إشادة أممية بالمساعي المصرية لـ«تمكين المرأة»

رئيس الوزراء ناقش التعاون مع مديرة هيئة الأمم المتحدة للمساواة

رئيس الوزراء المصري في القاهرة خلال استقبال المديرة التنفيذية لـ«هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» وممثلة المكتب بالقاهرة (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري في القاهرة خلال استقبال المديرة التنفيذية لـ«هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» وممثلة المكتب بالقاهرة (الحكومة المصرية)
TT

إشادة أممية بالمساعي المصرية لـ«تمكين المرأة»

رئيس الوزراء المصري في القاهرة خلال استقبال المديرة التنفيذية لـ«هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» وممثلة المكتب بالقاهرة (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري في القاهرة خلال استقبال المديرة التنفيذية لـ«هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» وممثلة المكتب بالقاهرة (الحكومة المصرية)

بحث رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، ووكيلة الأمين العام المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة الدكتورة سيما بحوث، تعزيز آليات التعاون بين مصر والهيئة الدولية في مجالات عملها على المستويات المختلفة.
واستقبل مدبولي، بحوث، في القاهرة، مساء أول من أمس، بحضور هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وكرستين عرب، ممثلة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مصر.
ونقل بيان حكومي مصري، عن الدكتورة بحوث، تقدمها بـ«الشكر لمصر على ما حققته في مجال تمكين المرأة»، قائلة إن «ملف المرأة في مصر مُشرف للغاية، بفضل القيادة السياسية الداعمة له»، ومتقدمة في هذا الصدد بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعمه المستمر للمرأة، وجهوده في تمكينها على الأصعدة كافة، لافتة إلى أن الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر في هذا الملف كُللت أيضاً بفوزها بعضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ولجنة وضعية المرأة.
بدوره، هنأ مدبولي المسؤولة الأممية على منصبها الجديد كمديرة تنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، قائلاً: «نفخر بوجودك كقامة عربية على رأس هذه المؤسسة»، معرباً عن ثقته بما ستقدمه من إضافات قيمة لهذه المؤسسة». واستعرض مدبولي الإجراءات المصرية بما في ذلك «التعديلات الدستورية لزيادة تمثيل المرأة في البرلمان الذي وصل إلى 25 في المائة من مقاعد مجلس النواب، فضلاً عن بلوغ نسبة تمثيلها في الحكومة أيضاً 25 في المائة، وتعيينها في مناصب: المحافظ، ونواب الوزراء والمحافظين، ومساعديهم، هذا بالإضافة إلى قرار الرئيس بتعيين المرأة في النيابة العامة ومجلس الدولة، فضلاً عن زيادة نسب التحاق الفتيات بالتعليم الجامعي».
كما تطرق مدبولي إلى «المبادرات التي أطلقتها الدولة لتمكين المرأة اقتصادياً، لا سيما للفئات الأكثر احتياجاً كالمرأة المطلقة، والأرملة، والمرأة المعيلة، وتوفير سبل الدعم لمساعدتها على إقامة المشروعات، وسهولة حصولها على التمويل الائتماني، هذا بالإضافة إلى المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، التي تتضمن برامج كثيرة تستهدف تمكين المرأة في الريف».
وقالت وزيرة التخطيط هالة السعيد، إن الحكومة تعمل على إطلاق العديد من المبادرات ومنها «صحة المرأة»، والتوسع في إنشاء الحضانات ومراكز الرعاية الخاصة بالأطفال لزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، فضلاً عن زيادة مشاركة المرأة في مجالس الإدارات بالبنوك وغيرها، وأضافت أنه «يتم العمل حالياً على توفير مليون فرصة عمل للمرأة من خلال عدد من المشروعات الصغيرة، وتوفير التدريب والتأهيل لها من خلال المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، والأكاديمية الوطنية للتدريب».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.