عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> عبد العزيز بن علي الصقر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس، أقام أول من أمس، حفل غداء لبعثة المنتخب السعودي المشارك في فعاليات الدورة الثامنة للبطولة العربية لألعاب القوى للناشئين والناشئات، المقامة حاليا برادس التونسية، حضر حفل الغداء رئيس الاتحاد العربي لألعاب القوى الدكتور أحمد الفاضلي، ورئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الدكتور حبيب الربعان، ومدير المنتخب السعودي مخلد العتيبي، إلى جانب عدد من منسوبي سفارة المملكة والملحقيات التابعة لها.
> هون هان، سفير مملكة كمبوديا ورئيس لجنة الآسيان في الكويت، شهد أول من أمس، انطلاق فعاليات «يوم عائلة الآسيان»، في حرم جامعة الكويت، الهادف إلى عرض الثقافات المتنوعة والغنية لمجتمع الآسيان، وقال السفير إن الاحتفال بيوم الأسرة يعزز العلاقات الوثيقة والصداقة والتضامن والتفاهم المتبادل بين جميع الأعضاء، عبر الأنشطة الرياضية والألعاب والموسيقى والأطعمة الشعبية والتقليدية من دول الآسيان المختلفة. جاء ذلك بحضور مستشار إدارة شؤون آسيا بوزارة الخارجية صلاح السراوي، ورؤساء البعثات الآسيوية وأبناء جالياتهم.
> رودي دارموند، سفير المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين، قام أول من أمس، بزيارة إلى «مؤسسة الأيام للنشر»، والتقى السفير خلال زيارته رئيس مجلس إدارة المؤسسة نجيب بن يعقوب الحمر، ورئيس التحرير عيسى الشايجي، وعضو مجلس إدارة المؤسسة راشد بن نبيل الحمر، وأسرة هيئة التحرير، وأبدى السفير تقديره لصحيفة «الأيام، » والدور الذي تقوم به بوصفها أبرز صحيفة بحرينية. رافقت السفير مسؤولة الاتصالات في سفارة المملكة المتحدة لدى مملكة البحرين نرمين مهران.
> أزري مت يعقوب، السفير الماليزي لدى لبنان، التقى أول من أمس، وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض، لبحث سبل التعاون بين البلدين لا سيما في مجال التنقيب عن النفط والغاز في المياه البحرية اللبنانية، وإمكانية التعاون في مجال توريد الغاز السائل إلى لبنان، وبناء معامل توليد الكهرباء، ومشاريع المياه. وأبدى السفير استعداد بلاده لتدريب الكوادر اللبنانية في مجالات الطاقة والنفط والمياه. واتفق الجانبان على آلية المتابعة للمواضيع المشتركة والبناء على العلاقة المميزة بين البلدين.
> نيكول شامبين، نائبة سفير الولايات المتحدة الأميركية في القاهرة، زارت، أول من أمس، دير القديس الأنبا شنودة بالجبل الغربي بسوهاج (الدير الأبيض). وكان في استقبالها، بعض الآباء الرهبان، حيث تفقدت معالم الدير، وأبدت إعجابها به كأحد الأديرة القبطية الأثرية المهمة.
> وائل حامد، سفير مصر لدى الهند، استقبله أول من أمس، وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية ف. موراليدهاران، لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والتأكيد على الاعتزاز بالروابط التاريخية التي جمعت البلدين على مدار العقود الماضية، خاصة أن الدولتين ستحتفلان العام المُقبل بمرور 75 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، وأكد السفير المصري حرص القاهرة على تنويع أشكال علاقاتها مع نيودلهي في كافة المجالات بما يخدم مصالح الشعبين.
> محمد أيوب، سفير باكستان لدى البحرين، استضافه أول من أمس، نادي روتاري المنامة، حيث أعرب السفير خلال الاجتماع عن عميق تقديره للنادي على دعوته كضيف شرف في اجتماعه، مشيداً في الوقت ذاته بالدور النبيل الذي يلعبه النادي ونوادي الروتاري الأخرى في مملكة البحرين من تقديم خدمات خيرية تساهم في رفع المستوى المعيشي للفئات المتعففة من أرامل وأيتام ومرضى، الذين يعانون أمراضا مزمنة والعمال الأجانب.
> هيثم صلاح، سفير جمهورية مصر العربية في هلسنكي، شارك أول من أمس، في حفل توقيع إطلاق أول مدرسة فنلندية بريطانية دولية في مصر، أقامته مؤسسة Finnish Global Education Solutions (FGES) في مقرها بهلسنكي، وتأتي المدرسة ضمن مشروع يتضمن افتتاح 6 مدارس فنلندية في مصر، وفي هذا الإطار ألقت السفيرة مارجانا سال سفيرة التعليم بوزارة الخارجية الفنلندية، كلمة أشارت فيها إلى الزخم الذي يشهده التعاون بين مصر وفنلندا، خاصة في مجال التعليم والتعليم المهني.
> الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب في مصر، استقبلها أول من أمس، الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، يرافقها أعضاء البرنامج التدريبي لمستشاري مجلس الدولة الذي تنظمه الأكاديمية. حيث هدفت الزيارة إلى التعرف عن قرب على عدد من المشروعات القومية بمنطقة قناة السويس، وعلى رأسها مشروع قناة السويس الجديدة، وسلسلة الأنفاق العملاقة أسفل القناة، وشاهد الحضور مجموعة من الأفلام التسجيلية التي تسرد تاريخ القناة تطويرها المختلفة.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)