تولي رانغنيك تدريب يونايتد يعني التحول من فكرة «المنقذ» إلى الرؤية الحديثة

فكرة التعاقد مع مدرب كانت له صلة سابقة بالفريق لا تصلح لإدارة نادٍ... ربما باستثناء برشلونة

إقالة لامبارد أثبتت أنه لا يمكن قيادة مدرب لنادٍ عملاق لمجرد أنه كان لاعباً بارعاً (غيتي)
إقالة لامبارد أثبتت أنه لا يمكن قيادة مدرب لنادٍ عملاق لمجرد أنه كان لاعباً بارعاً (غيتي)
TT
20

تولي رانغنيك تدريب يونايتد يعني التحول من فكرة «المنقذ» إلى الرؤية الحديثة

إقالة لامبارد أثبتت أنه لا يمكن قيادة مدرب لنادٍ عملاق لمجرد أنه كان لاعباً بارعاً (غيتي)
إقالة لامبارد أثبتت أنه لا يمكن قيادة مدرب لنادٍ عملاق لمجرد أنه كان لاعباً بارعاً (غيتي)

بعد ستة أشهر من تعيين مانشستر يونايتد لأولي غونار سولسكاير على رأس القيادة الفنية للفريق، قرر تشيلسي أيضاً الاستعانة بخدمات أحد أساطيره السابقين، فتعاقد مع المدير الفني الشاب فرانك لامبارد. ورغم الحب الجارف الذي يتمتع به لامبارد من جماهير «البلوز»، فإنه أقيل من منصبه في يناير (كانون الثاني) بسبب تراجع النتائج، ليحل محله المدير الفني الألماني توماس توخيل، الذي حقق نجاحاً سريعاً. والآن، وبعد مرور 10 أشهر فقط على وصول توخيل إلى «ستامفورد بريدج»، أصبح تشيلسي بطلاً لدوري أبطال أوروبا، كما يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبالتالي، فإن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل كان من الممكن أن يكون مانشستر يونايتد في وضع مماثل الآن لو تعاقد مع توخيل في وقت سابق من هذا العام؟ الإجابة، على الأغلب لا. من المؤكد أن توخيل قد أنجز مهمة رائعة، لكنه يبني عمله على أسس متينة، فتشيلسي يدار بطريقة جيدة، وأبرم صفقات بشكل مدروس، ولديه أكاديمية ناشئين رائعة تمول الفريق الأول الآن بعدد من اللاعبين الرائعين.
ربما سيُنشئ جون مورتو، الذي تم تعيينه كأول مدير لكرة القدم في مانشستر يونايتد في مارس (آذار)، هيكلاً فعالاً في «أولد ترافورد»، لكن في الوقت الحالي لا يزال مانشستر يونايتد تائهاً ويبحث عن المنقذ الذي يخرجه من أزماته وعثراته. لقد كان انتقال الإدارة الفنية للفريق من ديفيد مويز إلى لويس فان غال إلى مورينيو إلى سولسكاير مثيراً للقلق، ليس فقط لأنه يشير إلى أن النادي لا يعرف المسار الذي يريد أن يتجه إليه، ويكرر حالة الفوضى التي عانى منها في حقبة ما بعد مات بسبي قبل نصف قرن من الزمان، ولكن لأنه كشف أيضاً عن وجهة نظر قديمة للغاية فيما يتعلق بالمواصفات التي يجب أن يتحلى بها المدير الفني الناجح. وهذا هو السبب في أن تعيين رالف رانغنيك، أولاً كمدير فني مؤقت ثم كمستشار بعد ذلك، يبدو مهماً للغاية، حيث تعد هذه الخطوة بمثابة تحول إلى الرؤية الحديثة للعبة.
لقد أصبحت كرة القدم ظاهرة ثقافية شائعة في إنجلترا، في وقت ما في أوائل الستينات من القرن الماضي. لقد كانت الجماهير التي تتابع المباريات قبل ذلك الوقت كبيرة للغاية، لكن ظهور التلفزيون هو الذي نقل كرة القدم إلى مستوى جديد. ومنذ أيام قليلة، قال كاتب رياضة الكريكيت العظيم نيفيل كاردوس إن نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1953 – المباراة التي تغلب فيها بلاكبول على بولتون بأربعة أهداف مقابل ثلاثة – كان هو اللحظة التي حلت فيها كرة القدم محل الكريكيت باعتبارها الرياضة الوطنية الأولى في إنجلترا.
لكن ربما كان تأثير تلك المباراة أكبر مما كان يعرفه، حيث كانت هذه أول مباراة كرة قدم في إنجلترا تجتذب عدداً كبيراً للغاية من الجماهير التي تشاهد المباراة عبر شاشات التلفزيون على الهواء مباشرة. وأدى انطلاق برنامج «مباراة اليوم» على قناة «بي بي سي» في عام 1964 إلى تأكيد وتعزيز شعبية كرة القدم، ثم أدى الفوز بكأس العالم بعد ذلك بعامين إلى زيادة شعبية كرة القدم بشكل أكبر.
وخلال تلك الطفرة، تشكلت الكثير من تصوراتنا المسبقة عن كرة القدم، فقد كان هذا هو عصر الأفراد المتميزين والمتفوقين - مات بسبي، وبيل شانكلي، وألف رامزي، ودون ريفي، وتومي دوكيرتي، وبراين كلوف – وقد شكل ذلك نموذج المدير الفني الناجح في عالم كرة القدم. قد يكون هناك إدراك سطحي بأن وظيفة المدير الفني أكثر تعقيداً من ذلك، لكن لا يزال هناك شعور عميق بأن المدير الفني الجديد لا يزال بإمكانه المجيء والإدلاء ببعض التصريحات والكلمات المختارة بعناية أمام وسائل الإعلام وشراء عدد من اللاعبين الجدد وتغيير نتائج ومستوى الفريق في نهاية المطاف.
ومن السهل للغاية تصور أن المدير الفني الجديد سيكون هو المنقذ. إن واقع الأندية الحديثة – شبكات اكتشاف اللاعبين، والتخطيط طويل المدى، وتحليل البيانات الدقيقة بشأن اللاعبين الذين يستهدف النادي التعاقد معهم، وتنمية وتطوير الشباب - بطيء ومعقد، بل وممل في كثير من الأحيان. وبالتالي، أصبحت فكرة القائد الكاريزمي القادر على إحداث ثورة داخل النادي هي الأكثر جاذبية، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى جهد أقل بكثير: نحن نؤمن به حتى النقطة التي تصل فيها الأمور إلى نقطة اللاعودة ويمكن التضحية به، ثم ننتقل للبحث عن مخلص آخر، وهكذا.
ولا يعد الحديث عن «المنقذ» شيئاً جديداً في كرة القدم، والدليل على ذلك أن المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا سبق وأن قال عن برشلونة: «كرويف بنى الأكاديمية، والأمر متروك لنا للحفاظ عليها». لقد صرّح غوارديولا بذلك لأنه كان من الواضح جداً أنه جزء من نسيج النادي، فهو خريج أكاديمية النادي الكتالوني وأحد لاعبيه المميزين، وينطبق الأمر نفسه الآن على تشافي، الذي يبدو مناسباً بشكل طبيعي لتولي القيادة الفنية لبرشلونة.
قد تقتصر خبرات تشافي التدريبية على عامين فقط في قطر، لكن هذا أكثر بكثير من الخبرات التي كانت لدى غوارديولا عندما تولى قيادة النادي الكتالوني في عام 2008، وسجله أفضل من فرانك ريكارد (خروج مخيب للآمال مع منتخب هولندا من الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأوروبية عام 2000 في هولندا، وأول هبوط في تاريخ سبارتا روتردام) عندما تم تعيينه مديراً فنياً لبرشلونة في عام 2003، وكلاهما قام بعمل جيد.
ويبقى السؤال الآن: إلى أي مدى يفهم تشافي هذه الفلسفة؟ هل استوعبها لدرجة أنه قادر على تعديلها وتطويرها اعتماداً على الخصوم والتغييرات خلال كل مباراة؟ وهل هو قادر على نقلها للآخرين؟ أم أنه مجرد مدير فني شاب يردد مجموعة من الشعارات ويعرف بعض الأمور عن طريقة كرويف في التدريب، لكنه لا يعرف كيفية تطبيقها على أرض الواقع داخل الملعب؟ من المؤكد أننا لن نعرف الإجابة عن هذه الأسئلة إلا مع مرور الوقت، لأنه لا يمكننا تقييم الأمور بناء على ما قدمه تشافي في الدوري القطري.
وهناك عدد قليل من الأندية الأخرى التي تعتمد على نفس فلسفة برشلونة – أياكس أمستردام الهولندي بكل تأكيد، وربما ليفربول على الساحة المحلية. لكن معظم الأندية ليس لديها سوى إحساس غامض بما يطلق عليه «الحمض النووي للأندية»، وبالتالي يكون من الخطر الشديد التعاقد مع أي مدير فني لمجرد أنه «يعرف النادي جيداً».
وبعد وفاة فاليري فاسيليوفيتش لوبانوفسكي في عام 2002، تعاقد دينامو كييف مع ستة مديرين فنيين على أمل أن يجد فيهم الخليفة المنتظر للوبانوفسكي، قبل أن يكسر هذه الدائرة المفرغة من التدهور في نهاية المطاف ويتعاقد مع يوري سيمين. وقال أحد هؤلاء المديرين الفنيين الستة، وهو جوزيف سزابو، إنه كلما كان يواجه قراراً صعباً كان يسأل نفسه: «ما الذي كان سيفعله فاليري فاسيليوفيتش في هذا الموقف؟»، من المؤكد أن تخمين القرارات التي كان سيتخذها رجل أصبح الآن في عداد الأموات لا يعد طريقة جيدة لإدارة أندية كرة القدم - لا سيما أن عبقرية لوبانوفسكي كانت تتمثل في قدرته على التكيف.
ويمكن قول الشيء نفسه عن السير أليكس فيرغسون، رغم أنه ربما لم يكن بارعاً مثل كرويف في النواحي التكتيكية. لكن ما هي المعرفة السابقة التي كان من المفترض أن ينصت إليها سولسكاير، ذلك البطل العائد إلى ناديه وقت الحاجة؟ لقد تمكن سولسكاير من إنهاء الأجواء المسمومة التي كانت في النادي خلال الأيام الأخيرة لمورينيو، لكنه لم يتمكن من تحقيق أكثر من ذلك. وبينما يفكر مانشستر يونايتد في المدير الفني الدائم التالي، ربما يكون من المفيد أن يضع في الاعتبار حقيقة أن توخيل لم يكن لديه الحمض النووي لتشيلسي وأن المديرين الفنيين الثلاثة الذين قادوا تشيلسي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لم يكن لأي منهم أي صلة أو علاقة سابقة بالنادي. وبالتالي، فمن غير الجيد اختيار المدير الفني الجديد لمجرد أن له علاقة سابقة بمانشستر يونايتد.


مقالات ذات صلة

قمة لندنية بين آرسنال وتشيلسي بالدوري الإنجليزي

رياضة عالمية آرسنال المنتشي أوروبياً يطمح لتقليص الفارق مع ليفربول عبر بوابة تشيلسي (أ.ف.ب)

قمة لندنية بين آرسنال وتشيلسي بالدوري الإنجليزي

يأمل فريق المدرب الإسباني أرتيتا العودة لنغمة الانتصارات التي غابت عنه في المراحل الثلاث الماضية بالبطولة

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية تسديدة هدسون أودوي في طريقها لشباك مانشستر سيتي (رويترز)

كيف أصبح التأهل لدوري الأبطال في متناول نوتنغهام فورست؟

كان الفوز على مانشستر سيتي في إطار المعركة الشرسة على احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى مهماً للغاية وله دلالة كبيرة

رياضة عالمية كريستيان نورغارد (أ.ف.ب)

نورغارد قائد برنتفورد يخشى إدمان الحبوب المنوّمة

قال كريستيان نورغارد، قائد فريق برنتفورد، المنافس في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، إنه كان يخشى أن يصبح مدمناً للحبوب المنوّمة بعد تناول العقار للتحضير للمباريات

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية واين روني (رويترز)

روني: مانشستر يونايتد يخاف من الملعب... هناك 15 لاعباً يستحقون الرحيل

يعتقد واين روني أن فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم يبدو «تائهاً» و«خائفاً» في الملعب، وأن هناك 10 إلى 15 لاعباً يجب أن يرحلوا من الفريق.

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية نونيز يهدر ركلة الجزاء في المواجهة بين ليفربول وسان جيرمان في دةري الأبطال(رويترز)

نونيز ليس المسؤول عن خروج ليفربول من دوري أبطال أوروبا

هناك شعور لا مفر منه؛ بأن مستقبل نونيز سيكون على المحك خلال الصيف المقبل عندما تتجدد ولاية سلوت


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.