«الناتو» يحذر روسيا من «ثمن باهظ» إذا اجتاحت أوكرانيا

بلينكن يحضر اجتماعات أمنية لدول الحلف... وزيلينسكي يكشف عن محاولة انقلاب ضده

قال ستولتنبرغ أمس (الجمعة) إن روسيا حشدت عتاداً عسكرياً ثقيلاً ودبابات وقوات قتالية قرب أوكرانيا (إ.ب.أ)
قال ستولتنبرغ أمس (الجمعة) إن روسيا حشدت عتاداً عسكرياً ثقيلاً ودبابات وقوات قتالية قرب أوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

«الناتو» يحذر روسيا من «ثمن باهظ» إذا اجتاحت أوكرانيا

قال ستولتنبرغ أمس (الجمعة) إن روسيا حشدت عتاداً عسكرياً ثقيلاً ودبابات وقوات قتالية قرب أوكرانيا (إ.ب.أ)
قال ستولتنبرغ أمس (الجمعة) إن روسيا حشدت عتاداً عسكرياً ثقيلاً ودبابات وقوات قتالية قرب أوكرانيا (إ.ب.أ)

حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، روسيا، من أن أي استخدام للقوة ضد أوكرانيا سيكون له ثمن باهظ على موسكو. وقال ستولتنبرغ أمس (الجمعة)، إن روسيا حشدت عتاداً عسكرياً ثقيلاً ودبابات وقوات قتالية قرب أوكرانيا. وأضاف أنه يتوقع من الحكومة الألمانية الجديدة، إنفاق مزيد على قواتها المسلحة، مرحّباً بقرار مواصلتها استضافة أسلحة نووية غربية في ألمانيا.
وحظي التوتر المستمر على الحدود الأوكرانية - الروسية، بمناقشات خاصة في المؤتمر الوزاري للدفاع، المعروف باسم «ب9»، لدول الجناح الشرقي في حلف شمال الأطلسي، الذي انعقد افتراضياً في العاصمة الرومانية بوخارست. وحضر الاجتماع نائبة وزير الدفاع الأميركي كاثلين هيكس، ووزراء من رومانيا وبولندا وبلغاريا وتشيكيا وإستونيا والمجر وليتوانيا وسلوفاكيا. وأكدت نائبة وزير الدفاع الأميركي التي خاطبت المجتمعين، التزام الولايات المتحدة بواجباتها تجاه الجناح الشرقي للحلف، وعلقت على «الأنشطة» الروسية الأخيرة حول أوكرانيا، وأزمة المهاجرين على الحدود البيلاروسية مع الاتحاد الأوروبي، و«المنافسة الاستراتيجية» مع جمهورية الصين الشعبية.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن سيتوجه إلى لاتفيا والسويد الأسبوع المقبل، لحضور اجتماعات أمنية لحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وإجراء محادثات ثنائية. وتأتي الزيارة، التي ستتم بين 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري و2 ديسمبر (كانون الأول)، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين روسيا والحلف بعد حشد قوات روسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
في هذا الوقت، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس (الجمعة)، أن مجموعة من الروس والأوكرانيين يخططون للقيام بانقلاب في أوكرانيا الشهر المقبل، وأن المتآمرين يحاولون الاستعانة بأغنى رجل في البلاد، رينات أحمدوف، أحد أبرز رموز «الأوليغارشية» الأوكرانية. وسبق لزيلينسكي أن وعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ببذل جهود للحد من سطوة هذه الفئة من رجال الأعمال، وهيمنتها على الأنشطة الاقتصادية والتجارية وتأثيراتها السياسية وسيطرتها على أبرز وسائل الإعلام.
وكشف زيلينسكي، خلال مؤتمر صحافي، أن التسجيلات الصوتية، التي حصلت عليها أجهزة الأمن الأوكرانية، رصدت مناقشات بعض «المتآمرين» لخططهم، وبأنهم تطرقوا إلى اسم أحمدوف، لإشراكه في مؤامرتهم، لكنه أكد أن الأخير ليس متورطاً فيها فعلياً. وقال زيلينسكي: «أعتقد أن أحمدوف يُجر إلى الحرب ضد أوكرانيا». «هذا سيكون خطأ كبيراً، لأنه من المستحيل محاربة الشعب، ومواجهة رئيس منتخب من قبل شعب أوكرانيا». وقال زيلينسكي إن الانقلاب المزعوم مخطط أن يتم تنفيذه في الأول أو الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.
وحظيت التوترات المتزايدة بين زيلينسكي وأحمدوف، باهتمام وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة، بعد الحملة التي أطلقها زيلينسكي «لإزالة الأوليغارشية»، وتقليل التأثير السياسي لأغنى أغنياء أوكرانيا، الذين يسيطرون على أقسام رئيسية من الاقتصاد. ويمتلك أحمدوف، قطب التعدين والصلب، وسائل إعلامية زادت في الأسابيع الأخيرة من انتقاداتها لزيلينسكي وإدارته. وتأتي تصريحات زيلينسكي أيضاً على خلفية التوترات المتصاعدة بين كييف وموسكو، التي يتهم مسؤولون أميركيون وغربيون روسيا بحشد قواتها على الحدود الأوكرانية، تمهيداً لاجتياحها. وقال الرئيس الأوكراني إن بلاده مستعدة لأي سيناريو، وإن بلاده «تسيطر بشكل كامل على حدودها، وعلى استعداد كامل لأي تصعيد». ومنذ تسلم الرئيس الديمقراطي جو بايدن السلطة، سعى الرئيس الأوكراني إلى تصحيح علاقته بواشنطن، لإزالة الآثار التي تركتها الجهود الفاشلة لإدارة الرئيس الأميركي الجمهوري السابق دونالد ترمب، للتنقيب عن الأوساخ ضد بايدن، المرشح آنذاك، وابنه هانتر. وأوضح بايدن أنه يريد من الأوكرانيين إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية جذرية وفرعية، وهي حملة يعود تاريخها إلى إدارة أوباما عندما كان بايدن، نائب الرئيس، الرجل المهم بالنسبة لأوكرانيا. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في وقت سابق، إن «التهديد من داخل أوكرانيا هو الفساد، ومن الافتقار إلى المؤسسات التي يمكنها إدارة البلاد بشكل فعال». وحذر من أنه «إذا استمر هذا التهديد، فسيكون من الصعب جداً عليهم بناء ديمقراطية قابلة للحياة». ورغم ذلك، لم ينجح زيلينسكي سوى في إحراز تقدم طفيف في الحد من قبضة الأوليغارشية، خصوصاً تجاه قطبين رئيسيين من أقطابها، رينات أحمدوف وإيهور كولومويسكي.
وتمتد سلطة الأوليغارشية في أوكرانيا إلى مجالات عميقة مثل الطاقة والتعدين والإعلام، ما يمنح زمرة من المليارديرات النفوذ لتشكيل القرارات السياسية. وتدرك أوكرانيا أن زيادة المساعدات الغربية والقروض الدولية مرهونة بتقليص نفوذها.
وسعت واشنطن إلى مساعدة زيلينسكي في حربه على تلك الطغمة، وفرضت عقوبات في أوائل مارس (آذار) الماضي ضد كولومويسكي، قطب السلع والإعلام، وأحد أكبر رموز الأوليغارشية الأوكرانية، بسبب «فساد كبير» أثناء عمله حاكماً في منطقة جنوب شرقي أوكرانيا قبل سبع سنوات. وتم تعليق صفقة قرض بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، حيث يحاول الأوكرانيون إقناع مسؤولي الصندوق، بأنهم «جادون» في معالجة الفساد.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.