مصر: دعم متضرري «سيول أسوان» بقوافل ثقافية

تتضمن عروضاً للفنون الشعبية وورشاً لتعليم الحرف التراثية

وزيرة الثقافة المصرية خلال حضورها فاعلية ثقافية لدعم متضرري السيول (الشرق الأوسط)
وزيرة الثقافة المصرية خلال حضورها فاعلية ثقافية لدعم متضرري السيول (الشرق الأوسط)
TT

مصر: دعم متضرري «سيول أسوان» بقوافل ثقافية

وزيرة الثقافة المصرية خلال حضورها فاعلية ثقافية لدعم متضرري السيول (الشرق الأوسط)
وزيرة الثقافة المصرية خلال حضورها فاعلية ثقافية لدعم متضرري السيول (الشرق الأوسط)

بالتزامن مع الدعم المادي واللوجيستي، الذي تقدمه الحكومة المصرية لمتضرري السيول بمحافظة أسوان (جنوب مصر) أرسلت وزارة الثقافة المصرية قوافل ثقافية إلى حي السلام بوادي العلاقي وقرية غرب أسوان لدعم متضرري السيول وتوفير مناخ وبيئة ثقافية تساهم في إعلاء قيم المواطنة وتساعد على الإبداع.
ودعت وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم الأهالي للاستفادة مما تقدمه القافلة من خدمات ثقافية وإبداعية ودعم لأصحاب الحرف التراثية والتقليدية، كما أعلنت عن اختيار المتميزين ثقافياً وفنياً وفكرياً من أبناء تلك المناطق للمشاركة في مشروع أهل مصر الذي تنفذه الوزارة في المناطق الحدودية.
ووفق بيان وزارة الثقافة المصرية، الذي أصدرته اليوم، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه فإن «القافلة تتضمن عدداً كبيراً من الورش التدريبية في مجالات الخيامية، والخرز، وعجينة السيراميك، وأشغال الجلود، والخوص، وأشغال الحلي، وحكي شعبي وألعاب شعبية، وتعليم الرسم، ودراما مسرحية، واكتشاف المواهب إلى جانب اللقاء الفكرية والتوعوية بالقضايا المجتمعية والتي تهم الأسرة، وأمسيات شعرية، وعروض فنية لفرق الفنون الشعبية «أسوان، توشكى التلقائية، الأقصر، الحرية، الشرقية».
كما دشنت وزيرة الثقافة المصرية مركزاً لتنمية المواهب في مكتبة حي السلام غرب أسوان، مشيرة إلى أن امتداد منظومة مراكز تنمية المواهب إلى جنوب مصر يأتي ضمن استراتيجية اكتشاف ودعم الواعدين، لافتة إلى أن المركز يجسد مبدأ العدالة الثقافية في مصر، ودعت المواهب من أبناء أسوان للالتحاق به للتعبير عن أنفسهم وتحقيق طموحاتهم.
وافتتحت مصر أخيراً عدداً من مراكز تنمية المواهب في مختلف المواقع التابعة لهيئة قصور الثقافة كان أحدثها ببيت ثقافة تمي الأمديد بالدقهلية (دلتا مصر). وتقدم هذه المراكز دورات تدريبية في مجالات «الموسيقى والعزف والغناء، والفنون التشكيلية، والتعبير الحركي، والبإليه والفنون الشعبية وغيرها من مجالات الإبداع.
وتعرضت محافظة أسوان لأمطار وسيول غزيرة في بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تسببت في وقوع خسائر مادية قدرت بنحو 60 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري) بحسب اللواء أشرف عطية محافظ أسوان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.