مقتل فلسطيني وإصابة العشرات خلال تشييع جنازة أسير محرر

بيت أمر تودع جعفر عوض باشتباكات مع قوات الاحتلال

صورة مأخوذة عبر إطار تلفزيون محترف تظهر مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في نابلس أمس (إ.ب.أ)
صورة مأخوذة عبر إطار تلفزيون محترف تظهر مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في نابلس أمس (إ.ب.أ)
TT

مقتل فلسطيني وإصابة العشرات خلال تشييع جنازة أسير محرر

صورة مأخوذة عبر إطار تلفزيون محترف تظهر مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في نابلس أمس (إ.ب.أ)
صورة مأخوذة عبر إطار تلفزيون محترف تظهر مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في نابلس أمس (إ.ب.أ)

ذكرت مصادر في المستشفى الأهلي بالخليل، أمس، أن فلسطينيًا قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في قرية بيت أمر، شمال الخليل في الضفة الغربية. وقالت إن الشاب، ويدعى زياد عوض (27 عاما)، أصيب بالرصاص الحي في صدره، خلال مواجهات بين فلسطينيين وجنود الجيش الإسرائيلي، اندلعت في القرية أثناء تشييع جنازة جعفر عوض (22 عاما) الذي توفي، بعد ثلاثة أشهر من الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية لأسباب صحية.
وكان زياد عوض، أصيب بجروح بالغة، نقل على أثرها إلى المستشفى الأهلي في الخليل، حيث فارق الحياة. كما أصيب خلال المواجهات نفسها 3 شبان آخرون بالرصاص الحي، و10 بالرصاص المطاطي، ووقعت عشرات حالات الاختناق.
وكان آلاف من أبناء بيت أمر ومحافظة الخليل، شيّعوا جثمان جعفر عوض، ورددوا هتافات تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الحركة الأسيرة والأسرى المرضى على وجه الخصوص.
وحمّل والد جعفر عوض الاحتلال المسؤول عن استشهاد نجله، مناشدًا الرئيس محمود عباس والجهات المسؤولة، رفع قضية جعفر إلى محكمة الجنايات الدولية.
وقال أمجد النجار، مدير نادي الأسير في الخليل، إنه «باستشهاد عوض، يرتفع عدد الشهداء الأسرى إلى 209». وأضاف قائلا: «إن جعفر لم ولن يكون آخر الشهداء في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الأسرى».
يذكر أن الأسير المحرر، جعفر عوض، اعتقل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، وأفرج عنه قبل أشهر بعد تردي وضعه الصحي، حيث أصيب بالتهاب رئوي حاد داخل السجن. وكان قد تعرض للاعتقال في مرة سابقة، وأمضى ما يزيد على ثلاث سنوات في سجون الاحتلال، على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وحمّل حسام بدران، الناطق باسم حركة حماس، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر جعفر عوض. وقال بدران في تصريح صحافي: «إن الأسير المحرر عوض، عانى هناك من سياسة الإهمال الطبي المتعمدة»، محذرًا من استمرار هذه السياسة، خاصة مع وجود عشرات الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون الاحتلال». ودعا بدران المؤسسات القانونية والطبية الدولية، إلى التدخل لوضع حد لسياسة القتل البطيء التي يمارسها الاحتلال، منبهًا إلى أن الاحتلال يعمد إلى الإهمال الطبي في علاج الأسرى، فضلاً عن إجراء التجارب عليهم.
ولفت إلى استشهاد عدد من الأسرى خلال الفترة الماضية، نتيجة سياسة الإهمال الطبي، وذكر الأسيرين ميسرة أبو حمدية وزهير لبادة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».