الصين تخفض علاقاتها الدبلوماسية مع ليتوانيا بسبب تايوان

مكتب التمثيل التايواني في فيلنيوس (إ.ب.أ)
مكتب التمثيل التايواني في فيلنيوس (إ.ب.أ)
TT

الصين تخفض علاقاتها الدبلوماسية مع ليتوانيا بسبب تايوان

مكتب التمثيل التايواني في فيلنيوس (إ.ب.أ)
مكتب التمثيل التايواني في فيلنيوس (إ.ب.أ)

خفضت الصين رسمياً علاقاتها الدبلوماسية مع ليتوانيا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم (الأحد)، احتجاجاً على فتح تايوان سفارة باسمها في فيلنيوس.
وكان سماح ليتوانيا لتايبيه بفتح مكتب رسمي مستخدمة اسم تايوان شكل خطوة دبلوماسية مهمة تحدت حملة الضغط التي شنتها بكين.
وترفض الصين أي استخدام لاسم «تايوان» يضفي شرعيّة دوليّة على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، وتعدها بكين جزءاً من أراضيها وتوعدت بالاستيلاء عليها يوماً ما بالقوة، إذا لزم الأمر.
وقالت الوزارة في بيان، إن الحكومة الصينية «خفضت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من أجل حماية سيادتها والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية». وأضافت أن «الحكومة الليتوانية يجب أن تتحمل كل العواقب المترتبة على ذلك»، معتبرة أنّ ما أقدمت عليه شكّل «سابقة سيئة على الساحة الدولية».
وقالت بكين إن ليتوانيا «تخلّت عن الالتزام السياسي الذي قطعته عند إقامة علاقات دبلوماسية» مع الصين، في إشارة إلى «سياسة الصين الواحدة».
وتابعت وزارة الخارجية الصينية في بيانها: «لا يوجد سوى صين واحدة في العالم، وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين». وأضافت: «نطالب الجانب الليتواني بتصحيح قراره الخاطئ على الفور».
من جانبها، قالت ليتوانيا الأحد، إنها «تأسف» لقرار الصين خفض العلاقات الدبلوماسية مع فيلنيوس. وكتبت وزارة الخارجية في بيان، أن «ليتوانيا تؤكد مجدداً تمسكها بسياسة (صين واحدة)، لكن في الوقت نفسه لديها الحق في توسيع تعاونها مع تايوان»، بما في ذلك من خلال إنشاء بعثات غير دبلوماسية.
وأعلنت تايوان في يوليو (تموز) أنها ستفتح المكتب التمثيلي، وهو أول مركز دبلوماسي جديد لها في أوروبا منذ 18 عاماً، في خطوة استفزت بكين.
ورداً على ذلك، استدعت بكين سفيرها لدى ليتوانيا، وطالبت فيلنيوس باستدعاء سفيرها لدى الصين، وهذا ما حصل.
وأوقفت بكين أيضاً قطارات الشحن إلى ليتوانيا. كما أوقفت إصدار تصاريح تصدير المواد الغذائية.
ويشكل فتح مكتب فيلنيوس أحدث مؤشر إلى أن بعض دول البلطيق وأوروبا الوسطى تسعى إلى توثيق العلاقات مع تايوان، حتى لو أثار ذلك غضب الصين.
وفي مايو (أيار)، أعلنت ليتوانيا أنها ستنسحب من «منتدى التعاون الصيني 17+1 مع دول وسط وشرق أوروبا»، مبررة قرارها بأن هذا المنتدى «مثير للانقسام».
كذلك، دفع سياسيون في جمهورية التشيك من أجل توثيق العلاقات مع تايوان.
ولا يعترف بتايوان رسمياً سوى 15 بلداً. لكن تايوان تحتفظ بمكاتب تمثيلية موازية للسفارات مع كثير من الدول، كما أن بلداناً عدة لديها ترتيبات مماثلة في تايبيه.
وازداد الدعم الدولي للجزيرة منذ وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى السلطة.
وجرى عدد متزايد من الزيارات الدبلوماسية غير الرسمية بين مسؤولين تايوانيين وأوروبيين وأميركيين في الأشهر الأخيرة.
واتّخذ شي نهجاً أكثر عدوانية بشكل ملحوظ تجاه تايبيه منذ انتخاب الرئيسة تساي إنغ-وين عام 2016.
وهي مكروهة من بكين، لأنها تعد تايوان دولة ذات سيادة وليست جزءاً من «صين واحدة».
كما جعلت بكين كثيراً من الحلفاء الدبلوماسيين لتايوان في السنوات الأخيرة يقطعون العلاقات الدبلوماسية معها، بما في ذلك بنما والسلفادور وجمهورية الدومينيكان.



توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.