واشنطن وسيول تحدّثان خطط الحرب لمواجهة تهديدات بيونغ يانغ

الرئيس الكوري الجنوبي (يمين) مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)
الرئيس الكوري الجنوبي (يمين) مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)
TT

واشنطن وسيول تحدّثان خطط الحرب لمواجهة تهديدات بيونغ يانغ

الرئيس الكوري الجنوبي (يمين) مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)
الرئيس الكوري الجنوبي (يمين) مع وزير الدفاع الأميركي (أ.ب)

حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس (الخميس)، من أن برنامج كوريا الشمالية الصاروخي، والتقدم الذي تحرزه في مجال الأسلحة، يزعزعان الاستقرار الإقليمي على نحو متزايد، ولهذا فقد قررت واشنطن وسيول تحديث خططهما المشتركة للطوارئ وقت الحرب لمواجهة تهديدات بيونغ يانغ الصاروخية المتطورة، وذلك حسبما أعلنت الدولتان، في دلالة على تعاونهما المتزايد لتعزيز الرادع ضد كوريا الشمالية. وعقد أوستن والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة محادثات عسكرية سنوية مع مسؤولين كوريين جنوبيين. وهو أول اجتماع من نوعه بين الجانبين منذ تولي بايدن المنصب في يناير (كانون الثاني) الماضي، والأخير قبل أن يترك الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه - إن السلطة في مايو (أيار) المقبل.
وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي سوه ووك، عقب المحادثات مع أوستن، إن البيئة الأمنية المتغيرة دفعت البلدين للموافقة على تحديث تخطيط العمليات الطويل الأمد لصراع محتمل مع كوريا الشمالية، وكذلك لمراجعة قيادتهما العسكرية المشتركة، مضيفاً أن التوجيه الاستراتيجي الجديد يأتي في الوقت الذي يتشارك فيه الحلفاء في الحاجة للنظر في خططهم الخاصة بالحرب المحدثة والتغيرات في التهديدات الكورية الشمالية، وجهود إصلاح الدفاع الكوري الجنوبي و«تحول المناخ الاستراتيجي» على وجه العموم.
وتعهدت واشنطن بالحفاظ على مستوى قواتها الحالي في كوريا الجنوبية، التي تبلغ نحو 28500 جندي. وهذه القوات ضمن إرث الحرب الكورية التي دارت رحاها من 1950 إلى 1953 وانتهت بهدنة وليس معاهدة سلام. وستتولى الولايات المتحدة حالياً قيادة هذه القوات في حال نشوب حرب، لكن كوريا الجنوبية تسعى «للسيطرة على العمليات». وقال سوه إن الجانبين أحرزا تقدماً بشأن الوفاء بشروط ذلك النقل.
جاءت تصريحات أوستن في مؤتمر صحافي عقب مباحثاته مع سوه في سيول؛ حيث قال إن الولايات المتحدة تدعو كوريا الشمالية إلى المشاركة في الحوار، مضيفاً أن الدبلوماسية هي أفضل نهج يمكن اتباعه مع بيونغ يانغ، على أن تكون مدعومة بردع فعّال. وأكد أوستن أنه على الرغم من التهديد المتصاعد الذي تمثله برامج الأسلحة الكورية الشمالية ما زالت أميركا على استعداد للحوار مع الحكومة المنعزلة في بيونغ يانغ. وقال: «كما أكدنا أيضاً تقييمنا المشترك أن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية مستمرة في تطوير برامجها للصواريخ والأسلحة، وهو ما يزيد من زعزعة استقرار الأمن الإقليمي».
وكانت دعوات قد طالبت بإعادة كتابة التوجيه الاستراتيجي الذي يعود لعقود مضت؛ حيث يقول المنتقدون إنه أصبح قديماً عقب التطورات الكبيرة في برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن وزير الدفاع الكوري الجنوبي ونظيره الأميركي اتفقا على وثيقة «توجيه التخطيط الاستراتيجي» التي تحدد مسار خطط عمليات الحرب المحدثة خلال الاجتماع التشاوري الأمني السنوي للحلفاء.
لكن تواصل كوريا الشمالية رفض طلبات الولايات المتحدة الخاصة بالدبلوماسية منذ أن تولى جو بايدن السلطة من دونالد ترمب، الذي عقد 3 قمم مع الزعيم كيم جونغ أون.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.