شهدت العاصمة المصرية، أمس، قمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، تناولت سبل تطوير وتعميق أوجه التعاون الثنائي، فضلاً عن التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية.
وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء إسبانيا، عقب مباحثاتهما بـ«قصر الاتحادية»، إن إسبانيا «تعد شريكاً رئيسياً لمصر»، مشيراً إلى أن «التعاون بين البلدين يتم من خلال المنتدى الوزاري المشترك»، وموضحاً أن مباحثاته مع سانشيز «عكست تطابق الرؤى المشتركة لتعزيز العلاقات بين البلدين».
وعبّر الرئيس المصري عن حاجة بلاده إلى زيادة التبادل التجاري بين البلدين، من خلال إتاحة الفرص للصادرات المصرية للنفاذ إلى الأسواق الإسبانية، لافتاً إلى أن المباحثات تناولت أيضاً تعزيز السياحة الإسبانية الوافدة إلى المقاصد السياحية في مصر، خاصة الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وغيرها. وأشار في هذا السياق إلى التدابير الصحية، التي اتخذتها مصر لمنع انتشار «كورونا».
وأضاف الرئيس المصري موضحاً: «استعرضنا سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والثقافية والسياحية والدفاعية في ضوء علاقات الصداقة التقليدية الوثيقة بين البلدين». مؤكداً عزم البلدين «الانطلاق بالعلاقات إلى آفاق أرحب للتعاون الثنائي، بحيث تصبح إسبانيا شريكاً رئيسياً لمصر، ونحن نمضي بخطوات ثابتة على طريق التنمية والتقدم».
كما أشار الرئيس إلى أنه اتفق مع سانشيز على أهمية العمل المشترك، نحو زيادة الاستثمارات الإسبانية في مصر، وضرورة الاستفادة من الفرص الكبيرة، التي توفرها المشروعات القومية العملاقة، الجاري تنفيذها في مختلف ربوع البلاد، خاصة في مجالات النقل والطاقة المتجددة والزراعة وغيرها، مشيراً إلى أنه أكد ورئيس وزراء إسبانيا على الحاجة لزيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين، بالتوازي مع العمل على تحقيق التوازن في الميزان التجاري، وذلك عبر إتاحة الفرصة لمزيد من نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الإسبانية.
في سياق ذلك، أشاد السيسي بالتعاون المصري - الإسباني في العديد من المشروعات الاستثمارية والتنموية المهمة، باعتباره تعاونا ينتظر أن تتفتح أمامه آفاق جديدة، من خلال عقد منتدى رجال الأعمال بين ممثلي القطاع الخاص في البلدين خلال هذه الزيارة، بمشاركة رئيس الحكومة الإسبانية مع مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والذي سيمثل خطوة بناءة، على صعيد توثيق الروابط بين القطاع الخاص على الجانبين، وفتح مجالات جديدة للتعاون المشترك في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية.
كما تناولت المباحثات، وفق السيسي، التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة «كورونا»، مستعرضاً جهود مصر للتعامل مع الأزمة بـ«توازن دقيق» بين تطبيق الإجراءات الاحترازية لاحتواء انتشار الفيروس من جانب، وتأمين استمرار النشاط الاقتصادي، وتفعيل نظم الحماية الاجتماعية لمعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية لهذه الجائحة من جانب آخر.
وقال السيسي إنه حرص خلال مباحثاته على تناول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، محل الاهتمام المشترك، بينها الموقف الاستراتيجي في حوض البحر المتوسط، مشيراً إلى رؤية مصر لأهمية العمل على معالجة بؤر التوتر في المنطقة، من خلال حلول تعيد الاستقرار، وتعزز من قدرة الدول على تحقيق طموحات شعوبها في العيش بأمان وحرية، وتحقيق التنمية المستدامة.
ونقل المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، عن رئيس الحكومة الإسبانية، «تطلع بلاده للعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في جميع المجالات، في ظل الدور المحوري، الذي تقوم به مصر في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والبحر المتوسط. بالإضافة إلى دورها الحيوي في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، وكذا مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ونشر ثقافة التسامح والتعايش واحترام حرية العقيدة».
وأوضح المتحدث في بيان له أن المباحثات تطرقت أيضاً إلى إطلاق «مجلس الأعمال المصري الإسباني المُشترك»، بهدف دفع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، فضلاً عن التباحث بشأن تعظيم التعاون في عدد من المجالات الثنائية، كالبنية التحتية والطاقة، ومعالجة المياه والسياحة، إلى جانب قطاع النقل في مصر، وكذا قطاع الرعاية الصحية، لا سيما في مجال تجميع وتصنيع مُشتقات بلازما الدم، وكذلك مكافحة كورونا وتصنيع اللقاحات.
قمة مصرية ـ إسبانية لبحث تعزيز العلاقات
السيسي وسانشيز أعلنا إطلاق «مجلس أعمال مشترك»
قمة مصرية ـ إسبانية لبحث تعزيز العلاقات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة