التحقيق في استهداف الكاظمي... ثلاثة أسابيع من فقدان السيطرةhttps://aawsat.com/home/article/3334096/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B8%D9%85%D9%8A-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D9%81%D9%82%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%A9
التحقيق في استهداف الكاظمي... ثلاثة أسابيع من فقدان السيطرة
بغداد:«الشرق الأوسط»
TT
بغداد:«الشرق الأوسط»
TT
التحقيق في استهداف الكاظمي... ثلاثة أسابيع من فقدان السيطرة
اثنان وعشرون يوماً هي الفترة التي احتاجتها لجنة عراقية للتحقيق في محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم. ما عرضه مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، أول من أمس، لم يكن سوى تفصيل أكبر لما عرفه الجمهور بعد ساعات من الحادثة، مع تعديلات طفيفة وتناقضات أكبر. طائرتان مسيرتان استهدفتا منزل الكاظمي؛ هذا ما قاله الأعرجي، مناقضاً بذلك إعلانات سابقة لأجهزة أمنية قالت إنها ثلاث طائرات. في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، كتب مسؤول مخابراتي رفيع في إحدى مجموعات «واتساب» المحلية، أن الأعرجي «صحح الخطأ». التفاصيل وإن بدت منظمة ومتسلسلة، لكنها فقيرة المحتوى، ولا تعكس أعمالاً تحقيقية دامت لنحو ثلاثة أسابيع. الجديد في الإعلان أن المحققين اتهموا ضابطاً رفيعاً بالإهمال، حين فجر المقذوف، الذي لم ينفجر على سطح منزل الكاظمي، دون أن يرفع البصمات عنه. في مؤتمر الأعرجي، ورد أنه يطلب من «الأحزاب والحركات السياسية المساعدة بتقديم أي دليل يسهل عمل المحققين»، وهذه عبارة تحمل وجهين؛ أن الحكومة خسرت الفرصة في إكمال التحقيق لضياع الأدلة، أو أنها تريد رفع مستوى الشفافية بإشراك الفعاليات السياسية المشككة أصلاً في الحادث، سوى أن اتهام الضابط الرفيع بالإهمال يرجح الوجه الأول من القصة. تناقض آخر يزيد من التخبط الذي أضر بحادثة جسيمة بحجم استهداف الكاظمي، ذلك أن الأعرجي قال إن «هذا النوع من المسيرات، محلية الصنع، لا يمكن التقاطها من قبل الرادار»، لكنه عاد ليقول إن المسيرة الثانية لم تلتقطها الكاميرات لتعرض الرادار إلى التشويش، ما يعني أن المسيرة التي ظهرت في أشرطة الكاميرات قد رصدها الرادار». والحال، أن تحقيقاً من هذا النوع، لم يعلن حتى الآن عن هوية الجهة المنفذة، لم يوقف اللغط السياسي بين الفعاليات العراقية بشأن الحادثة. لقد استدرجت بسهولة إلى ميدان السجال، وتكاد تخرج من سياقها الجنائي والقانوني. كما أن السجال الدائر بشأن الاستهداف أنعش سوق التشكيك بوقوعه، أو تدبيره من قبل «قوى خارجية». سوق مزدهرة بالاتهامات تتزامن مع أزمة خانقة أسفرت عن نتائج الانتخابات العراقية. وعلى ما يبدو، فإن تدفق المعلومات المنقوصة، أو تضاربها، أو حتى تأخرها، منح القوى السياسية المناوئة للحكومة المبادرة في احتكار الرواية القابلة للتصديق من قبل الجمهور، وإن كانت تخلو من الأدلة. في المقابل، تحتاج القوى المشككة، وهي ذاتها الخاسرة في الانتخابات، إلى ذخيرة متنوعة في معركتها السياسية القائمة على منع السلطات العراقية في تغيير معادلة القوة في العراق، المرسخة منذ عام 2018. ولن تفوت تلك القوى فرصة استغلال الخطاب الرسمي المفكك بشأن محاولة الاغتيال، ثمة جبهة مفتوحة لدحض المعلومات ونسفها بسهولة. وقد يكون إعلان نتائج التحقيق مناسبة لتعظيم هذا الخطاب المناهض. وبعد ثلاثة أسابيع من الحادثة، يبدو أن الأجهزة المشرفة على إدارة ملف الاستهداف فشلت في السيطرة على المبادرة، ووقعت في فخ التردد، فضلاً عن اعتبارات سياسية فرضت نفسها على الحدث.
الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5084337-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B4%D9%8A%D9%83%D8%A9
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.
وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.
ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.
يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.
ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.
أدوات الإصلاح
طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.
ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.
وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.
ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.
ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.
الحل بالتنمية المستدامة
وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.
إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.
واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.
وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.
وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.
ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.