مفوضية الانتخابات في العراق... بين مطرقة الخاسرين وسندان الفائزين

الصدر يرفض التدخل في عملها ويؤكد سلامة أفرادها

TT
20

مفوضية الانتخابات في العراق... بين مطرقة الخاسرين وسندان الفائزين

بعد مرور أكثر من شهر على إجراء الانتخابات المبكرة في العراق، تجد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نفسها في وضع بالغ الصعوبة. فالآليات التي اتبعتها في إجراء الانتخابات، وفق القانون الجديد القائم على الدوائر المتعددة والفوز بأعلى الأصوات، حظيت بإشادات محلية وإقليمية ودولية، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي.
هذه الإشادات وضعتها القوى الخاسرة على الرف، وزحفت مع جماهيرها إلى بوابات المنطقة الخضراء حيث مقر المفوضية، ونصبت خيمها وأغلقت البوابات وبعض الطرق والجسور، وفي المقدمة منها أهم جسور بغداد، وهو الجسر المعلق. الاتهامات التي وجهت إلى المفوضية، سواء على صعيد الإسراع في إعلان النتائج الأولية أو التفاوت في نسب الفائزين والخاسرين، جعلتها هي الضحية الأولى لصراعات الكبار، حيث لا تزال منذ أكثر من شهر بين مطرقة الخاسرين وسندان الفائزين.
الفائزون، وفي مقدمتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يرفض الاتهامات الموجهة للمفوضية، ويشيد بإجراءاتها، وهو ما يضعها في مواجهة مباشرة مع القوى الخاسرة، وفي مقدمتهم زعيم تحالف الفتح هادي العامري.
الصدر، في بيان له أمس، أعلن رفضه التدخل في عمل مفوضية الانتخابات والقضاء في البلاد، وذلك بعد ساعات من إعلان زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري تقديم ما وصفها بالأدلة إلى المحكمة الاتحادية لإلغاء نتائج الانتخابات. وقال الصدر: «إذ نعلن عن نزاهة عمل المفوضية المستقلة للانتخابات، ودقة مهنيتها في كل تفاصيل عملها، فإننا نرفض التدخل بعملها من جهة، ونؤكد على سلامة أفرادها والمنتمين لها من جهة أخرى».
وأضاف: «كما أننا ندين ونشجب كل الضغوطات السياسية والأمنية التي تتعرض لها المفوضية من أول يوم من عملها إلى يومنا هذا، بل إنني أقف إجلالاً واحتراماً لمواقفها المهنية النزيهة، ولا يسعني إلا أن أقدم الشكر لكل أعضائها، وأخص بالذكر منهم الأخ القاضي جليل عدنان خلف».
وشدد الصدر على أنه «لا ينبغي التدخل في عمل القضاء والمحكمة، وفي تصديقها على النتائج التي يريد البعض تغييرها ليمكنهم مجاراة (الكتلة الأكبر) ليتمكنوا من تعطيل (حكومة الأغلبية) التي استاءوا من بوادر تشكيلها».
ومن جهته، فإن العامري أعلن أن هناك «تغيراً فارقاً» في نتائج الانتخابات بعد إلغاء نتائج 18 في المائة من مراكز الاقتراع. وقال في تصريح له عقب استقباله رئيس الجبهة التركمانية حسن توران إن «قرارات الهيئة القضائية ببطلان بعض المحطات الانتخابية التي لم تغلق في التوقيت المحدد سيؤدي إلى بطلان أكثر من 6 آلاف محطة اقتراع».
وأضاف: «كما ألغي ما يقارب 4 آلاف محطة بسبب وجود بصمات متكررة، ما يعني أن 10 آلاف محطة سيتم إلغاء نتائجها، ما يشكل 18 في المائة من مجموع المحطات في العراق التي يبلغ عددها 55 ألف محطة».
وأوضح العامري أن «هذه الأرقام مؤثرة، ومن شأنها أن تحدث تغييراً فارقاً جذرياً في نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة».
وفي المقابل، أصدرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات توضيحاً جديداً حول مستجدات العملية الانتخابية المتعلقة بالطعون. وذكرت في بيان لها أنه «عرض على مجلس المفوضين آخر مستجدات العملية الانتخابية، بعد أن تم النظر بالطعون المرسلة إلى الهيئة القضائية للانتخابات كافة، البالغ عددها 1436 طعناً».
وأوضحت أنه «ورد توضيح جديد حول مستجدات العملية الانتخابية المتعلقة بالطعون، والقرارات الصادرة عن الهيئة التي تضمنت 1315 قراراً برد طعون المرشحين، ونقض 21 قراراً لمجلس المفوضين، منها 15 قراراً كان لأسباب إجرائية ترتب على أثرها إلزام المفوضية بإعادة العد والفرز اليدوي للمحطات المطعون بها، والبقية 6 قرارات كان قبول الطعن فيه لأسباب قانونية وفنية ترتب على أثرها إلغاء نتائج بعض مراكز الاقتراع».
ويرى الخبير القانوني فيصل ريكان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «نتائج العد والفرز الأخيرة، وكذلك الشكاوى والطعون التي قدمت أمام المفوضية، أظهرت أن تغييراً طفيفاً سوف يحدث في المقاعد البرلمانية، ومنها المستقلين»، مبيناً أن «القانون الذي أعطى صلاحية قبول الشكاوى والطعون هو القانون رقم 30 لسنة 2019، وكذلك القانون رقم 9 لسنة 2020، وهما حددا الجهات ذات العلاقة بعمليات العد والفرز اليدوي التي تسمح بقبول النظر في الطعون».
وأضاف أن «مفوضية الانتخابات من صلاحيتها قبول الشكاوى والطعون والرد عليها، لكن القرار النهائي يعود إلى الهيئة القضائية التي تعد هيئة تمييزية، باعتبار أن قراراتها باتة وقطعية».
وأشار ريكان إلى أن «العد والفرز الأخير سمح بتغيير اثنين من المستقلين، حيث ذهبت مقاعدهم إلى الأحزاب السياسية، وبالتالي فإنه تغيير نسبي لن يؤثر على الحجم الحقيقي للقوائم والكتل التي فازت في الانتخابات الأخيرة، وهو ما يعني أن مهام المفوضية ذات طبيعة فنية وإجرائية، وطبقاً للمعايير المعتمدة».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».