عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> مصطفى منصوري، سفير المملكة المغربية، لدى المملكة العربية السعودية والمندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، استقبله الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، في مقر المنظمة، وتناول اللقاء أبرز الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأشاد الأمين العام بدور المملكة المغربية الفاعل في إطار منظمة التعاون الإسلامي ودعمها للعمل الإسلامي المشترك.
> بدر عبد الله المطروشي، سفير دولة الإمارات لدى كوبا والسفير غير مقيم لدى جمهورية الدومينيكان، التقى أول من أمس، وزير خارجية الدومينيكان روبرتو ألفاريز، وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأكد السفير حرص قيادة وحكومة دولة الإمارات على توطيد أواصر التعاون المشترك بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية، معرباً عن حرصه على بذل كل الجهود لتوسيع آفاق التعاون في المجالات كافة، بما يحقق طموحات البلدين والشعبين الصديقين.
> برنارد لينش، سفير أستراليا في عمّان، اجتمع بوزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، لبحث سبل تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين الصديقين. واستعرضت الوزيرة خلال اللقاء، الذي جرى عبر تقنية الاتصال المرئي، واقع العلاقات الثقافية الأردنية - الأسترالية، مؤكدة اهتمام وزارة الثقافة بتعميق العلاقات بين الجانبين على مختلف الصعد. بدوره، أكد السفير اهتمام بلاده بتعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع الأردن، لا سيما الثقافية، داعياً الوزيرة إلى زيارة الجناح الأسترالي في معرض «إكسبو دبي 2020».
> السفير راجح حسين فرحان بادي، سلمّ نسخة من أوراق اعتماده سفيراً لجمهورية اليمنية لدى دولة قطر، أول من أمس، إلى سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، حيث تمنى الوزير للسفير الجديد التوفيق والنجاح في أداء مهامه، مؤكداً له تقديم كل الدعم للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى تعاون أوثق في مختلف المجالات.
> منصور بن عبد الله السليطين، القنصل العام لدولة قطر في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية، اجتمع أول من أمس، مع إريك غارسيتي، عمدة لوس أنجليس، وجرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وأعرب عمدة المدينة عن أمنياته بالتوفيق للقنصل العام في مهام عمله الدبلوماسي.
> في شنغشاو، سفير الصين لدى الصومال، التقى أول من أمس، وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي عبدي سعيد موسي علي، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين. واستعرض اللقاء آفاق التعاون المشترك بين البلدين، وسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية، والأمن والتنمية والتعليم، بالإضافة إلى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وعبّر السفير عن التزام بلاده بتعزيز العلاقات العميقة طويلة الأمد مع جمهورية الصومال، من خلال دفع التعاون متعدد الأوجه لصالح البلدين.
> ماتي لاسيلا، سفير فنلندا لدى العراق، استقبله أول من أمس، رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، وجرى خلال اللقاء التباحث حول الوضع العام في العراق، كذلك تمت مناقشة سبل تعزيز العلاقات بين إقليم كردستان وفنلندا، وأشار السفير إلى الدور الإيجابي لأبناء الجالية الكردستانية في فنلندا، وأعرب عن رغبة بلاده في مواصلة توسيع آفاق العلاقات مع العراق وإقليم كردستان، وخصوصاً في التبادل التجاري والاستثمار.
> سعيد محمد سعيد مرشد المقبالي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية القمر المتحدة، افتتح أول من أمس، مقر سفارة الدولة رسمياً في العاصمة موروني، وذلك تزامناً مع عيد الاتحاد الخمسين. وأكد السفير، أن افتتاح مقر سفارة الإمارات في موروني يجسّد عمق علاقات الصداقة المتميزة بين دولة الإمارات وجمهورية القمر المتحدة، وتطلعات البلدين إلى تعزيزها في المجالات كافة ذات الاهتمام المشترك، وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين وطيدة وأخوية وتشهد تطوراً مستمراً.
> خالد الناصري، سفير المغرب لدى المملكة الأردنية، استقبله أول من أمس، رئيس مجلس النواب الأردني عبد الكريم الدغمي، لبحث أوجه التعاون المشترك مع البلدين في مختلف المجالات. وأكد رئيس مجلس النواب خلال اللقاء على متانة العلاقات الأردنية - المغربية، مؤكداً أن تطابق المواقف حيال العديد من قضايا المنطقة بين الملك عبد الله الثاني وأخيه الملك محمد السادس، يجسّد المعنى الحقيقي لشكل العلاقة القائمة على الثقة والاحترام المتبادل والتناغم في المواقف.
> الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة مكتب منظمة الصحة العالمية لدى مصر، شهدت أول من أمس، إطلاق فعاليات اليوم العالمي للإيدز، وأوضحت أن مصر من الدول ذات المعدل المنخفض بالإصابة بالإيدز، لافتة إلى أنها من الدول القليلة التي وفرت الأدوية كافة ومراكز الفحص والعلاج والدعم للمصابين بشكل مجاني لهم. وأكدت القصير، أنه يمكن للدول الاستفادة من نموذج مصر في التعامل مع الفحوص المتعلقة بالمصابين بالإيدز في ظل جائحة كورونا.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)