مقتل 3 من عمال المناجم بهجوم إرهابي في بلوشستان

TT

مقتل 3 من عمال المناجم بهجوم إرهابي في بلوشستان

صرح مسؤولون في الشرطة الباكستانية بأن 3 من عمال مناجم الفحم قتلوا خلال هجوم إرهابي في الساعات الأولى من صباح أمس (الأحد)، بالقرب من الحدود الباكستانية - الأفغانية في إقليم بلوشستان الباكستاني.
وقال مسؤولون في الشرطة الباكستانية لـ«الشرق الأوسط» إن المهاجمين الذين جاءوا من أفغانستان «فروا من مكان الحادث فور إطلاق النار على العمال».
ومن ناحيتهم، أعرب مسؤولون باكستانيون عن قلقهم إزاء الهجمات عبر الحدود في إقليم بلوشستان الباكستاني. وكان عمال مناجم الفحم الثلاثة قد سقطوا برصاص مسلحين مجهولين في منطقة زلاوان في هارناي (بلوشستان).
وأشار مسؤولو الشرطة الباكستانية، تعليقاً على الهجوم بالإرهابي، إلى أنه جرى الإبلاغ عن هجمات مشابهة عبر الحدود في الماضي القريب. وقال مسؤولون في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن المهاجمين «وصلوا إلى منجم الفحم في الساعات الأولى من صباح الأحد، وفتحوا النار على العمال، ما أسفر عن مقتل 3 منهم على الفور». وجرى نقل الجثث في وقت لاحق إلى مركز الصحة الريفية في شهراج لاتخاذ الإجراءات الطبية والقانونية.
جدير بالذكر في هذا الصدد أنه في أغسطس (آب) من هذا العام، أطلق مسلحون النار على 3 من عمال مناجم الفحم يعملون في منطقة ماروار للفحم، على بعد نحو 70 كيلومتراً من كويتا. وكان المسلحون قد دخلوا المنطقة ليلاً، وفروا بعد مقتل عمال المنجم، فيما حصل أفراد قوات الأمن المنتشرون في نقطة التفتيش القريبة على معلومات الحادث في وقت متأخر بسبب عدم وجود خدمة الهاتف المحمول في منطقة التلال.
وفي سياق متصل، لقي 7 من عمال المناجم مصرعهم في انفجار غاز الميثان في منجم فحم في منطقة هارناي في مارس (آذار) الماضي.
ومن جهته، صرح الأمين العام لاتحاد المناجم المركزي الباكستاني والعمل، لالا سلطان، بأنه قتل ما لا يقل عن 104 من عمال مناجم الفحم داخل المقاطعة هذا العام، بمن فيهم أولئك الذين لقوا مصرعهم في حادث تسرب غاز في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأعربت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية، الجمعة، عن قلقها إزاء انتهاكات حقوق الإنسان، وظروف العمل السيئة في مناجم الفحم في بلوشستان.
وخلال مؤتمر صحافي داخل نادي كويتا للصحافة، قال العضو المخضرم في هيئة حقوق الإنسان حسين نقي إن بعثة تقصي الحقائق التابعة للجنة حقوق الإنسان الباكستانية «قلقة من اكتشاف أن عمال مناجم الفحم ما زالوا عرضة لانتهاكات حقوق الإنسان».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.