نضال الشافعي: لا أنزعج من ظهوري ضيف شرف

قال لـ «الشرق الأوسط» إن تفاعل السعوديين مع «الملك لير» كان مميزاً

نضال الشافعي ودنيا عبد العزيز في كواليس «حكاية 90 يوم»
نضال الشافعي ودنيا عبد العزيز في كواليس «حكاية 90 يوم»
TT

نضال الشافعي: لا أنزعج من ظهوري ضيف شرف

نضال الشافعي ودنيا عبد العزيز في كواليس «حكاية 90 يوم»
نضال الشافعي ودنيا عبد العزيز في كواليس «حكاية 90 يوم»

أعرب الفنان المصري نضال الشافعي عن سعادته بالعودة للظهور مجدداً على الشاشة بعد تعافيه من الأزمة الصحية التي لاحقته في الأشهر الماضية، من خلال حكاية «90 يوم» ضمن مسلسل «وراء كل باب» وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الحكايات الدرامية لا تتحامل على الرجل المصري مثلما يقال بل هي بمثابة تقدير للمرأة التي عانت كثيراً.
موضحاً أنه لا ينزعج من ظهوره كضيف شرف، لا سيما بعد تصدره لأدوار البطولة في السينما والتلفزيون خلال الأعوام الماضية.
وأشار إلى رغبته في العودة قريبا إلى المسرح بعد مشاركته في تقديم مسرحية «الملك لير» بالسعودية، وكشف أنه يعكف حاليا على استكمال تصوير دوره في مسلسل «شارع 9»... وإلى نص الحوار:
> كيف ترى رد فعل الجمهور حول حكاية «90 يوم» التي تعرض ضمن مسلسل «وراء كل باب»؟
- سعدت بشكل كبير لمشاركتي في حكاية «90 يوم» مع الفنانة دنيا عبد العزيز والقديرة ميمي جمال وجميع الأبطال بعد محنة مرضية لمست خلالها حب الناس، وأعتبر أن تطرق الحكاية لقضية الطلاق والعناد والكبر، وأن من يدفع الثمن هم الأولاد واقع يمس كل بيت مصري وكل زوجين وتحمست لطرحها حاليا بعد ارتفاع ملحوظ في نسب الطلاق بين الأزواج الشباب.
وأرى أن «وراء كل باب» سلسلة من الحكايات التي حققت نجاحاً كبيراً خلال الفترة الماضية وما زالت تحقق، وأرى أنها مطابقة لما يحدث بالواقع... وأرى أن ردود الفعل رائعة بكل المقاييس والناس رأت نفسها في الحكاية، وأيضاً عملي مع شركة «سينرجي» والمخرج أحمد صالح بعد تعاوننا سوياً في فيلم «الديلر» ومسلسل «لحظات حرجة» كان أكثر ما شجعني للعمل.
> ما رأيك في سيطرة المسلسلات القصيرة بالآونة الأخيرة على الشاشات المصرية؟
- أعتبرها تجارب فنية محترمة وليست غريبة على الدراما المصرية فقد نشأنا على السباعيات والخماسيات وهي تجد رواجاً ونجاحاً كبيراً بين الجمهور، وإعادة هذه الحكايات الصغيرة أمر رائع، خصوصاً بعد ارتباطها بقضايا اجتماعية آنية في البيت المصري مثل مشاكل الطلاق والإنجاب والخطوبة والزواج.
> بعض المتابعين يرون أن الكثير من هذه الحكايات الدرامية الاجتماعية تتحامل على الرجل... ما رأيك؟
- إبراز مشاكل المرأة التي عانت بشكل كبير، ليس خطأ لذلك أعتبر هذه الأعمال بمثابة تقدير لدورها، فنحن نقدم حكايات تمس المرأة المصرية لكي ندعمها وهي من تتابع هذه الحكايات بشكل مكثف وهذا ليس معناه التقليل من الرجل فنحن متفقون بأن السمات الحسنة والسيئة موجودة لدى كلا الطرفين والحكاية التي قدمتها لم تتحامل على الرجل بل كان هناك تعاطف كبير معه خصوصاً أنه كان يعاني من زوجة لا تعرف ماذا تريد ومتخبطة في قراراتها.
> وما سبب عدم ظهورك في المهرجانات الفنية على غرار الكثير من الفنانين؟
- لا أدري لمن أوجه لومي، فهناك أشخاص مسؤولون عن كشف الضيوف الذي يذهب إلى مهرجان القاهرة والجونة والإسكندرية والإسماعيلية وغيرها بنفس الشكل رغم أنني قدمت عدة بطولات سينمائية كان آخرها «زنزانة 7» و«خان تيولا» ولي تواجد سينمائي، لذلك أضم صوتي لصوت الفنان علي ربيع بعد كلمته في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي والتي استنكر فيها عدم دعوته للمهرجان من قبل.
> رغم تقديمك أدوار البطولة سينمائياً وتلفزيونياً لماذا توافق على الظهور كضيف شرف؟
- قدمت أدوار الشرف في (بوبوس)، و(إبراهيم الأبيض) بعد أول بطولة لي ولا مشكلة لدي في ذلك ولا أنزعج من ظهوري بهذا الشكل، وأعتبر تقديمي للدور الثاني أيضاً طبيعيا، وقريبا أشارك كضيف شرف في فيلم «في عز الضهر» بطولة مينا مسعود والدور مختلف ومجنون والفيلم بشكل عام يتطرق ويناقش مفهوم وفكرة الهوية.
> شاركت في عرض مسرحية «الملك لير» بالسعودية... كيف ترى تلك المشاركة؟
- المسرح «أبو الفنون» والاختبار الحقيقي للفنان، وقدمت مع الدكتور يحيى الفخراني «الملك لير» في موسمي الرياض وجدة، وأؤكد أن الجمهور السعودي عبقري، ومميز فهم المسرح وخصوصاً مع مسرحية كلاسيكية مثل «الملك لير» التي تقدم شعراً وهم أهل الشعر والفصاحة واللغة وكما أنهم قادرون على تحليل الجمل واستيعابها ليخرجوا منها جوانب جمالية يصفقون لها وأتمنى عرض مسرحيات لي هناك مجدداً.
> حدثنا عن دورك في مسلسل «شارع 9» الذي تعكف على تصويره حالياً؟
- أقدم من خلال العمل دور مهندس يواجه مشكلة ما والعمل ككل يتطرق لطرح مشاكل سكان «شارع 9» وهو يشبه مسلسل «ليالي الحلمية» ونرى خلال الأحداث مشكلة كبيرة وكيف يتعامل سكان الشارع معها حتى تطفو خباياهم وأسرارهم ومشاكلهم على السطح، تأليف حسين مصطفى محرم وإخراج محمد عبد الخالق وبطولة رانيا يوسف ونيرمين الفقي ومحمود عبد المغني.
* شاركت في مسلسلي «هجمة مرتدة» و«الاختيار2» حدثنا عن هاتين التجربتين؟
- شرفت بالمشاركة فيهما، فأنا كنت أتمنى تقديم أدوار الخير بعد تقديمي لأدوار شر في بعض أعمالي على غرار «الشك» و«دلع بنات»، وهذا ما تحقق لي بالفعل وكان مشهدي في «الاختيار2» ترند على السوشيال ميدياً لأنه خرج بصدق وشفافية شديدة وأنا فخور بهذه المشاركة.
> وماذا عن مشروعك الفني «ورد» مع الفنانة حنان مطاوع؟
- لا أعرف متى سيتم استكمال التصوير فيه ولكن من المتوقع استكماله لعرضه خلال رمضان المقبل والأهم هو سعادتي وشغفي للعمل مع الموهبة الاستثنائية والصديقة حنان مطاوع.
> قدمت أعمالا كوميدية من قبل هل لديك نية للعودة مجدداً لتقديم الكوميديا؟
- الكوميديا بالنسبة لي عشق وحالة، خصوصاً عندما أستمع لإطراء الناس، لذلك أنتظر عملا جيدا للعودة وليس لدي مانع.



وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)

في حفل الـ«موركس» بنسخته الـ24 الأخيرة حصد الفنان وليد توفيق جائزة «اليوبيل الذهبي» على مشواره الفني. فهو أمضى حتى اليوم كل هذه السنوات يحقق النجاح تلو الآخر. بالنسبة له فإن التكريمات التي حصدها كانت كثيرة، ولكنه يستطرد قائلاً: «يبقى التكريم الذي ألاقيه في بلدي لبنان له مذاق آخر. كما أن هذا النوع من الحفلات يتيح لي فرصة الالتقاء بفنانين، وخصوصاً بممثلين لا أصادفهم كثيراً. فلمّة الفن عزيزة على قلبي. والتكريم جميل، خصوصاً إذا ما جاء من جهة راقية مثل الـ(موركس دور). فنحن نفتخر بهذه الجائزة اللبنانية الصنع. ونقدّر ما يقوم به الطبيبان زاهي وفادي حلو سنوياً لتنظيمها».

يقول لـ«الشرق الأوسط» إن مشواره كان طويلاً وتخللته صعوبات ومطبّات عدة، ولكن النجاح والفرح كللاه باستمرار. ويتابع: «لقد تعلمّت دروساً كثيرة من كل خطوة قمت بها. ولعلّ الدرس الأهم يتعلّق بعدم التنازل عن مبادئ معينة. فهناك أشخاص يحاولون إغراقك بالخطأ عندما يلمسون نجاحاتك. أصررت على مكانتي الفنية وعرفت كيف أواكب كل جديد. فالمطلوب من الفنان ألا يعيش الركود أبداً. فيبحث دائماً عما يحرّك ويعزز مشواره».

50 سنة من النجاحات لا بد أن يلمسها محاور وليد توفيق في شخصيته الرصينة والقريبة إلى القلب في آن. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عما يستوقفه في مشواره هذا، فيردّ: «عندما أستعيد شريط ذكرياتي أشعر بالغبطة. وأندم في المقابل على عدم إعطاء أولادي الوقت الكافي لأكون بقربهم. راضٍ أنا من دون شك عن مسيرتي، وأهنئ نفسي بحب الناس لي».

مشواره الفني الخمسيني تكلل بالنجاحات المتتالية (وليد توفيق)

يعترف وليد توفيق بأمر يراوده دائماً: «أشعر بأن كل ما مررت به كان مكتوباً لي، ولطالما أحسست بأن قوة ربانية تمسك بيدي وتسيّرني كما تشاء. لا شك أني اجتهدت وتعبت، ولكنّ هناك أمراً أقوى مني ساعدني. أمشي بطريقي على ما يقدّر الله. وعندما أعتلي المسرح لا أحضّر للأمر مسبقاً. فهناك إحساس معين يولد عندي في اللحظة نفسها، فتأتيني الفكرة من دون أي تخطيط لها. وهو ما حصل معي في حفل الـ(موركس دور) الأخير. وكلمتي كانت ارتجالية تترجم مشاعري. وعندما أهديت جائزتي للجيش اللبناني ولشهداء الحرب، كان ذلك وليد اللحظة».

أثناء تكريمه في حفل «موركس دور» واعتلائه المسرح ليتسلمها من الشاعر نزار فرنسيس، قدما معاً ثنائياً شعرياً، وتناولا موضوع الوفاء. فهل يرى الساحة اليوم تفتقد لهذه القيمة الإنسانية؟ «قلّة الوفاء ليست بالأمر المستجد على الساحة الفنية. وحتى في أيام عمالقة الفن مثل الراحلين عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب، كانا يشتكيان من الأمر ذاته. فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن من الضروري التذكير بالوفاء. فهو من أجمل وألذ الأعمال الإنسانية».

لا ينفي وليد توفيق صراعات كانت تشهدها الساحة كي يحافظ الفنان على مكانته، فتقفل الأبواب بوجه موهبة جديدة قد تشكّل عليه الخطر. ويضيف في سياق حديثه: «الفنان الناجح يخاف من دون شك، ولكنه عندما يلجأ إلى هذا النوع من الحروب يكون فاقداً للثقة بنفسه. كما أن عصرنا الحالي قضى على هذه الآفة. وما ساهم في ذلك (السوشيال ميديا). فما عادت الموهبة الجديدة تنتظر من يدعمها كي تبرز تفوقها. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الموضوع ومواهب تحوّلت إلى (تريند) بين ليلة وضحاها».

«لا أحد يسقط إلا من فعل يده»، هكذا يختصر الفنان وليد توفيق اختفاء نجم وصعود آخر. «أشبّه المشهد بمباراة في الملاكمة. فكلما كان الملاكم حذراً ومتنبهاً استطاع التحكم بنتيجة المباراة».

يشير إلى أن بعض هذه الحروب قد يشنها متعهدو الحفلات على فنان، فيضعون النجم في موقف محرج عندما يفرضون عليه مشاركة موهبة جديدة في حفل معين. «بالنسبة لي لقد تعلمت من خبرتي أن لكل فنان طريقه بحيث لا يمكن أن يؤثر عليه طرف آخر. في إحدى المرات طلب مني الغناء في حفل للراحل وديع الصافي. وبدل أن أشعر بالحرج لأنه قد يجتاح الأجواء ويؤثر على إطلالتي طالبت بتقديمه شخصياً على المسرح. كما أن الفنان القدير لا يمكن تغييبه، ولعل أصدق دليل على ذلك هو حفل الـ(تريو الغنائي) الذي نظمه المستشار تركي آل الشيخ. فوضع أهم النجوم في مشهدية واحدة. وأتمنى أن تتكرر مرة أخرى فنجتمع على قلب واحد وإرادة واحدة».

يستعدّ لإصدار أغنية "كبرت البنّوت" لجورج خباز (وليد توفيق)

عرف وليد توفيق كيف يواكب الأجيال بانتقائه اللحن والكلمة المناسبين في أعماله. ويعلّق: «الكلمة تلعب الدور الأكبر في عملية أي تجديد نعبرها. فزياد الرحباني حوّل فيروز إلى موسيقى الجاز. خرجت يومها بعض الأصوات تندد بهذا التغيير. ولكنه عرف كيف يواكب هذا التحول بالكلمة. وعندما تحضر هذه الأخيرة بالشكل المطلوب يسهل علينا الأمر كثيراً».

عاش وليد توفيق فترة الحرب مثل غيره من اللبنانيين بقلق وترقب. وخرج منها بإصرار أكبر على وطنيته. «كانت فترة قاسية جداً، ولكنني تأكدت من خلالها أن السيادة هي التي تبني الأوطان. أتمسك اليوم بلبنان أكثر من أي وقت مضى».

أخيراً شهدت الساحة الفنية مواقف حرجة لفنانين أدرجت على لائحة الذكاء الاصطناعي. فما رأي وليد توفيق بهذا التطور الإلكتروني الجديد؟ يردّ: «إنه سيف ذو حدّين كأي اكتشاف إلكتروني آخر عايشناه. لا شك أنه بدّل في مشهدية الحياة عامة. وأحياناً نتوقع له التمدد والانتشار إلى حدّ يدفعنا للخوف من نتائجه المقبلة. ولكنه في الوقت نفسه وجد حلولاً كثيرة لمشاكل يومية. ومؤخراً أبهرني هذا الاختراع عندما سمعت ديو بصوتينا جورج وسوف وأنا. فقد قدمها لي مفاجأة استوديو التسجيل عندما علم أن الوسوف يحب أغنيتي (لا تسأليني). غناها معي بواسطة الذكاء الاصطناعي فأحببت التجربة».

يتمنى وليد توفيق في فترة الأعياد أن يتوحد اللبنانيون تحت راية واحدة. «علينا أن نكون كمشط الشعر متحدين لا أحد يفرّقنا. وفي العام الجديد أتوق إلى رؤية أرزة لبنان شامخة دائماً على علم بلدي. وأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية أولاً».

وبالنسبة لأعماله الجديدة يقدم وليد توفيق على خطوة سبّاقة. «قريباً سأصدر أغنية جديدة بعنوان (كبرت البنّوت) لجورج خباز. فهو سبق وغناها وتركت أثرها الكبير عندي. ولدي تعاون آخر معه من خلال أغانٍ مختلفة له أنوي تقديمها بصوتي. كما أني أحضّر لـ(ميدلي) يتألف من ثلاث أغنيات قديمة لي أعدت توزيعها، ويتضمن (راح حبيبي) و(غجرية) و(ما أحلاها السمرة)».