هيئة الأفلام تطلق استراتيجيتها لتطوير قطاع الأفلام والسينما السعودية

جانب من إطلاق الاستراتيجية (واس)
جانب من إطلاق الاستراتيجية (واس)
TT
20

هيئة الأفلام تطلق استراتيجيتها لتطوير قطاع الأفلام والسينما السعودية

جانب من إطلاق الاستراتيجية (واس)
جانب من إطلاق الاستراتيجية (واس)

أطلقت هيئة الأفلام السعودية، اليوم في الرياض، استراتيجيتها لتطوير قطاع الأفلام في المملكة، برعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام، وبحضور نائب وزير الثقافة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الأفلام حامد بن محمد فايز، والرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام والمهندس عبد الله آل عياف، إلى جانب روّاد وصناع السينما بالمملكة وعدد من الشركاء الاستراتيجيين ونخبة من الإعلاميين والمثقفين والفاعلين في مجال صناعة الأفلام.
وأوضح نائب وزير الثقافة، أن استراتيجية هيئة الأفلام ببرامجها ومبادراتها المتنوعة والشاملة، تُمثّل خطوة أولى، وصحيحة، نحو تطوير القطاع، ودعم وتمكين صنّاع الأفلام السعوديين بمختلف تخصصاتهم الإبداعية، مُنوهاً بما للمملكة من مقوّمات كبيرة في هذه الصناعة الواعدة، سواء بالمواهب السعودية المبدعة التي فازت بجوائز في مهرجانات سينمائية إقليمية وعالمية، أو بالأفلام السعودية التي حققت حضوراً لافتاً محلياً ودولياً، فضلاً عن الحراك الإنتاجي الذي بدأ يتنامى في السنوات الأخيرة بفضل المناخ المُلهم الذي صنعته رؤية المملكة 2030.
وفي عرضٍ مرئي للرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، أشار إلى أن إعداد استراتيجية الهيئة لتطوير قطاع الأفلام اعتمدت على منهجية مرنة وشاملة، مضيفاً أن الاستراتيجية تضمنت مبادرات ومشاريع متعددة تخدم القطاع والشركاء، وتُسهم في تحقيق مستهدفات وزارة الثقافة والاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030، من خلال تحقيق النمو في قطاع إنتاج الأفلام السعودي وتحويله إلى صناعة منتجة ومنافسة، تضمن إنتاج محتوى سينمائي محلي جذابٍ للجمهور السعودي والدولي، وتقديم المملكة كمركز عالمي رائد لإنتاج الأفلام في منطقة الشرق الأوسط.
وتضمن الحفل ثلاثة عروض مرئية، جاء أولها بعنوان «في البدء كانت السينما»، أما الثاني فجاء بعنوان «ماذا يريد السينمائيون؟» والثالث: نبدأ من حيث انتهينا، إلى جانب فقرات موسيقية، وخلفيات تزينت بجداريات تضم صوراً لرواد السينما السعودية، وكذلك صور من سينما الأحواش وبدايات السينما المحلية.
وكشفت الهيئة عن تفاصيل استراتيجيتها التي استندت في بنائها على مقارنة معيارية مع أهم 20 دولة في صناعة السينما، لاستخلاص أفضل الممارسات المُتبعة من أجل صياغة استراتيجية شاملة لقطاع الأفلام السعودي تأخذ في الاعتبار متطلبات المرحلة واحتياجات صنّاع الأفلام السعوديين باختلاف تخصصاتهم، وخلصت المقارنة المعيارية إلى تحليل الوضع الراهن، والوصول إلى تعريفٍ للقطاع، ومهام واختصاصات الهيئة، إضافة للمبادرات والبرامج والمشاريع، والأهداف الرئيسية.
وحددت استراتيجية الهيئة رؤية تتمثل في «ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي لصناعة الأفلام في قلب الشرق الأوسط»، فيما نصت رسالتها على «بناء وتنمية قطاع أفلام سعودي إبداعي وتعزيز قدراته على مستوى الأسواق المحلية والدولية»، وذلك بالارتكاز على ستة ركائز استراتيجية هي: تطوير المواهب، والبنية التحتية، والإنتاج المحلي في المملكة، والإنتاج الدولي في المملكة، والإطار التنظيمي، وتوزيع الأفلام وعرضها، لتخرج الاستراتيجية بستة أهدافٍ استراتيجية مقترنة بالركائز، وهي: ضمان وصول قطاع الأفلام في المملكة إلى المواهب المؤهلة بتكلفة تنافسية، وضمان حصول قطاع الأفلام السعودي على المرافق والخدمات المناسبة وبتكلفة تنافسية، وتحفيز الإنتاج المحلي للأفلام في المملكة، إلى جانب جذب الإنتاج العالمي للأفلام للمملكة، وخلق بيئة تنظيمية مناسبة تعزّز تنمية قطاع الأفلام، وتحفيز الطلب على الأفلام السعودية في الأسواق المحلية والعالمية المُختارة.
وستعمل هيئة الأفلام وفق الاستراتيجية على 19 مبادرة استراتيجية تهدف في مجموعها إلى خلق حراك كبير في قطاع الأفلام بالمملكة، وتوفير بنية تحتية للإنتاج السينمائي، وتمكين المواهب والقدرات السعودية.
وهذه المبادرات هي: التعليم والتدريب، وبرنامج التوعية المهنية، واستقطاب المواهب وتنميتها، ومجمّع الأفلام، وشبكة استوديوهات الإنتاج الإقليمي، ومعارض لقطاع صناعة الأفلام، وبرنامج تحفيز صناعة الأفلام، وبرنامج حوافز الأفلام السعودية (المنح، والاسترداد، وغيرها)، والعضويات والشراكات، وبرنامج تطوير الأعمال، وبرنامج تعزيز الإنتاج المشترك، ودعم أنظمة الإنتاج، ودعم أنظمة العرض، وتقنين إجراءات الترخيص وشهادات عدم الممانعة، وتنفيذ المبادئ التوجيهية لقطاع الأفلام الدولي، والمعارض وشراكات التوزيع والدعم، والأرشيف الوطني للأفلام، وفعاليات السينما السعودية المحلية والعالمية، ومنصة إلكترونية لخدمات المعلومات والتسهيلات، وترجمت استراتيجية الهيئة مبادراتها إلى 46 مشروعاً من المقرر أن تنفذها على مراحل زمنية محددة.
وأوضحت الهيئة أن استراتيجيتها صُممت من أجل تحقيق ثلاثة من أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة لعام 2030، وهي: المساهمة المباشرة للهيئة في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة عدد فرص العمل في قطاع الأفلام، وزيادة عدد الأفلام الطويلة المنتجة محلياً.
وحددت الاستراتيجية سبعة مؤشرات لقياس أداء الاستراتيجية ومستوى إنجازها، تتمثل في: عدد الأفلام المنتجة محلياً، ونسبة المحتوى المحلي على منصات العرض، وعدد شاشات السينما، ومساحة مناطق التصوير داخل استوديوهات الإنتاج في المملكة، وعدد الطلاب المسجلين في تخصصات الأفلام في المملكة، والنسبة المئوية لمعدل الرضا العام عن سهولة ممارسة الأعمال، وإيرادات العرض للأفلام السعودية (طويلة وقصيرة) والمسلسلات السعودية محلياً وعالمياً عبر قنوات العرض التقليدية والرقمية، حيث ستعطي هذه المؤشرات قياساً دقيقاً لمدى تقدم عملية تنفيذ الاستراتيجية.
وتعد هيئة الأفلام واحدة من 11 هيئة ثقافية تابعة لوزارة الثقافة أنشئت في شهر فبراير (شباط) من عام 2020 بقرارٍ من مجلس الوزراء، وستتولى الهيئة وفق الاستراتيجية مهاماً متعددة تتمثل في إدارة وتنظيم قطاع الأفلام، ودعم وتمكين صنّاع الأفلام، وتطوير بيئة الإنتاج، وتسويق الأعمال السعودية محلياً ودولياً، إضافة إلى تحفيز المؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى.


مقالات ذات صلة

ريهام حجاج: انشغالي بالدراما أبعدني عن السينما

يوميات الشرق الفنانة المصرية ريهام حجاج (صفحتها على «فيسبوك»)

ريهام حجاج: انشغالي بالدراما أبعدني عن السينما

أعلنت الفنانة المصرية ريهام حجاج أنها ستخوض تجربة سينمائية جديدة قريباً؛ تعكف على قراءة السيناريو والتحضير لها، مؤكدة أن الدراما شغلتها وأبعدتها عن السينما.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق عرض أكثر من 18 فيلماً سعودياً خلال عام واحد (هيئة الأفلام)

شباك التذاكر السعودي: أكثر من 845 مليون ريال في عام واحد

نمو استثنائي كشفت عنه الأرقام الرسمية لأداء شباك التذاكر في السعودية لعام 2024.

يوميات الشرق فيلم «استنساخ» تناول تجربة حب بالذكاء الاصطناعي (الشركة المنتجة)

«استنساخ»… فيلم مصري يتناول قصة حب بالذكاء الاصطناعي

انطلاقاً من رؤية مستقبلية للذكاء الاصطناعي وتحكمه بأمور حياتية كثيرة، تدور أحداث الفيلم المصري «استنساخ» الذي يُعيد بطله سامح حسين إلى صالات العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)

مخرجة لبنانية تعبّر عن حبها لمصر بـ«هرتلة في القاهرة»

في خامس أفلامها الطويلة «هرتلة في القاهرة» تخوض المخرجة اللبنانية - الكويتية فرح الهاشم تجربة مختلفة.

انتصار دردير (القاهرة )
سينما ليليان غيش في لقطة من «مولد أمّة»  (غريفيث بروكشنز).

«مولد أمة» يصوَّر التاريخ منحازاً ويدين «الأفارقة»

في عام 1916، أقدم رجل أبيض يُدعى هنري بروك على إطلاق النار على فتى أسود يبلغ من العمر 15 عاماً يُدعى إدوارد ماسون، وذلك بعد مشاهدته لفيلم «مولد أُمّة»

محمد رُضا (لندن)

فيضُ الذاكرة يُجابه شحَّ المطر... الفلسطينية «بنت مبارح» تُقاوم بالموسيقى

تُعلن التزامها بنسق آخر من المعرفة يُعاش ولا يُدرَّس (صور «بنت مبارح»)
تُعلن التزامها بنسق آخر من المعرفة يُعاش ولا يُدرَّس (صور «بنت مبارح»)
TT
20

فيضُ الذاكرة يُجابه شحَّ المطر... الفلسطينية «بنت مبارح» تُقاوم بالموسيقى

تُعلن التزامها بنسق آخر من المعرفة يُعاش ولا يُدرَّس (صور «بنت مبارح»)
تُعلن التزامها بنسق آخر من المعرفة يُعاش ولا يُدرَّس (صور «بنت مبارح»)

تُفضّل الفنانة الصوتية والموسيقية الفلسطينية المعروفة باسم «بنت مبارح» اعتمادَ اسمها المسرحي، والابتعاد عن ذِكْر اسمها الحقيقي. وُلِد هذا الاسم من غياب المُعلّم؛ ذاك الغياب الذي شكَّل ملامح تجربتها، ليُصبح الاسم ذاته اعتراضاً صامتاً، وتوثيقاً حيّاً لواقع فنّي نشأ خارج أسوار المعهد، حيث يغيب المرشد الموسيقي، لتتقدَّم مساحاتٌ فارغة تُملأ بالتجريب. هو اعترافٌ شفّاف يحمل في جوهره تمرّداً: «أنا غير موسيقية»، تقولها لـ«الشرق الأوسط»، وكأنها تُعلن التزامها بنسق آخر من المعرفة، يُعاش ولا يُدرَّس.

ممارسات «بنت مبارح» تنتمي إلى حقل الصوت والفعل، مُتجذِّرةً في البحوث، والتقاطُع مع التراث الشعبي الفلسطيني، حيث تُعاد قراءة الدلالات عوض استنساخها. التقيناها في فترة الاستراحة بين الجلسات الحوارية ضمن برنامج «مفكرة أبريل» التابع لبينالي الشارقة، وهناك شدَّدت على ابتعادها عن التقنية الأكاديمية. فنُّها وليد التجربة، يستغني عن المنهج؛ ووليد احتكاك دائم مع الذاكرة، والواقع. تقول: «نحاول إيجاد ديمومة للتراث الفلسطيني عبر التجريب، لا عبر التقليد. نقرأ التراث، ونحاوره، عوض أن نُعيد تمثيله فقط».

اسمها توثيق حيّ لواقع فنّي نشأ خارج أسوار المعهد (صور «بنت مبارح»)
اسمها توثيق حيّ لواقع فنّي نشأ خارج أسوار المعهد (صور «بنت مبارح»)

في عرضها، «طوفان الطقوس»، تُقدّم مقطوعات صوتية وموسيقية مُستَلهمة من الفولكلور الفلسطيني المُرتبط بالماء. عرضٌ يقف في وجه الإبادة، سواء كانت جينية، بيئية، أو معرفية. تُسائل من خلاله العلاقة الحميمة بين الصوت والماء؛ تلك الأغنيات التي رافقت مواسم المطر والاستسقاء، والتي كانت تُغنَّى تبجيلاً، وتوسّلاً، ومقاومة. عبر أغنيات البحر، وأغنيات المطر، والشهادات الحيّة، والمقاطع الأرشيفية، تتأمّل الفنانة في البُعد السياسي والشعري لهذه التقاليد، وترى في الأغنية وسيلة تعليمية مشبَّعة بالحكمة البيئية، وفي المسطحات المائية، شاهدةً حيَّة على ذاكرة جمعية.

سردية شحّ المياه في فلسطين محور أغنياتها (صور «بنت مبارح»)
سردية شحّ المياه في فلسطين محور أغنياتها (صور «بنت مبارح»)

نسألها عن ارتباطها بأغنيات الماء، فتعود إلى سردية شحّ المياه في فلسطين؛ تلك التي روَّج لها الاحتلال في إطار السردية الاستعمارية، حتى أصبحت كأنها واقعٌ غير قابل للجدل: «من خلال أغنيات الاستسقاء، نفهم أنّ الاحتلال الإسرائيلي ليس مَن يُخبرنا ماذا يحدث في أرضنا؟ ولا هو مَن يسأل، أو يُحصي نسبة المتساقطات كلّ عام. لسنا بحاجة إلى منطقه كي نعرف أرضنا. الماء هو مفتاح موسيقاي».

تفتح «بنت مبارح» أبواب الأسئلة: «هل نحن حقاً في أزمة شحّ مياه؟ أم أنّ ذلك ما يريد لنا الاحتلال أن نُصدّقه؟ كيف يكون هناك شحّ والمستوطن يسيطر على برك المياه؟ كيف يُحدِّث الناس عن الجفاف، وهو مَن ينعم بمزارع المانجو مثلاً؟».

ترفض الاستقلالية المسروقة حتى في زراعة حديقة المنزل (صور «بنت مبارح»)
ترفض الاستقلالية المسروقة حتى في زراعة حديقة المنزل (صور «بنت مبارح»)

تؤمن بأنَّ في الغناء تكمُن أشكال حوكمة فلسطينية أصلانية، تتحدَّى هذه السرديات من جذورها. وتسترجع صلاة الاستسقاء في قريتها القريبة من نابلس، الهادفة إلى إعادة التوازن في توزيع المطر، فتُشير إلى أنّ هذه الممارسات موثَّقة في الأغنيات الشعبية، وهي تحفظ ذاكرةَ الشكّ بواقع مفروض، يُقال إنه «شحّ»، لكنها تراه بنظرة أخرى. تروي: «حين زرتُ بلدات في فلسطين، وسألتُ نساءً عن أغنيات الاستسقاء، وجدتُ أنّ هذه الأغنيات ترتبط بمواقع جغرافية محدّدة جداً. يعنيني المطر، ويُشكل محور ذكرياتي، كما ظلَّ شاغلي منذ الطفولة. كبرتُ وسردية الاحتلال لا تفارقني: ممنوع تجميع الأمطار في مناطق (باء) و(جيم)، بينما في مناطق (ألف)، المحدودة فقط في الضفة الغربية، يُسمح بذلك. لقد سُرِقت استقلاليتنا، حتى في زراعة حديقة المنزل».

شغلها المطر منذ الطفولة (صور «بنت مبارح»)
شغلها المطر منذ الطفولة (صور «بنت مبارح»)

ترعرعت في فلسطين، وتقيم اليوم في لندن، لكنها تَحفُر دائماً نحو تلك المعلومات الدفينة التي لا تظهر في الوثائق الرسمية. فما تصنعه «بنت مبارح» هو «خريطة مؤدّاة»، لا تُقرأ في الكتب، ولا تُرسم على الورق، وإنما تنبض في الذاكرة، ونَفَس العيش. تقول: «هذه الخريطة كانت مفاجأتي الكبرى خلال بحثي، فقد تعلّمتُ منها كيف نُحاكي المطر، وكيف نحكم ونُطالب بالعدل في توزيع المياه. إنها خريطة نرسمها بغنائنا، بصوتنا، بجغرافيتنا التي لا تنفصل عن أجسادنا».

في فنّها، يتجسّد الموقف عبر الارتجال. ترفض التسجيلات الثابتة، وتصرُّ على الغناء المباشر، كونه نوعاً من التوثيق الحيّ، إلى درجة أن يصبح الصوت ذاته فعلاً سياسياً: «أحاولُ القول من خلال الغناء إنّ هناك إنساناً حيّاً يتقن الأداء، ويوثِّق عبر النَّفَس، لا عبر الميكروفون فقط. ما أبحث عنه هو توثيق حيّ يتجاوز الخيال التراثي. على المسرح، نُعلن وجودنا».

بصوتها، وارتجالاتها، وبإيمانها بأنّ الموسيقى يمكن أن تكون طريقة للعيش لا مجرَّد تقنية، تُعيد «بنت مبارح» تعريف المُعاصَرة الفلسطينية، حيث يتحوّل المطر إلى نغمة، والأغنية إلى مقاومة، والصوت إلى خريطة بديلة للوطن.