لبنان: إطلاق منصة المساعدات الاجتماعية للعائلات الأكثر فقراً

عبر برنامجي «أمان» الممول من البنك الدولي والبطاقة التمويلية التي تنتظر تمويلها

لبنان: إطلاق منصة المساعدات الاجتماعية للعائلات الأكثر فقراً
TT

لبنان: إطلاق منصة المساعدات الاجتماعية للعائلات الأكثر فقراً

لبنان: إطلاق منصة المساعدات الاجتماعية للعائلات الأكثر فقراً

أطلق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أمس منصة دعم البطاقة التمويلية وما يعرف بالبرنامج الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعية (أمان)، وذلك لمساعدة العائلات الفقيرة في لبنان عبر تقديم مبالغ مادية نقدية بالدولار الأميركي، وهي تختلف وفق وضع الأسرة وعدد أفرادها.
وهذه هي المرة الثانية التي تطلق فيها المنصة بعدما سبق لحكومة حسان دياب وقبل تسلم حكومة ميقاتي المهام أن أطلقتها في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما المشترك بين الاثنين أن هذه الخطوة تأتي في غياب التمويل اللازم للبطاقة التمويلية، وهو ما بدا واضحاً أمس في بيان وزارة الشؤون الاجتماعية الذي أعلنت فيه عن آلية عمل المنصة، موضحة أن برنامج «أمان» ممول من البنك الدولي بينما لم توضح طريقة تمويل البطاقة. والبطاقة هي البرنامج القديم الجديد الذي طالما اعتبره المسؤولون تعويضاً للعائلات اللبنانية عن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة الناتج عن رفع الدعم، حتى إن الوزراء المعنيين كانوا قد أكدوا أن رفع الدعم لم يحصل ما لم يتم البدء بتوزيع البطاقة وهو ما لم يحصل، بحيث بات الدعم مرفوعاً بشكل شبه كامل عن كل المواد الاستهلاكية والغذائية ولا سيما منها المحروقات والأدوية ولا تزال البطاقة تنتظر مصدر تمويل لها.
وفي احتفال خصص لهذه الغاية، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «إن ما نحن بصدده اليوم من إطلاق منصة دعم البطاقة التمويلية والمشروع الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعية يهدف إلى تخفيف معاناة أهلنا من الشريحة الأكثر حاجة في لبنان بتمويل ودعم من البنك الدولي والأمم المتحدة، وبمتابعة ومثابرة من المجلس النيابي، وسيتم اختيار المستفيدين من المشروعين وفق معايير شفافة لتأمين المستلزمات الأساسية لحياة كريمة». ولفت إلى أنه «بعد انتهاء مرحلة التسجيل التي ستبدأ اليوم (أمس) لمدة شهرين وستخضع لتقييم واضح المعايير منعاً لأي استغلال، فإن عملية الدفع ستبدأ في مطلع العام المقبل».
وقال ميقاتي إنه في إطار العمل على تحصين هذا المشروع وحمايته أصدر قراراً قضى بتشكيل لجنة فنية لدراسة الجانب الأمني والسيبراني للمنصة والصفحات الإلكترونية المتفرعة عنها برئاسة وزير الداخلية والبلديات، لمنع أي عملية تلاعب بالبيانات أو قرصنة للمعلومات والحفاظ على خصوصيتها».
من جهتها، أوضحت وزارة الشؤون الاجتماعية أن البرنامج الأول وهو شبكة الأمان الاجتماعية «أمان»، مموّل من البنك الدولي، والبرنامج الثاني هو برنامج التغطية الواسعة للمساعدات النقدية المعروف بـ«البطاقة التمويلية»، وتهدف هذه البرامج إلى مساعدة الأسر اللبنانية على مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية الحاليّة وجائحة كورونا والتخفيف من وطأة رفع الدعم وغلاء الأسعار، مشيرة إلى أنه يبدأ التسجيل للبرنامجين بتاريخ 1 ديسمبر (كانون الأول) 2021 ويستمر لغاية 31 يناير (كانون الثاني) 2022.
وشرحت أن برنامج «أمان» يستهدف 150 ألف عائلة لبنانية من الأسر الأكثر فقراً ستحصل على مبلغ شهري قدره 20 دولاراً أميركياً عن كل فرد في الأسرة (6 أفراد كحد أقصى)، بالإضافة إلى مبلغ ثابت بقيمة 25 دولارا أميركيا للأسرة الواحدة، وهو يؤمن أيضا تحويلات نقدية لتغطية النفقات المباشرة للدراسة، لـ87 ألف طفل (أعمارهم بين 13 و18 سنة) من الأسر المستفيدة والمسجلين في المدارس الرسمية بمساريها العام والمهني تتراوح بين 200 و300 دولار أميركي عن كل تلميذ خلال العام الدراسي (حسب الصف والمسار التعليمي)، بالإضافة إلى الرسوم المدرسية التي تدفع مباشرة للمدرسة، مع إشارتها إلى أنه سيتم التحقق من أهلية العائلات المستهدفة من خلال زيارات منزلية للتأكد من صحة المعلومات المقدمة.
أما برنامج البطاقة التمويلية، فيستهدف بشكل مباشر الأسر اللبنانية، باستثناء الأسر المستفيدة من برنامجي «أمان» و«حياة» والأسر الميسورة، مشيرة كذلك إلى أن «التحويلات النقدية المرصودة في البرنامج هي 25 دولاراً أميركياً لكل فرد من أفراد الأسرة، بالإضافة إلى مبلغ 15 دولاراً أميركياً للشخص الواحد البالغ من العمر 65 عاما وما فوق في كل أسرة على ألا تتعدى قيمة المبلغ الإجمالي الـ126 دولارا أميركيا للأسرة الواحدة وسيتم دفع التحويلات ضمن برنامج البطاقة التمويلية بالدولار الأميركي أو ما يعادله بالليرة اللبنانية بحسب سعر الصرف على منصة صيرفة»، مع تأكيدها على أنه يحق لأي ربّ أو ربة أسرة أن يتقدم بطلب للاستفادة من أي البرنامجين.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.