جائزة «تكريم» للمميزين العرب تعيد إلى بيروت وهجها المشرق

المكرمون المتميزون عن عام 2021
المكرمون المتميزون عن عام 2021
TT

جائزة «تكريم» للمميزين العرب تعيد إلى بيروت وهجها المشرق

المكرمون المتميزون عن عام 2021
المكرمون المتميزون عن عام 2021

تنفّست بيروت الصعداء واستعادت تألقها من خلال الاحتفال بـ«جائزة تكريم» للإنجازات العربية. ففي نسختها الـ11 رغب صاحب هذه المبادرة ومؤسسها الإعلامي ريكاردو كرم في أن تستعيد العاصمة اللبنانية وهجها. فتحولت إليها أنظار العالم من جديد ولكن هذه المرة من باب الثقافة. انطلقت الجائزة من بيروت في عام 2010 وتنقلت حول العالم لتوزع تكريماتها في بلدان مختلفة. وفي عام 2021 اختارت الجائزة، العاصمة اللبنانية مرة جديدة، لإقامة حفلها، ولتؤكد صلابة هذه المدينة ومكانتها على الخارطة الثقافية. «نحن هنا لنعانق الأحلام التي لا حدود لها»، بهذه الكلمات توجه ريكاردو كرم، مؤسس جائزة «تكريم» للإنجازات العربية، إلى الحضور في كازينو لبنان، الذي استضاف الحفل الحادي عشر للمبادرة. وبعد تقرير مصور، عرض على شاشة ضخمة، تحدث كرم عن تاريخ انطلاقة هذه المبادرة وتنقلها بين عواصم العالم كالدوحة وباريس ومراكش ودبي والقاهرة والكويت. جمع الحفل شخصيات عربية تميزت بإبداعاتها في مجالات العلم والتكنولوجيا والتعليم والخدمات الإنسانية والتنمية البيئية المستدامة.
قدمت الحفل المذيعة العراقية ليلى الشيخلي التي أضافت إلى الحدث نكهة إعلامية عريقة، سيما أنها صاحبة خبرة طويلة في هذا المجال. كما تلون الحدث بمساحات موسيقية وفنية بقيادة مايسترو لبنان بعلبكي. قدم مقاطع من أغنيات خليجية معروفة وأخرى لبنانية رحبانية صفق لها الحضور طويلاً مسترجعاً أيام لبنان العز والجمال.
خصص الحفل انحناءة تكريمية للشاعرة اللبنانية الراحلة إيتل عدنان. وبعيد إطلالة على مشوارها الثقافي ضمن تقرير مصور، اعتلت خشبة المسرح الفنانة جاهدة وهبي لتتلو مقاطع من قصائدها الخاصة ببيروت. وختمت وهبي هذه الإطلالة بدندنة بصوتها الرخيم لواحدة من قصائد عدنان، فتركت أثرها على الحضور الذي راح يصفق لها إعجاباً.
حضر خلال الحفل لبنان حامل الرسالة الإنسانية والمتجاوز انكساراته ومشكلاته. وذكر ريكاردو كرم في كلمته أن «بيروت ليست نقطة على الخارطة بل هي الخارطة بحد ذاتها وتقودنا إلى عالم الفن والثقافة».
ومن الجوائز التي توزعت على المكرمين جائزة «المبادرون الشباب» التي تسلمها اللبناني عمر عيتاني عن مؤسسته التي تعنى بتأمين الملبس للعائلات المحتاجة. كما قدمت جائزة «الإبداع العلمي والتكنولوجي» للتونسي محمد سليم العلويني. وحصلت اللبنانية ليلى القيسي على جائزة «الخدمات الإنسانية» عن جمعية البرامج النسائية. هذه الجائزة تقاسمها معها أيضاً الليبي أسامة الثني الذي أطل على المسرح بلباسه التراثي الليبي مهدياً الجائزة لبلده ليبيا. إعادة الثقة إلى مدينة الأحلام بيروت تجلت بتوافد المكرمين إليها من كل حدب وصوب. فتجاوزوا في حضورهم الحصار الممارس عليها بسبب أزمات متراكمة يخوضها لبنان. بعضهم جاء من بريطانيا وآخرون من فرنسا والخليج العربي، فسطروا في حضورهم هذا بقعة ضوء ولمحة أمل لبلد يئن تحت أثقال فرضت عليه. فجاءت جائزة «تكريم» لتصنع التغيير وتعيد الضوء إلى بيروت.
ومن بين المكرمين أيضاً ضمن جائزة «التنمية البيئية المستدامة» شخصيتان واحدة لبنانية رمزي سلمان عن مشروع بكرزاي (القرية الخضراء) في منطقة الشوف في لبنان، والمهندسة العراقية ريا العاني عن دورها في الريادة والتجديد العمراني. أما جائزة «المرأة العربية الرائدة» فتسلمتها السودانية البروفسورة بلقيس بدري عن دورها في تنمية المرأة الريفية في السودان. فيما نال جائزة «القيادة البارزة للأعمال» كارل بستاني من لبنان و«إنجازات العمر» حصلت عليها سعاد العامري من فلسطين. ونالت جائزة الإبداع الثقافي الشيخة حور بنت سلطان القاسمي من إمارة الشارقة. فيما حصدت جائزة «الإبداع في مجال التعليم» مؤسسة «وايز» القطرية.
ليلة من العمر تلونت بجرعات من الثقافة والفن والموسيقى تحت عنوان الإبداع والتميز، أمضتها بيروت بعد غياب، متجاوزة معاناتها وتداعيات «كوفيد – 19»، فجاء هذا الحدث ليسهم في إعادتها إلى الضوء، وليؤكد مرة أخرى أنها مدينة تعلو على آلامها ولا تنكسر.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.