سوزان نجم الدين: أجسد دور إعلامية مصرية تحارب الفساد وتفجر الثورة

مُنحت في القاهرة لقب «سفيرة الحب والسلام»

سوزان نجم الدين
سوزان نجم الدين
TT

سوزان نجم الدين: أجسد دور إعلامية مصرية تحارب الفساد وتفجر الثورة

سوزان نجم الدين
سوزان نجم الدين

تقوم حاليا الفنانة السورية سوزان نجم الدين بتصوير العديد من المسلسلات السورية والمصرية التي ستعرض في الموسم الرمضاني المقبل. وقد كُرمت أخيرا في مهرجان القاهرة الفني الثقافي العربي بمنحها لقب «سفيرة الحب والسلام».
وفي حوار معها، تتحدث سوزان لـ«الشرق الأوسط» عن اللقب والتكريم، وعن أعمالها الفنية الجديدة، قائلة: «لقد جرى تكريمي بمهرجان المحبة والسلام، وهو مهرجان عربي ثقافي فني أقيم أخيرا في القاهرة بمشاركة 22 دولة عربية، وبحضور 700 شخصية من فنانين ومبدعين، ومُنِحْتُ لقب سفيرة الحب والسلام، وأنا في كل رحلاتي وأسفاري واتصالاتي مع الخارج كنت أحرص على أن أحمل رسالة محبة وسلام لكل الناس، وكنت سفيرة للحب والتآخي والتعاضد من أجل بناء الوطن ونشر السلام والمحبة، ولديّ إيمان مطلق بأن الحب هو الذي يصنع السلام».
وحول آخر المسلسلات التي شاركت فيها وصورتها أو ما زالت تصوّر دورها فيها توضح سوزان: «في سوريا هناك مسلسل (امرأة من رماد)، وهو من بطولتي حيث أجسّد فيه شخصية (مدام جهاد)، وهي امرأة من رماد وتلخص وطنا عندما يقع تكثر سكاكينه، والشخصية تمر بمراحل عديدة، ومن أجلها اعتذرت عن كثير من المسلسلات العربية في كل مكان لأنني عشقت هذه الشخصية. وهناك مسلسل آخر أنهيت تصويره في مصر وهو بعنوان (كش ملك)، وصار اسمه (ماريونيت)، وهو اسم للعبة، وأجسّد فيه شخصية إعلامية مصرية تحارب الفساد وتقدم برنامجا بعنوان (ملفات مصرية مع نهال الصاري)، وهذا البرنامج هو الذي يفجّر الثورة في مصر. وهناك مسلسل مصري آخر أصور دوري فيه بعنوان (وشّ تاني)، ودوري فيه مختلف وجريء ولا أعرف ما هي نتائجه، فقد تكون سلبية جدا أو إيجابية جدا، وقد تجرأت بقبولي لهذا الدور.. فهو مغامرة فنية أتمنى أن تكون نتائجها إيجابية».
وتضيف: «في مجال السينما أنهيت قبل أيام تصوير فيلم (حب في الحرب)، وهو يتحدث عن الأزمة السورية، وهناك فيلم آخر أنهيت تصويره وهو (قط وفار)، مع محمود حميدة وسوسن بدر ومحمد فراج، ويعرض حاليا في الصالات المصرية، ونتائجه ممتازة إعلاميا وشعبيا. وحاليا أقرأ نصوصًا جديدة، وهناك عرض عربي مهم وعرض مصري، وهما فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني، وسأختار أحدهما لأتمكن من التنسيق بينه وبين ما أعمل به حاليا».
وعن واقع الدراما السورية في ظلّ الأزمة والحرب التي تعيشها البلاد منذ أربع سنوات، تقول سوزان: «لم تصل الدراما إلى مستوى الأزمة على الإطلاق ولم تكن على المستوى المطلوب - للأسف - وهناك منتجون تاجروا بالأزمة السورية دراميا وأسقطوا المرأة السورية أخلاقيا وأسقطوا الفنان السوري دراميا. لقد اسْتُغِلَّ الفنان السوري ماديا من بعض المنتجين، وأنا أرفض هذا الأمر، ولذلك رفضت المشاركة في العديد من المسلسلات لهذه الأسباب. ويجب علينا كفنانين أن نقف مع سوريا دراميًا وليس ضدّها في هذه الأزمة. لا بد أن نحترم دور الفن ومساهمته في الخروج إلى حد ما من هذه الأزمة ولكن لم يتحقق ذلك إلى الآن. وأتمنى أن يكون مسلسل (امرأة من رماد) عودة قوية للدراما السورية. لكن هناك أمورا إيجابية لا بد من ذكرها، وهنا أرفع القبّعة لكل من بقي في سوريا وعمل فيها فنيًا ودراميًا وفي كل مجالات الحياة».
ولسوزان رأي في ما يتعلق بدراما البيئة الشامية توضحه: «هناك بيئة شامية تحترم التقاليد والمرأة، وهناك بيئة شامية لا تحترم المرأة ولا التقاليد، وهي مرت على زاوية مغمورة في حياة النساء. هناك نساء عبقريات ومهمات ومثقفات في البيئة الشامية لم يقدمهن أحد في دراما البيئة الشامية».
وحول ظاهرة مشاركة الفنانين اللبنانيين مع السوريين في مسلسلات السنوات الأخيرة تقول سوزان: «هناك من يعرفون كيف يستغلون فترة الحرب لصالح بلادهم وفنانيهم، وأنا أحترمهم لذلك، واللبنانيون عرفوا كيف يستثمرون فنانيهم وكيف يستثمرون الفنانين السوريين لصالح الدراما اللبنانية، وهذا يُحْتَرَمون عليه، وأتمنى أن تكون الدراما السورية كذلك، أي أن تعمل لصالح الفنان السوري بكل المقاييس، وأن تصنع الفنان السوري بكل معنى الكلمة، وهناك قرار في لبنان أنه يجب أن نصنع دراما لبنانية، ومن الطبيعي أن تنافس الدراما السورية، لكنني أحترم أي شخص يفكّر لصالح بلاده. كما أن لدي رسالة لصنّاع الدراما السورية والفنانين السوريين وهي: تعالوا لنحمي الدراما السورية من الشتات ومن الضياع ومن التشرذم ومن التفرد.. لا بد لنا من أن نأخذ قرارًا في عودة الدراما السورية كما كانت وأقوى».
وعن غياب أنواع من الدراما كانت تشكل ظاهرة في السنوات الماضية ولسوزان مشاركات عديدة فيها تقول: «أنا لست مع تسييس أنواع الدراما، فالمهم العمل نفسه أن تكون له رسالة، وأن يكون مكتوبًا بشكل جيد ويُسْمَع بشكل أجود ويصرف عليه بما يستحق ويخرج إلى النور بشكل مشرّف إن كان العمل كوميديًا أو تاريخيًا أو فانتازيًا أو اجتماعيًا، لا يهم النوع هنا المهم الجودة».
وحول ظاهرة مسلسلات الحلقات الكثيرة المئوية والتي ظهرت أخيرًا في الدراما العربية تقول سوزان: «بالنسبة لي أنا ضد الاستنساخ وضد تقليد الآخرين بشكل مطلق وضد الأعمال العربية التي صنعت ولا تحمل فكرًا ولا ثقافة عربية بل تحمل ثقافة غربية ليست لها علاقة بنا، مجرد اجتماع بين عدة لغات من دون ثقافات ومن دون خلفيات ومن دون بيئات خاصة بكل بلد، فهي مجرد لهجات مختلفة ونجوم من كل بلد. أنا ضد هذا الشيء فإما أن نوظف التجمع العربي الفني بفكر صحيح أو لا.. اتركونا كما نحن».
وحول مزاولتها لهواياتها الشخصية خاصة الرياضية، تقول سوزان: «أمارسها في الطائرة فأنا مسافرة بشكل دائم، لقد كان عندي ناد رياضي لم يعد موجودًا، وكانت لديّ شركة إنتاج أيضا لم تعد موجودة، ولديّ مكتب هندسي هو الآخر لم يعد موجودًا بسبب الأزمة، والحمد لله على كل شيء. أشعر دائما بحزن ويحزّ بنفسي وجودي بعيدة عن أسرتي وأولادي ـ تتنهد سوزان ـ حيث يقيمون هم في الولايات المتحدة الأميركية وأنا متنقلة ما بين سوريا ومصر بسبب ظروف العمل، لكنني في تواصل يومي ودائم معهم».



ماريتا الحلاني لـ«الشرق الأوسط»: «يا باشا» عمل يشبه شخصيتي الحقيقية

تثابر الحلاني على البحث عن التجديد في مسيرتها (ماريتا الحلاني)
تثابر الحلاني على البحث عن التجديد في مسيرتها (ماريتا الحلاني)
TT

ماريتا الحلاني لـ«الشرق الأوسط»: «يا باشا» عمل يشبه شخصيتي الحقيقية

تثابر الحلاني على البحث عن التجديد في مسيرتها (ماريتا الحلاني)
تثابر الحلاني على البحث عن التجديد في مسيرتها (ماريتا الحلاني)

تلاقي أغنية الفنانة ماريتا الحلاني «يا باشا» نجاحاً ملحوظاً، لا سيما أنها تصدّرت الـ«تريند» على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعها تخطو ماريتا نحو المختلف في عالم الغناء الذي عوّدتنا عليه. أما قصة هذه الأغنية فتختصرها بالتالي: «لقد جهزتها لإصدارها منذ فترة. ولكن تأخرت ولادتها بسبب الحرب. فلم أجد الوقت مواتياً لذلك. هذا اللون يجذبني منذ زمن، وكنت متحمسة جداً لغنائه. وشاء القدر أن تبصر النور في هذه الفترة. وربما هو التوقيت الأنسب لإنهاء فترة قاسية عشناها في لبنان بعمل يحمل الفرح».

في أحد مشاهد كليب "يا باشا" من اخراج ايلي رموز (ماريتا الحلاني)

وفي قالب تصويري يعبق بالطاقة الإيجابية نفّذ المخرج إيلي رموز الأغنية. ركّز فيها على شخصية ماريتا الحقيقية، والقائمة على حبّها لنشر الفرح. كما تخللتها مقاطع ترقص فيها على إيقاع الأغنية. أما الأزياء فقد صممها لها إيلي مشنتف. فتألّفت من الجينز في واحدة من تصاميمه. أما الزي الثاني فاعتمد فيه الفستان الكلاسيكي المميز ببريقه. وعن تعاونها مع إيلي رموز تقول: «لقد تعرّفت إليه في مسلسل (نزيف)، وأعجبت برؤيته الإبداعية في الإخراج. فعينه ثاقبة ويعرف كيف يوجّه الممثل ويبرز طاقاته».

اختيارها للأغنية لم يأت عن عبث كما تذكر في سياق حديثها. وبالنسبة لها فكل ما سبق وغنّته تضعه في كفّة، وهذه الأغنية في كفّة أخرى. وتعلّق الفنانة الشابة لـ«الشرق الأوسط»: «قدّمت في هذه الأغنية ما أحبّه من موسيقى وما يشبه شخصيتي.

ولاحظت أني أستطيع سماعها تكراراً، ومن دون ملل. كما أنها ترتكز على طاقة إيجابية لافتة. لم يسبق أن نفّذت عملاً يشبهها، ولو حصل وغناها أحد غيري لكنت شعرت بالغيرة. فهي تمثّل شخصيتي بكل ما فيها من فرح وحب الناس. إضافة إلى موهبة الرقص التي أتمتع فيها، عندما شاركت في مسلسل 2020 وقدمت وصلة رقص تطلّبتها مني أحداث القصة، حازت حينها على رضى الناس وتصدّرت وسائل التواصل الاجتماعي».

تظهر في الكليب بشخصيتها الحقيقية (ماريتا الحلاني)

تقول ماريتا إن «يا باشا» قد تكون فاجأت البعض لأنها تخرج فيها عما سبق وقدّمته. «ولكنني أحب المختلف ومفاجأة الناس، وبذلك أستطيع أن أتحدّى نفسي أيضاً».

كتب الأغنية ولحنها المصريان إيهاب عبد العظيم وعمر الشاذلي. وتوضح: «لطالما فكرت بالتعاون مع عمر الشاذلي، وترجمنا أول تعاون بيننا مع (يا باشا)، واكتمل قالبها مع كلمات خفيفة الظل لإيهاب عبد العظيم. وبتوزيع موسيقي رائع للبناني روي توما».

تضمن لحن الأغنية خليطاً من نغمات شرقية وغربية. فهي عندما ترغب في العبور نحو المختلف تدرس خطوتها بدقة. «أنا مستمعة نهمة لكل أنواع الموسيقى وأبحث دائماً عن النوتات الجديدة. فهذا المجال واسع، وأحب الاطلاع عليه باستمرار ضمن أغانٍ عربية وغربية وتركية. قد يعتقد البعض أن في التغيير الذي ألجأ إليه نوعاً من الضياع. ولكن نحن جيل اليوم نحب هذا الخليط في الموسيقى، وأتمتع بخلفية موسيقية غنية تساعدني في مسيرتي. لا أجد من الضروري أن أقبع في الصندوق الكلاسيكي. فالفن هو كناية عن عالم منوع وشامل. ولكن في الوقت نفسه أحافظ على خطّ غنائي يبرز أسلوبي».

أحب المختلف ومفاجأة الناس وبذلك أستطيع أن أتحدّى نفسي أيضاً

ماريتا الحلاني

قريباً جداً تصدر ماريتا أغنية مصرية جديدة تتبع فيها التغيير أيضاً. «أختبر كل أنواع الموسيقى التي أحبها وما يليق بصوتي وشخصيتي. لا يزال لدي الوقت الكافي كي أرسم هوية نهائية لي».

لم تمرّ أغنية ماريتا «يا باشا» عند سامعها، دون أن يتوقف عند خفة ظلّها وإطلالتها البسيطة والحلوة معاً، كما راح يردد معها الأغنية تلقائياً. فإيقاعها القريب إلى القلب يمكن حفظه بسرعة. تعترف ماريتا بهذا الأمر وتراه نقطة إيجابية في مشوارها. «لقد وصلت سريعاً إلى قلوب الناس وهو ما أسعدني».

أنا مستمعة نهمة لكل أنواع الموسيقى وأبحث دائماً عن النوتات الجديدة

ماريتا الحلاني

وبعيداً عن الغناء تتوقف اليوم ماريتا عن المشاركة في أعمال درامية. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتخذ هذا القرار بسبب رغبتي في الابتعاد. ولكنني شعرت بحاجة لفترة استراحة أتفرّغ فيها للغناء. ففي فترة سابقة صارت اهتماماتي التمثيلية تتجاوز تلك الخاصة بموهبتي الغنائية».

حتى اليوم لم أتلق العرض الذي يحضّني على القيام بتجربة درامية جديدة

ماريتا الحلاني

وتضيف: «اليوم أنا سعيدة بإعطاء الموسيقى الوقت المطلوب. كما أني أجد فيها فائدة كبيرة من خلال اطلاعي الدائم على كل جديد فيه. لن أترك التمثيل بل أترقب الفرصة المناسبة لعودة تضيف لي الأفضل في مشوار الدراما. فآخر أعمالي المعروضة كان (عشرة عمر) منذ نحو السنتين. كما هناك عمل آخر ينتظر عرضه بعنوان (نزيف). وكل ما أرغب به هو إيجاد الدور الذي يناسب عمري. وحتى اليوم لم أتلق العرض الذي يحضّني على القيام بتجربة درامية جديدة».

وعما إذا تراودها فكرة التقديم التلفزيوني، تردّ: «في الفن أكثر ما يجذبني هو الغناء والتمثيل. لم أفكر يوماً بالتقديم التلفزيوني. ولكن لا يستطيع المرء أن يملك أجوبة نهائية في هذا المضمار. فربما عندما تحين الفرصة يصبح الأمر مغايراً».