوي. وبينما تم رصد السلالة عالية العدوى فيما يبدو أولاً في دولة جنوب أفريقيا، لم تسجل بعض هذه الدول حالات إصابة بعد. ودفع ذلك مسؤولين دوليين إلى توجيه انتقادات، حيث ربط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأسبوع الماضي، القيود بما وصفه بـ«التمييز العنصري للسفر».
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الدول إلى الالتزام بـ«إجراءات عقلانية ومتناسبة للحد من المخاطر». كانت منظمة الصحة العالمية قد صنّفت سلالة أوميكرون بأنها «مقلقة للغاية».
من جانبه، أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، الاثنين، أن كل موظفي القطاع الخاص ملزمون بالتلقيح ضد «كوفيد – 19» اعتباراً من 27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وذهب دي بلازيو بذلك أبعد من الرئيس جو بايدن الذي أصدر قراراً ينص على إلزامية أن يتلقى اللقاح موظفو الشركات التي تضم أكثر من مائة شخص فقط. وكان يفترض أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ في الرابع من يناير (كانون الثاني) لكنه معلق الآن بموجب قرار قضائي.
وقال عبر شبكة «ام إس إن بي سي» إن «هنا، في نيويورك، قررنا أن نطلق هجوماً احترازياً ضد «كوفيد – 19» لنقوم بخطوة جريئة لوقف تطور كوفيد والمخاطر التي يفرضها علينا». وأشار إلى أن كل «موظفي القطاع الخاص في نيويورك سيكونون معنيين بالتلقيح الإلزامي اعتباراً من 27 ديسمبر» أي نحو 184 ألف شركة.
واعتباراً من التاريخ نفسه، «سيتوجب على سكان نيويورك الذين يتخطى عمرهم 12 عاماً إظهار إثبات يؤكد أنهم تلقوا جرعتين من اللقاح» المضاد لـ«كوفيد – 19»، باستثناء الذين تلقوا لقاح «جونسون آند جونسون»، بحسب رئيس البلدية الذي سيترك منصبه في 31 ديسمبر لإيريك آدمز المُنتخب في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).
وذكر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، أمس، أن إدارة الرئيس جو بايدن تستند في استراتيجيتها بشأن «كوفيد» إلى الأخلاقيات أكثر مما فعل دونالد ترمب، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وقال فاوتشي، وهو مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، إن إدارة ترمب لم تأخذ الأخلاقيات بعين الاعتبار سوى «بقدر قليل»، وذلك في معرض حديثه في منتدى عبر الإنترنت بشأن أخلاقيات الجائحة نظمته منظمة الصحة العالمية. وقال مستشار البيت الأبيض الطبي: «لقد كان الأمر مختلفاً بصورة جوهرية في الإدارة السابقة». وأوضح أن في عهد ترمب كان بعض المسؤولين قلقين بشأن تلك المسائل ولكن السياسات كانت تتحدد أكثر استناداً إلى المسائل السياسية. وأضاف أن الأخلاقيات حالياً «تحرك نقاشاتنا وتحرك اعتباراتنا».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.