تضامن فلسطيني مع «حماس» بعد قرار بريطانيا تصنيفها «إرهابية»

السلطة تهدد بـ«مراجعة العلاقات»... وفصائل تدعو لندن إلى التراجع عن خطوتها

ممثلون لفصائل فلسطينية في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للتضامن مع «حماس» في مدينة غزة أمس (د.ب.أ)
ممثلون لفصائل فلسطينية في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للتضامن مع «حماس» في مدينة غزة أمس (د.ب.أ)
TT

تضامن فلسطيني مع «حماس» بعد قرار بريطانيا تصنيفها «إرهابية»

ممثلون لفصائل فلسطينية في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للتضامن مع «حماس» في مدينة غزة أمس (د.ب.أ)
ممثلون لفصائل فلسطينية في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للتضامن مع «حماس» في مدينة غزة أمس (د.ب.أ)

دانت السلطة الفلسطينية قرار الحكومة البريطانية تصنيف حركة «حماس» منظمة إرهابية، وقالت إن الخطوة تمثّل «اعتداء غير مبرَّر» على الشعب الفلسطيني، وستلزمها بمراجعة علاقتها مع بريطانيا ودورها في المنطقة وعملية السلام.
وجاءت الإدانة الرسمية الفلسطينية بعد يوم من قرار وزارة الداخلية البريطانية بحق «حماس». كما لقي القرار الذي يحتاج إلى موافقة البرلمان البريطاني إدانات غاضبة صدرت عن فصائل فلسطينية اتفقت على إطلاق مؤتمر وطني معارض لتصنيف «حماس» على لوائح الإرهاب.
وأصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بياناً، أمس (السبت)، دانت فيه قرار الحكومة البريطانية، واعتبرته «اعتداءً غير مبرر على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أشكال الاحتلال والظلم التاريخي الذي أسس له (وعد بلفور) المشؤوم؛ حيث طُرد من وطنه وهُجّر في المنافي ولا يزال يدفع أثماناً غالية من أرضه وحياة ومستقبل أجياله، نتيجة لاستمرار الاحتلال والاستيطان وعمليات التهجير القسري والعقوبات الجماعية والملاحقة والمطاردة».
وأضافت الخارجية الفلسطينية أن «الحكومة البريطانية بهذا القرار وضعت العراقيل أمام فرص تحقيق السلام والعقبات في طريق الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة وإعادة إعمار قطاع غزة».
وتابع البيان الفلسطيني: «للأسف الشديد، يأتي هذا القرار البريطاني بعد أسبوع من مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي (نفتالي بنيت) نظيره البريطاني (بوريس جونسون)، على هامش اجتماع قمة المناخ في غلاسكو، باعتماد حركة (حماس) منظمة إرهابية، ونرى أنه انسجاماً مع هذا الطلب ونزولاً عنده قامت وزيرة الداخلية البريطانية (بريتي باتيل) بإعلان هذا القرار خلال زيارتها إلى واشنطن، وهي نفس الوزيرة التي قامت في سنوات سابقة بزيارة مستوطنات هضبة الجولان، بالتنسيق مع مجلس المستوطنات هناك، ودون أخذ موافقة من حكومتها. هذه المرة هناك موافقة على هذه الخطوة من حكومتها، وانعكاس لتحول خطير في السياسة البريطانية التقليدية حيال الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، عبر تبني المواقف الإسرائيلية تحت تبريرات وحجج واهية».
وطالبت الخارجية الفلسطينية الحكومة البريطانية بـ«التوقف عن سياسة الكيل بمكيالين والازدواجية في المعايير والتراجع الفوري عن هذا القرار»، مشيرة إلى أنها ستدرس مع الجهات المعنية «آثار وتبعات هذا القرار على العلاقات الثنائية الفلسطينية – البريطانية، وتأثير ذلك على دور بريطانيا التقليدي في المنطقة، ومحدودية مساهمتها المستقبلية في أي عملية سياسية محتملة».
وكانت حركة «حماس» قد دانت بدورها قرار بريطانيا تصنيفها منظمة إرهابية، واعتبرته «انحيازاً لإسرائيل ومخالفة للشرعية الدولية التي تكفل مقاومة الاحتلال»، مطالبة لندن بأن تتوقف عن «الارتهان للرواية والمشروع الإسرائيلي، وأن تسارع للتكفير عن خطيئتها بحق الشعب الفلسطيني في وعد بلفور، بدعم نضاله من أجل الحرية والاستقلال والعودة».
كما أعلنت جميع الفصائل الفلسطينية أمس إطلاق مؤتمر وطني وفعاليات ضد بريطانيا وقرارها. وحذّرت الفصائل الفلسطينية من تداعيات القرار بحق «حماس»، ودعت بريطانيا للتراجع عنه، كما دعت البرلمان البريطاني إلى عدم التصويت لمصلحة القرار.
وقالت الفصائل، في بيان عقب عقدها اجتماعاً طارئاً لبحث القرار البريطاني، إن الشعب الفلسطيني بقواه كافة «موحد» في رفض تصنيف «حماس» على لوائح الإرهاب. وقال عماد الأغا ممثل حركة «فتح»، في مؤتمر صحافي تلا خلاله البيان: إن «حركة (حماس) هي جزء أصيل من النسيج الفلسطيني ومكون أصيل من مكونات العمل الوطني التحرري للشعب الفلسطيني، ولن يسمح الشعب الفلسطيني لأي جهة كانت بالمساس بأحد مكوناته».
ودعا الأغا «القوى الحية وكافة الأحرار والمتضامنين مع شعبنا في العالم أجمع، والجمعية العامة للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل محبي العدل في العالم إلى رفض هذا القرار ومواجهته بحزم».
وحمل البيان دعوة كذلك للشعب الفلسطيني لـ«الوحدة والتماسك على مختلف الصعد لإسقاط هذا القرار وإحباط تداعياته».
وأعلنت الفصائل الفلسطينية إطلاق سلسلة من الفعاليات الوطنية والشعبية ضد القرار البريطاني، كما أعلنت تنظيم مؤتمر وطني شعبي جامع في قطاع غزة خلال أيام، لرفض الإجراء البريطاني بحق «حماس».
وكانت وزارة الداخلية البريطانية أعلنت الجمعة أن حكومة بوريس جونسون (حزب المحافظين) تعتزم تصنيف «حماس» منظمة إرهابية. وقالت الوزارة إنه إذا اعتمدت بريطانيا هذا التصنيف بعد مناقشة في البرلمان من المقرر إجراؤها، الأسبوع المقبل، فسيعاقب من ينتمي إلى «حماس» أو يروّج للحركة بالسجن لمدة يمكن أن تصل إلى 14 عاماً، بموجب أحكام قانون مكافحة الإرهاب البريطاني.
وكتبت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل في تغريدة على «تويتر»: «تمتلك (حماس) قدرات إرهابية كبيرة، بما في ذلك الوصول إلى ترسانة واسعة ومتطورة فضلاً عن معدات إرهابية، لهذا أتحرك اليوم لحظر (حماس) بالكامل». وقبل ذلك كانت بريطانيا تحظر الجناح المسلح لـ«حماس» فقط، وليس الجناح السياسي، لكن باتيل قالت في تصريحات على هامش زيارة لواشنطن نقلتها الصحف البريطانية: «نحن نرى أنه لم يعد بإمكاننا الفصل بين الجناحين العسكري والسياسي للحركة».
وتتماشى الخطوة البريطانية مع موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من «حماس». وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) جناحين؛ أحدهما سياسي والآخر عسكري. وتأسست الحركة عام 1987، وهي تعارض وجود إسرائيل وإجراء محادثات سلام معها، وتنتهج سياسة «المقاومة المسلحة» للاحتلال الإسرائيلي لأراض فلسطينية. وكانت بريطانيا حتى اللحظة تحظر الجناح العسكري فقط لـ«حماس»، وهو «كتائب عز الدين القسام».
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت بالقرار قائلاً على «تويتر»: «(حماس) تنظيم إرهابي بامتياز... الذراع السياسية للحركة تُمكّن نشاطها العسكري».
ولفتت «رويترز» إلى أن وزيرة الداخلية البريطانية باتيل كانت قد اضطرت للاستقالة من منصب وزيرة التنمية الدولية عام 2017، عندما عقدت اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين كبار كانوا في عطلة خاصة في البلاد دون أن تبلغ حكومتها. والتقت حينها مع رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة وقتها يائير لبيد. وأشاد لبيد الذي يشغل الآن منصب وزير الخارجية بقرار حظر «حماس»، وقال إنه «خطوة في إطار توثيق العلاقات مع بريطانيا».
وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة حركة «حماس» بالكامل تنظيماً إرهابياً. والحركة مدرجة على القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية في الخارج، كما يعتبرها الاتحاد الأوروبي حركة إرهابية، حسب ما ذكر تقرير لوكالة «رويترز». وفي عام 2006، فازت «حماس» التي يوجد مقرها في قطاع غزة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية على حركة «فتح»، وفي العام التالي سيطرت على القطاع عسكرياً.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.