دراسة: الالتهاب الناجم عن الوزن الزائد يؤدي لأمراض اللثة!؟

دراسة: الالتهاب الناجم عن الوزن الزائد يؤدي لأمراض اللثة!؟
TT

دراسة: الالتهاب الناجم عن الوزن الزائد يؤدي لأمراض اللثة!؟

دراسة: الالتهاب الناجم عن الوزن الزائد يؤدي لأمراض اللثة!؟

يرتبط نوع الالتهاب الناجم عن زيادة الوزن بالعديد من المخاطر الصحية بما في ذلك الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ومشكلات القلب والأوعية الدموية. والآن يقترح بحث جديد أنه قد يكون هناك خطر واحد ربما لم تفكر فيه يتجلى بأمراض اللثة، وذلك حسبما نشر موقع "eat this not that" الطبي المتخصص.
وحسب الموقع، وجدت دراسة نشرت بمجلة "Journal of Dental Research " أن الالتهاب المفرط المرتبط بالسمنة يزيد من كمية الخلايا المثبطة المشتقة من النخاع الشوكي، أو MDSCs تنشأ في نخاع العظام وتتطور إلى أنواع عديدة من الخلايا، بما في ذلك نوع يسمى ناقضات العظم التي تكسر أنسجة العظام.
وعن مسببات وأعراض الاضطراب ثنائي القطب، لاحظ الباحثون أن هذه مشكلة في جميع أنحاء الجسم، لكنها يمكن أن تكون مشكلة في الفم بشكل خاص. ذلك لأن العظام تثبت الأسنان في مكانها، وعندما يضعف هذا الأساس يمكن أن يؤدي ذلك إلى أمراض اللثة وفقدان الأسنان المحتمل.
وفي هذا الاطار، تشير الأبحاث السابقة إلى وجود علاقة واضحة بين السمنة وأمراض اللثة، بينما تظهر الدراسة الجديدة أن ذلك قد يكون بسبب الكميات العالية من ناقضات العظم، كما يقول المؤلف المشارك في الدراسة كيث كيركوود دكتوراه في الطب أستاذ بيولوجيا الفم بكلية بافالو لطب الأسنان.
وعلى الرغم من أن الدراسة فحصت مجموعتين من الفئران (مع مجموعة واحدة تتغذى على نظام غذائي تسبب في زيادة سريعة في الوزن وما تلاه من ارتفاع في الالتهابات) فمن المحتمل أن تكون النتائج متشابهة لدى الأشخاص لأن الآلية واحدة، كما يقول كيركوود؛ الذي اضاف قائلا "لن تفسر هذه العملية العلاقة بين الوزن الزائد وأمراض اللثة فحسب، بل قد تلقي الضوء أيضًا على الآليات الكامنة وراء الأمراض الالتهابية الأخرى المرتبطة بالعظام والتي تميل إلى التطور جنبًا إلى جنب مع السمنة"؛ ويشمل ذلك التهاب المفاصل وهشاشة العظام.
وقد لاحظ بعض الخبراء أن الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يزيد من الاستجابة المناعية لأن الجسم يتأثر بهذا المستوى من الاستهلاك.
واستجابةً لذلك، يولد الجهاز المناعي التهابًا مفرطًا كطريقة للتعامل مع التهديد. فإذا كنت تفرط في تناول الطعام من حين لآخر فهذه ليست مشكلة كبيرة، لأن التهابك سينخفض ​​بمجرد زوال التوتر الملحوظ. ولكن، تناول كميات كبيرة بانتظام واكتساب الوزن نتيجة لذلك سيجعل هذا الالتهاب مزمنًا، وهنا تبدأ المخاطر الصحية في الازدياد.
يقول الدكتور بنت هالفورسن الأستاذ بمعهد أبحاث الطب الباطني بجامعة أوسلو في النرويج "إنه عمل متوازن... ولكن يمكننا تقليل رد الفعل الالتهابي عن طريق فقدان الوزن أو على الأقل من خلال زيادة الوعي بتأثيرات زيادة الوزن".


مقالات ذات صلة

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
TT

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)

استقبل مسرح «الطليعة» في مصر أحد العروض الشهيرة للكاتب الآيرلندي الراحل صمويل بيكيت (1906- 1989)، «لعبة النهاية»، الذي رغم احتفاظه بالروح الأصلية للعمل الشهير المنسوب إلى مسرح العبث، فقد شكَّل إضاءة على مشاعر الاغتراب في الواقع المعاصر. وهو عرضٌ اختتم مشاركته في مهرجان «أيام قرطاج المسرحي» ليُتاح للجمهور المصري في المسرح الكائن بمنطقة «العتبة» وسط القاهرة حتى بداية الأسبوع المقبل.

على مدار 50 دقيقة، يحضر الأبطال الـ4 على المسرح الذي يُوحي بأنه غُرفة منسيّة وموحشة، فيتوسّط البطل «هام» (محمود زكي) الخشبة جالساً على كرسيّه المتحرّك بعينين منطفئتين، في حين يساعده خادمه «كلوف» ويُمعن في طاعته والإصغاء إلى طلباته وتساؤلاته الغريبة التي يغلُب عليها الطابع الساخر والعبثيّ المُتكرّر عبر سنوات بين هذا السيّد والخادم.

يَظهر والد «هام» ووالدته داخل براميل قديمة وصدئة، ويجلسان طوال العرض بداخلها، ولا يخرجان إلا عندما يستدعيهما الابن الذي صار عجوزاً، فيسألهما أسئلة عبثية لا تخلو من تفاصيل عجيبة، ويخاطبهما كأنهما طفلين يُغريهما بالحلوى، في حين يبادلانه أحاديث تمتزج بالذكريات والجنون، ليبدو كأنهما خارج العالم المادي؛ محض أرواح مُحتضرة تُشارك «هام» هلوساته داخل تلك الغرفة.

الأب يؤدي دوره من داخل أحد البراميل (مسرح الطليعة)

في المعالجة التي يقدّمها العرض، يحتفظ المخرج المصري السيد قابيل بأسماء الأبطال الأجنبية التي كتبها صمويل بيكيت من دون منحها أسماء محلّية. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قدَّم المسرح المصري هذه المسرحية قبل 60 عاماً تقريباً في عرض للفنان الكبير الراحل سعد أردش، لكنه كان باللغة العربية الفصحى. اليوم، عالجتُ النص وأقدّمه بالعامية المصرية. احتفظت بالأسماء الأصلية للأبطال وهوياتهم، وكذلك بروح العمل وتفاصيل الحوار فيه، خصوصاً أنّ لهذا العرض الذي ينتمي إلى مسرح العبث فلسفته التي تمسّكتُ بها ضمن قالب جديد».

يؤدّي دور الخادم «كلوف» الفنان المصري محمد صلاح الذي اعتمد جزءٌ كبير من أدائه على الإفراط بحركات سير متعرّجة في محاولاته المُتسارعة لتلبية طلبات سيّده الأعمى، إذ يبدو كأنه في مَهمّات لا نهائية، منها ترتيب البيت الخالي بشكل فانتازي. بالإضافة إلى تردّده الدائم على نافذة الغرفة التي يظّل سيّده يطلب منه وصف ما يدور خارجها، فيصف له الضوء والبحر اللذين لا يدرك إذا كانا موجودَيْن بالفعل أم محض خيال.

على مدار العرض، يظلُّ الخادم يسأل: «لماذا أطيعك في كل شيء؟»، و«متى جئتُ إلى هذا البيت لخدمتك؟»، فيكتشف أنه قضى عمره داخل جدرانه المخيفة، فيقرّر في خطوة خلاص مغادرة خدمة سيّده، فتكون لحظة فتحه باب البيت هي عينها لحظة نهاية اللعبة، حتى وإنْ ظلّ واقفاً أمامه، متوجّساً من الخروج إلى العالم الحقيقي ومواجهة المجهول. لحظة تحدّيه سيطرة سيّده «هام» سرعان ما تبدو كأنها لا تختلف عن «الفراغ» الذي أمامه، بما يعكس فلسفة صمويل بيكيت عن سخرية الحياة، حيث لا يبدو الهروب من عبثها ممكناً أبداً.

الأب والأم في أحد مَشاهد المسرحية (مسرح الطليعة)

يشير مخرج العرض السيد قابيل إلى أنّ «للقضية التي تطرحها المسرحية صيغة إنسانية عابرة للمكان والزمان، وتصلُح لتقديمها في أي وقت؛ وإنْ كُتب النصّ الأصلي لبيكيت في الخمسينات. فكثير من نصوص شكسبير، والنصوص اليونانية القديمة العائدة إلى ما قبل الميلاد، لا تزال قابلة لإعادة تقديمها، وصالحة لطرح أسئلة على جمهور اليوم. وفي هذا العرض أدخلنا بعض الإضافات على الإضاءة والموسيقى للتعبير بصورة أكبر عن دراما الأبطال، ومساعدة المتلقّي على مزيد من التفاعُل».

الفنان محمود زكي في مشهد من العرض (مسرح الطليعة)

وعكست ملابس الممثلين الرثّة حالة السواد التي تطغى على عالمهم، في حين وُظّفت الإضاءة في لحظات المُكاشفة الذاتية التي تتوسَّط سيل الحوارات الغارقة في السخرية والتكرار العدميّ والخضوع التام. فإذا كان السيّد الأعمى والمشلول يعتمد على خادمه في مواصلة لعبة عبثية يتسلّى بها في عزلته، فإنّ الخادم يظلُّ غير قادر على تصوُّر الحياة بعيداً عن قواعد تلك «اللعبة».