عام من الجدل بشأن لقاحات «كورونا»

احتجاجات على إجراءات «كورونا» أمام البرلمان وسط لندن (أرشيفية - أ.ب)
احتجاجات على إجراءات «كورونا» أمام البرلمان وسط لندن (أرشيفية - أ.ب)
TT

عام من الجدل بشأن لقاحات «كورونا»

احتجاجات على إجراءات «كورونا» أمام البرلمان وسط لندن (أرشيفية - أ.ب)
احتجاجات على إجراءات «كورونا» أمام البرلمان وسط لندن (أرشيفية - أ.ب)

من أعمال شغب لمجموعات مناهضة للقاحات ومخاوف بشأن سلامتها، وصولاً إلى تأخر إيصال الجرعات والتنافس المحموم للحصول عليها... فيما يلي لمحة تقدمها وكالة الصحافة الفرنسية عن عام من الجدل المرتبط بالتطعيم:
منذ انطلاق حملة التطعيم في العالم، اتهمت الدول الثرية بتجميع الإمدادات في إطار ما وصفه مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، بنزعات التطعيم «القومية».
وقال في يناير (كانون الثاني)، «تطلق الدول الثرية اللقاحات فيما تتفرج الدول الأقل نمواً في العالم وتنتظر»، وأضاف: «كل يوم يمر، يزداد الانقسام بين ميسوري الحال والمحرومين».

وارتفعت الأصوات في أفريقيا التي تفتقد للقاحات، حيث اتهم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الدول الثرية، بشراء اللقاحات بكميات كبيرة وتخزينها.
وتعطل عمل آلية «كوفاكس»، التي تديرها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين «غافي» وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي، الهادفة إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات، جراء نقص التمويل.
وأفاد تيدروس بأن استعداد الدول الغنية لدفع مبالغ طائلة لتجنب الانتظار لم يساعد.
عندما كانت إمدادات اللقاحات ضئيلة مطلع عام 2021، اندلع خلاف بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على لقاح «أسترازينيكا/أكسفورد»، إذ اتهم التكتل بريطانيا بمنع الصادرات، وهدد بدوره بمنع إيصال الشحنات المصنوعة في الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة.

ورفعت المفوضية الأوروبية دعوى قضائية ضد «أسترازينيكا» على خلفية تأخر الشحنات، قبل التوصل إلى اتفاق لحل المسألة في سبتمبر (أيلول).
كما اتهمت الولايات المتحدة والهند بمنع تصدير اللقاحات المصنعة في معامل على أراضيها.
خيم على حملة التطعيم الجدل بشأن الأعراض الجانبية المحتملة للقاحات التي تم تطويرها في مدة زمنية قياسية، وبالتالي شكك فيها البعض.
تم تعليق استخدام لقاح «أسترازينيكا/أكسفورد» في العديد من الدول في مارس (آذار)، بعدما تم تسجيل حالات نادرة لتجلط الدم.
ورغم أن بضعة دول بينها الدنمارك والنرويج تخلت عن استخدام اللقاح بالكامل، إلا أن معظم الدول سرعان ما استأنفت استخدامها، لكن بشكل اقتصر في كثير من الأحيان على كبار السن. إلا أن القلق المرتبط دفع كثيرين لعدم تلقي اللقاح في دول عدة.

كما ارتبط لقاحا «فايزر/بايونتك» و«موديرنا» القائمان على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (الرنا) بزيادة خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب. ونصحت دول عدة بعدم استخدام لقاح «موديرنا» للشباب.
اندلعت احتجاجات تخللها العنف أحياناً في العديد من الدول خلال الأشهر الستة الماضية على خلفية اشتراط الحصول على الشهادات الصحية للسفر، أو دخول الحانات والمتاجر والمطاعم والمجمعات الترفيهية، التي تظهر بأن حامليها تلقوا اللقاحات أو تعافوا أو خضعوا لفحص «كوفيد» جاءت نتيجته سلبية.
كما رفض سكان دول عديدة التطعيم الإلزامي، خصوصاً للعاملين في مجال الصحة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».